ذكريات اليورو.. رهان أراجونيس يمنح إسبانيا لقبا غاليا
فيما فجر المنتخب اليوناني مفاجأة من العيار الثقيل في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2004) لكرة القدم ، عندما توج باللقب على عكس كل التوقعات ، ظلت التوقعات والتكهنات قبل بداية النسخة التالية عام 2008 في صف المنتخبات الكبيرة.
وتركزت معظم الترشيحات وقتها لصالح منتخبات مثل إيطاليا الفائزة بلقب كأس العالم 2006 وفرنسا التي خسرت نهائي المونديال أمام إيطاليا في نفس النسخة وألمانيا التي أحرزت المركز الثالث.
كما حظي كل من المنتخبين البرتغالي والهولندي بترشيحات جيدة للمنافسة على لقب البطولة ، ولكن منتخبا آخر كان أقل ترشيحا هو المنتخب الإسباني الذي نجح في خطف لقب البطولة بجدارة.
وقبل هذا اللقب ، اقتصرت بصمة المنتخب الإسباني في البطولة الأوروبية على لقب النسخة الثانية عام 1964 ومركزالوصيف في نسخة 1984 .
ولكن المنتخب الإسباني نجح بقيادة مديره الفني الراحل لويس أراجونيس في استخدام هذه النسخة من البطولة الأوروبية عام 2008 للإعلان الرسمي عن بدء حقبة جديدة في تاريخ الماتادور الإسباني من ناحية والكرة الأوروبية والعالمية من ناحية أخرى.
وكان المهاجم الإسباني الشهير راؤول جونزاليس لا يزال في الثلاثين من عمره وكانت قدراته التهديفية لا تزال في أوجها حيث سجل 18 هدفا في الدوري الإسباني خلال موسم 2007 / 2008 وحل رابعا في قائمة هدافي الدوري الإسباني في ذلك الوقت بالتساوي مع ديفيد فيا مهاجم بلنسية.
ولم يتفوق عليهما من لاعبي إسبانيا في الدوري المحلي وقتها سوى دانيال جويزا مهاجم ريال مايوركا والذي تصدر قائمة هدافي المسابقة آنذاك برصيد 27 هدفا.
ولكن أراجونيس ضم إلى قائمة الفريق المشارك في البطولة كلا من جويزا ، الذي شارك مع الفريق للمرة الأولى قبلها بشهور قليلة ، وديفيد فيا فيما لم تضم القائمة المهاجم الشهير راؤول.
واعترف أراجونيس وقتها بأنه لا يميل للاعبي ريال مدريد بل وأشار إلى أن راؤول يسبب بعض المشاكل للمنتخب الإسباني.
وكان استبعاد راؤول من صفوف الفريق هو القرار الأكثر إثارة للجدل لأراجونيس ، بعد إخفاق المنتخب في كأس العالم 2006 ، حيث كان راؤول وقتها قائدا للمنتخب وأبرز هدافيه.
وأشار أراجونيس في تصريحات لصحيفة "آس" إلى أن راؤول لم يكن اللاعب الوحيد الذي استبعده بعد كأس العالم 2006 وإنما استبعد لاعبين مخضرمين آخرين أمثال ميشيل سالجادو وسانتياجو كانيزاريس وديفيد ألبيلدا.
وأكد أراجونيس أنه أراد تشكيل مجموعة من اللاعبين خالية من غرور النجومية وأوضح أنه أسند المهام القيادية إلى "(إيكر) كاسياس و(كارلس) بويول وتشافي ، وبعدها إلى (سيرخيو) راموس و(فيرناندو) توريس."
وقال أراجونيس "جرى تشكيل الفريق بهذه الطريقة ، ولا يزال يعمل بالنهج نفسه ، حيث يتعلم الوافدون الجدد كيفية الاندماج مع الفريق وكيفية تحقيق الانتصارات."
وأضاف أراجونيس أن الإنجاز الذي حققه هو تجميع عدد كبير من اللاعبين الشبان الموهوبين أمثال تشافي وأندريس إنييستا وديفيد سيلفا وسيسك فابريجاس وسانتي كازورلا.
وأوضح "قبل ذلك كانت كرة القدم الإسبانية تعاني من هاجس بناء منتخب يمكنه التنافس من ناحية المستوى البدني دون فكرة واضحة عن كيفية اللعب".
ونجحت استراتيجية أراجونيس لبناء فريق قادر على المنافسة ولا يضم بين صفوفه من لاعبي الريال سوى حارس المرمى إيكر كاسياس والمدافع سيرخيو راموس.
وبدأ المنتخب الإسباني مسيرته في البطولة بمجموعة صعبة لكنها لم تكن الأصعب على الإطلاق ، وحقق ثلاثة انتصارات متتالية على روسيا 4 / 1 والسويد 2 / 1 واليونان 2 / 1 .
وودع المنتخب الفرنسي البطولة مبكرا بعدما سقط في مجموعة الموت التي ضمت معه منتخبي هولندا وإيطاليا اللذين اجتازا دور المجموعات .
وواصل المنتخب الإسباني تقدمه في البطولة بالفوز على إيطاليا 4 / 2 بركلات الترجيح في دور الثمانية ثم على روسيا 3 / صفر قبل أن يصطدم في النهائي بالمنتخب الألماني العنيد.
وكان هدفا واحدا بتوقيع فيرناندو توريس ، الذي كان مهاجما لليفربول في ذلك الوقت ، كافيا ليمنح المنتخب الإسباني لقب البطولة من ناحية ويمنح أراجونيس علامة النجاح الكاملة مع الفريق حيث فاز الفريق باللقب دون أي هزيمة من ناحية ومن خلال تقديم عروض مميزة من ناحية أخرى.
كما تصدر ديفيد فيا قائمة هدافي البطولة برصيد أربعة أهداف ليؤكد نجاح أراجونيس في رهانه.