ليفاندوفسكي.. قناص خطير يوقر الأداء الجماعي
ربما لا يمتلك البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ الألماني المهارات الأسطورية لنجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي أو شراسة البرتغالي كريستيانو رونالدو ، ولكنه تفوق فعليا على كل من رونالدو وميسي في الموسمين الأخيرين.
وخلال الموسمين الماضيين ، خطف ليفاندوفسكي قدرا كبيرا من الأضواء بفضل استمرار سجله التهديفي العالي مع فريق بايرن ميونخ الألماني وقيادته الفريق إلى مزيد من الإنجازات إضافة إلى الأرقام القياسية التي حققها اللاعب.
وبعد فوزه مع بايرن بالثلاثية التاريخية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) في موسم 2019 / 2020 ، توج اللاعب بجائزة "الأفضل" التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في الاستفتاء الذي يجريه الفيفا لاختيار أفضل لاعب في العالم سنويا.
وكان ميسي ورونالدو أحكما سيطرتهما على هذه الجائزة لسنوات طويلة ولم يكسر احتكارهما لها سوى الكرواتي لوكا مودريتش في 2018 ثم ليفاندوفسكي في 2020 .
وواصل ليفاندوفسكي إبداعاته الكروية في الموسم الماضي وحطم رقاما قياسيا ظل صامدا لنحو أربعة عقود حيث سجل 41 هدفا في الدوري الألماني (بوندسليجا) بالموسم الماضي 2020 / 2021 ليحطم بهذا الرقم القياسي للأسطورة جيرد مولر الذي سجل 40 هدفا في موسم 1971 / 1972 .
وأصبح ليفاندوفسكي بهذا أكثر لاعب يسجل أهدافا في موسم واحد بالبوندسليجا ، وأحرز اللاعب جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا بالموسم المنقضي متفوقا على ميسي ورونالدو وغيرهما مثل محمد صلاح نجم ليفربول وكريم بنزيمة نجم ريال مدريد الإسباني.
والآن ، ينتظر ليفاندوفسكي المزيد من الجوائز الشخصية هذا العام. ومن المؤكد أنه سيكون منافسا قويا على جائزة "الأفضل" في استفتاء الفيفا لعام 2021 أيضا رغم فشل فريقه في الفوز بلقب دوري الأبطال خلال الموسم المنقضي.
كما سيخوض ليفاندوفسكي بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2020) كهداف فتاك وكأحد أفضل المهاجمين في العالم ، وسيكون طموحه هو قيادة الفريق لأبعد مرحلة ممكنة في البطولة والمنافسة على اللقب الأوروبي الذي لم يسبق للمنتخب البولندي التتويج به.
وقدم المنتخب البولندي مسيرة رائعة في التصفيات المؤهلة ليورو 2020 حيث تصدر مجموعته برصيد 25 نقطة من ثمانية انتصارات وتعادل واحد مقابل هزيمة واحدة.
وسجل الفريق 18 هدفا في التصفيات منها ستة أهداف لليفاندوفسكي ليلعب القناص دورا بارزا في تأهل الفريق للنهائيات التي يتطلع للسطوع فيها ما يعزز فرصه في المنافسة على المزيد من الجوائز.
وكتب أحد الخبراء ، في صحيفة "دي فيلت" الألمانية في 2015 ، : "روبرت ليفاندوفسكي من أفضل المهاجمين في العالم. وصل لمستوى ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو ، ليس فيما يتعلق بالتسويق ولكن بالتأكيد في الناحية الرياضية".
وكان هذا بعدما سجل ليفاندوفسكي خمسة أهداف في غضون تسع دقائق خلال مباراة بايرن التي فاز فيها على فولفسبورج بالبوندسليجا ليحقق بهذا رقما قياسيا في البوندسليجا ويثير إعجاب مديره الفني الإسباني جوسيب جوارديولا الذي طالما تعامل مع النجوم.
وبالفعل ، وجد ليفاندوفسكي صعوبة في البداية في مواجهة شهرة نجوم مثل ميسي ورونالدو رغم كونه ماكينة أهداف لا تتوقف.
وتتناقض أرقام ليفاندوفسكي القياسية التي تدل على قسوته وصرامته الهجومية مع طبيعة شخصيته الهادئة اللطيفة وروح الأداء الجماعي والتي أكد ليفاندوفسكي حرصه عليها وأهميتها خلال تصريحاته في أكثر من مناسبة سابقة.
وقال ليفاندوفسكي: "إنني لاعب جماعي. وهذا يعني أن الفريق بأكمله ، سواء بايرن أو المنتخب البولندي ، يلعب أيضا بشكل رائع".
ورغم رحيل نجمين كبيرين هما الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي آريين روبن عن صفوف بايرن ، لم يخفت بريق ليفاندوفسكي.
ويتمنى المنتخب البولندي من نجمه الشهير أداء يضاهي ما يقدمه مع بايرن خاصة وأنه المهاجم الأول لمنتخب بلاده كما يتصدر قائمة أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف مع المنتخب البولندي في المباريات الدولية برصيد 66 هدفا إضافة لكونه أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات الدولية مع المنتخب البولندي إذ يقترب من خوض 120 مباراة دولية.
وولد ليفاندوفسكي في العاصمة البولندية وارسو في 21 آب/أغسطس 1988 لعائلة رياضية تماما حيث كانت والدته لاعبة كرة طائرة محترفة مثل شقيقته بينما كان والده بطلا في الجودو.
وخلال فترة صباه ، عمد ليفاندوفسكي إلى تجربة رياضات أخرى وكان على وشك اختيار الاستمرار في ألعاب القوى ولكنه تحول إلى ممارسة كرة القدم.
واحترفت زوجته أنا ، التي ارتبطت معه بصداقة لفترة طويلة ، رياضة الكاراتيه كما أنها خبيرة تغذية.
وينسب إليها كثيرون الحالة البدنية الرائعة لليفاندوفسكي والتي يحسده عليها الجميع حيث أطلق عليه زملاؤه السابقين في دورتموند لقب "البدن".
وقال جوارديولا ، الذي يدرب مانشستر سيتي الإنجليزي حاليا ، : "ليفاندوفسكي من أكثر اللاعبين الذين عرفتهم من الناحية الاحترافية... إنه يفكر في كرة القدم على مدار 24 ساعة يوميا. يأكل وينام ويتدرب من أجل عمله (كرة القدم) . إنه حاضر دائما ، ولا يصاب أبدا".
ومع القائمة الطويلة الحافلة بالألقاب التي أحرزها في بولندا وألمانيا ، ومنها الفوز بتسعة من آخر 11 لقبا في البوندسليجا (اثنين مع دورتموند وسبعة مع بايرن) ، يتطلع ليفالندوفسكي /32 عاما/ لبصمة كبيرة مع منتخب بلاده فيما يمكن أن يصبح آخر مشاركة للاعب الكبير في بطولات كأس الأمم الأوروبية.