له معاني عديدة.. ما لا تعرفه عن اسم الله «البديع»

الموجز

تحدث الدكتور زكريا هميمي، الأستاذ بكلية العلوم بجامعة بنها، عن اسم (البديع) من أسماء الله عز وجل، قائلاً، إنه ورد في القرآن الكريم في موضعين، أولهما في سورة البقرة في قول الله عز وجل"بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (117)"، وثانيهما في سورة الأنعام في قوله عز َجل "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)".

وأوضح "هميمي" خلال حلقة من برنامج (هذا خلق الله) عبر إذاعة القرآن الكريم، أن اسم (البديع) له معان عديدة، منها: أن الله عز وجل ليس له نظير؛ سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ، أيضا من معانيه المبدع في خلقه الذي أوجد الخلق لا على مثال سابق ولا على نموذج متقدم ولا على هيئة مسبقة، بل إن الله سبحانه وتعالى أوجد خلقه على أجمل صورة وأكمل هيئة وأتم حكمة وأحكم نظام، لذلك يقول عز وجل في سورة الملك "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3)".

وقال إن من معاني (البديع) أيضا المتفرد في كل شيء الذي لا يشبهه شيء، يقول المولي عز وجل "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴿1﴾ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴿2﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿3﴾ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿4﴾"، وتدل الآيات الكريمة على طلاقة القدرة والإبداع في الخلق.

وتابع هميمي أن من معاني (البديع) أيضا المبدع في خلقه، ولقد من الله عز وجل علي الإنسان بنعمة العقل وميزه بها على جميع المخلوقات، كما أن التفكر في كون الله عز وجل من أعظم العبادات، يقول الله عز وجل "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ" سورة النمل، ويقول عز وجل "قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ (101)" سورة يونس.

وأضاف ما أجمل التفكر والتدبر في مخلوقات الله عز وجل وما أعظم التدبر في بديع خلقه وإعجاز آياته كالليل والنهار والجبال والأمطار والسماء وفي كل شيء، لافتا إلى أن من معاني اسمه عز وجل (البديع) أيضا، واهب الإبداع وملهم المبدعين، فهو سبحانه وتعالى يفتح على بعض خلقه ببعض الفهوم والعلوم فيلهمهم حسن النظر في مخلوقاته عز وجل وإلى التوصل إلى بعض عجائب وأسرار هذا الكون ويلهمهم التوصل إلي الاكتشافات العلمية الحديثة، فسبحانه وتعالي الذي أبدع هذا الكون و ألهم المبدعين، يقول عز وجل "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)".

وأكد هميمي أنه يجب على المسلم إذا أتاه الله عز وجل حظا زائدا في الملكات التي تمكنه من الإبداع والابتكار أن يستعملها في الخير، وفي هداية الخلق إلي الله عز وجل، وفي الدلالة على طلاقة القدرة الإلهية، وعلى وجود الخالق سبحانه وتعالى.

وأشار إلى أن الإبداع نوعان وهما إبداع محمود وإبداع مذموم، وأن الإبداع المحمود ينشر الطمأنينة والسلام وييسر على الناس معايشهم ويحقق الرخاء والرفاهية ويقلل من آلام ومعاناة الناس، أما الإبداع المذموم فيستخدم في الدمار والهلاك وهو ما لا يرضى الخالق سبحانه وتعالى الذي أمر بالتفكر في الكون ونهي عن الإفساد وأمر بالإصلاح.

قال الله عز وجل "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ"، وقوله عز وحل"هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ".

تم نسخ الرابط