لماذا استدعت إسرائيل السفير البولندي لديها؟
استدعت وزارة الخارجية الاسرائيلية السفير البولندي لدى تل أبيب اليوم الأحد وسط غضب من تشريع في وارسو يقول منتقدون إنه سيمنع مطالبات اليهود بإعادة الممتلكات التي سرقها النازيون.
واستدعى ألون بار، المدير السياسي بوزارة الخارجية الاسرائيلية، ماريك ماجيروفسكي للتعبير عن معارضة الوزارة للتشريع الذي تم تمريره في مجلس النواب البولندي، قائلاً إنه سيؤثر على العلاقات بين إسرائيل وبولندا إذا تم إقراره.
وأخبر بار ماجيروفسكي، أن ما كان على المحك ليس نزاعًا تاريخيًا، بل واجب بولندا الأخلاقي تجاه المواطنين السابقين الذين تم الاستيلاء على ممتلكاتهم أو تأميمها خلال الهولوكوست أو تحت الحكم الشيوعي، وفقًا لوزارة الخارجية الاسرائيلية.
وبموجب التشريع، سيتم إيقاف أو رفض الدعاوى المعلقة لاستعادة الممتلكات التي تم الاستيلاء عليها خلال الهولوكوست والتي لم تصل إلى قرار نهائي في الثلاثين عامًا الماضية.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم حظر الطعون الجديدة للقرارات الإدارية التي تم اتخاذها منذ أكثر من 30 عامًا، ومن المتوقع أن يحد القانون من دعاوى الاسترداد على الأراضي المملوكة لليهود التي اتخذها النازيون وتم تأميمها بعد الحرب العالمية الثانية من قبل النظام الشيوعي البولندي.
وقال مسؤولون من منظمة إعادة الممتلكات اليهودية العالمية إن مشروع القانون، في حالة إقراره، سيجعل من المستحيل تقريبًا على الناجين من الهولوكوست وأسرهم الطعن في القرارات المتعلقة بالممتلكات المسروقة ، وزعموا أنه سيؤثر سلبًا على 90 في المائة من دعاوى الملكية هذه.
وانتقد وزير الخارجية الاسرائيلي يائير لابيد التشريع يوم الجمعة ووصفه بأنه “ضربة مباشرة ومؤلمة لحقوق الناجين من المحرقة وأحفادهم” و “غير أخلاقي” و "وصمة عار".
وفي وقت لاحق، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي في مؤتمر صحفي: “لا يسعني إلا أن أقول إنه طالما أنني رئيس الوزراء، فإن بولندا بالتأكيد لن تدفع ثمن الجرائم الألمانية، ليس زلوتي واحد أو يورو أو دولار ”.
ورد لابيد على بيان رئيس الوزراء البولندي قائلاً: “على رئيس الوزراء البولندي أن يتحقق من الحقائق مرة أخرى”.
واضاف “في الأراضي البولندية، قُتل ملايين اليهود ولن يمحو أي تشريع ذكرياتهم، نحن لسنا مهتمين بالمال البولندي، بل التلميح معاد للسامية، نحن نناضل من أجل ذكرى ضحايا الهولوكوست ، من أجل كرامتنا الوطنية ، ولن نسمح لأي برلمان بتمرير قوانين تهدف إلى إنكار الهولوكوست ”.
واتهم نائب وزير الخارجية البولندي شيمون سينكوفسكي فيل سيك إسرائيل بابتزاز بولندا بشأن هذه القضية.
وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الحكومية في بلاده TVP Info، زعم أن “إسرائيل تضغط على بولندا لوقف العمل على قانون التعويض ... تستخدم إسرائيل نوعًا من الابتزاز المغلف بأكاذيب تاريخية ، والتلاعب بالحقائق واستغلال ذاكرة الضحايا”.