آية في القرآن جمعت أحكام الألوهية.. تعرف عليها

الموجز

قال الله تعالى" اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ(٢٥٥)".سورة البقرة.

وقال الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق، مفسرا آية الكرسي إنه في هذه الآية قدم الله عز وجل الأدلة الواضحة على وحدانيته سبحانه وتعالى، وأمر المؤمنين بالإنفاق في وجوه الخير وذكرهم بأهوال يوم القيامة، ثم أتبع سبحانه وتعالى ذلك بآية كريمة، اشتملت على تمجيده سبحانه وتعالى ، فبينت كمال سلطانه وسابغ نعمه وشامل علمه سبحانه وتعالى، هذه الآية هي آية الكرسي.

وأشار في برنامج (مع القرآن الكريم) عبر إذاعة القرآن الكريم، إلى أن آية الكرسي جمعت من أحكام الألوهية ما لم تجمعه آية أخري، لافتا إلى أَن هذه الآية قد اشتملت على عشر جمل فيها ما فيها من صفات الله الجليلة ونعوته السامية، يقول الله عز وجل "اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ"، لافتا أن اسم "الله" عز وجل هو أعظم أسمائه سبحانه وتعالي، وقال البعض أنه اسم الله الأعظم، لم يتسم به غيره، لذلك لم يثن ولم يجمع، فالله اسم لله عز وجل الموجود الحق الذي له الربوبية والألوهية، لا إله إلا هو سبحانه وتعالى الحي الباقي الذي له الحياة الدائمة، والقيوم أي الدائم القيام بتدبير أمور خلقه وحفظهم والمعطي لهم ماينفعهم ويقيم حياتهم، وهو الإله الواحد الحق المتفرد بالألوهية التي لا يشاركه فيها أحد، وهو سبحانه وتعالي المعبود بحق وكل معبود سواه باطل، ثم يقول عز وجل"لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ"، تأتي هذه الجملة مؤكدة لما قبلها بأن الله سبحانه وتعالي منزه عما يعتري الحوادث من غفلة، لأن النوم والسنة أي الفتور من صفات الخلق، والمراد أن الله سبحانه وتعالي لا يسهو عن تدبير أمور خلقه.

ثم يأتي التقرير بانفراده سبحانه وتعالى بالألوهية بأنه له ما في السماوات والأرض، ثم يأتي الاستفهام في قوله عز وجل " مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ" للنفي والإنكار أن تكون الشفاعة لأحد إلا بإذنه عز وجل، ثم يأتي التأكيد على كمال سلطانه سبحانه وتعالى وشمول علمه بكل أمور خلقه في الماضي والحاضر والمستقبل ما يعرفونه وما لا يعرفونه في قوله عز وجل"وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ"، ثم يأتي قوله عز وجل"وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ"، وللعلماء اتجاهان مشهوران في تفسير معنى الكرسي في الآية الكريمة، (فالسلف يقولون: إن لله سبحانه وتعالى كرسيا علينا أن نؤمن بوجوده وإن كنا لا نعرف حقيقته، لأن ذلك ليس في مقدور البشر، أما الخلف فيرون ان الكرسي في الآية كناية عن عظم السلطان، ونفوذ القدرة، وسعة العلم، وكمال الإحاطة). ثم يقول الله عز وجل"وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"، أي أنه سبحانه َتعالي لايثقله حفظ السموات والأرض.

واختتم "طنطاوي" حديثه بقوله إن آية الكرسي اشتملت على عشرة جمل تضمنت الصفات الإلهية والأدلة الساطعة على الألوهية الحقة وعلى الوحدانية وعلى وجوب إفراد الله عز وجل بالعبادة والطاعة سبحانه وتعالي لا إله إلا هو.

تم نسخ الرابط