اجتماع كينشا.. هل يكون الإنذار الأخير لأثيوبيا قبل حسم مصر لأزمة سد النهضة ؟

سد النهضة
سد النهضة

كشف الدكتور عباس شراقي الخبير في الشئون الأفريقية أن اجتماع كينشاسا الذي ينعقد اليوم للمفاوضات بين مصر والسودان و إثيوبيا بشأن سد النهضة قد يكون الأخير لأنه إذا فشل فقد تلجأ مصر والسودان لحسم الأزمة بقرار رادع للمراوغ أبي أحمد رئيس الوزراء الأثيوبي.
وكتب شراقي في بوست له علي موقع الفيس بوك :
تبدأ اليوم بكينشاسا "الكونغو الديمقراطية" أولى اجتماعات جولة جديدة تعد السابعة على مدار عقد كامل من الزمان. تتميز هذه الاجتماعات بأنها الأولى برئاسة الكونغو للاتحاد الأفريقى، والأولى بحضور الوزراء وجها لوجه منذ اتشار فيروس كورونا وبعد فشل مفاوضات واشنطن فبراير 2020.

- الجولة الأولى بدأت بزيارة د. عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق الى أديس أبابا فى مايو 2011 وانتهت بتقرير لجنة الخبراء الدولية فى مايو 2013.

- الجولة الثانية بدأت من سبتمبر 2013 بعد ثورة 30 يونيو لتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية وانتهت فى يناير 2014 بفشل المفاوضات لرفض اثيوبيا وجود خبراء دوليين.

- الجولة الثالثة بدأت فى أغسطس 2014 بعد أن التقى الرئيس السيسى بديسالين على هامش القمة الأفريقية فى ملابو "غينيا الاستوائية يونيو 2014 والاتفاق على عودة المفاوضات، وانتهت فى نوفمبر 2017 بعد رفض اثيوبيا والسودان التقرير الاستهلالى للشركة الفرنسية، وتعد هذه أطول جولة.

- الجولة الرابعة بدأت فى ابريل 2018 بتدخل وزراء الخارجية ورؤساء المخابرات وانتهت فى أكتوبر 2019 بالخرطوم بفشل المفاوضات ورفض اثيوبيا وجود وسيط.

الجولة الخامسة بدأت فى نوفمبر 2019 برعاية الولايات المتحدة الأمريكية للمفاوضات وانتهت بالانسحاب المهين لاثيوبيا يوم 28 فبراير 2020 لتوقيع الاتفاق النهائى الذى صاغته أمريكا بالاستعانة بخبراء البنك الدولى، والذى وقعت عليه مصر بالأحرف الأولى ورفض السودان التوقيع.

- الجولة السادسة بدأت بعقد قمة مصغرة برعاية الاتحاد الأفريقى فى 26 يونيو 2020 وقبل جلسة مجلس الأمن بثلاثة أيام بعد إلتفاف اثيوبى-جنوب أفريقى لسحب الملف من مجلس الأمن إلى الاتحاد الأفريقى، وانتهت بنهاية جنوب أفريقيا لرئاسة الاتحاد الأفريقى فى أوائل فبراير 2021 دون تقدم.

أعلن وزير المياه الثيوبى عن حضور وزراء الرى والخارجية وامكانية حضور الخبراء ومراقبى الاتحاد الأفريقى إجتماع سد النهضة السبت 3 ابريل بكينشاسا، وأكدت ذلك الخارجية السودانية، وبذلك يكون اجتماعاً شاملاً وهذا أقرب إلى الواقع خاصة أنه سوف يستمر ثلاثة أيام وربما يمتد طالما أن وزراء الرى حاضرون.

من المتوقع الاتفاق على منهجية المفاوضات و دور اللجنة الرباعية الدولية "ان وجدت" بين الوساطة أو المراقبة كما كان الحال من قبل ولم تؤت بنتيجة، او نجد لها صفة وسط بينهما مثل لجنة استشارية، وتحديد جدول زمنى لاجتماعات اللجان الفنية.

قد تمتد المفاوضات ويحدد جدول زمنى للخبراء لعمل صياغة للاتفاق النهائى قد تخلو من النقاط الخلافية الشديدة، وربما تطلب اثيوبيا التركيز على اتفاق جزئى خاص بالملء الأولى نظرا لضيق الوقت على ان يتم التفاوض فيما بعد على باقى الموضوعات.

الأجواء مختلفة عن ذى قبل ومن مصلحة الجميع الوصول الى اتفاق وهذا ماتدركه اثيوبيا جيداً، وسوف تبدو متشددة فى بعض التصريحات لأنها تكون موجهة للداخل أكثر منها الى مصر والسودان، وفى النهاية سوف تمتثل لاتفاق على الأقل جزئياً فى الوقت الراهن.

أما إذا بدأت اثيوبيا فى تعلية الممر الأوسط قبل الوصول الى اتفاق فان ذلك معناه اصرار اثيوبيا على سياسة فرض الأمر الواقع وهذا مرفوض تماما من مصر والسودان، وقد يلغى ذلك المفاوضات الحالية ودور الاتحاد الأفريقى والعودة فوراً الى مجلس الأمن والمطالبة بوقف الانشاءات حتى يتم الاتفاق، وتجنبا لذلك فإنه يتعين ضرورة الاسراع نحو اتفاق فى أقرب وقت قبل البدء فى تلك الانشاءات حتى نتجنب عواقب لا يعلم مداها الا الله.

تم نسخ الرابط