كاد أن يفقد حياته بسبب ثأر.. وحيلة ذكية انقذته من الموت.. اعرف الحكاية

الموجز

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والأخري الإنسانية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.

ويعتبر الفنان إسماعيل ياسين من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم العديد من المواقف الغريبة التي ظل يحكى عنها لسنوات طويلة، حيث كشف ياسين في إحدي حوارته النادرة عن أحد المواقف الصعبة الذي كانت ستتسبب في وفاته ولكن القدر أنقذه من الموت بأعجوبة.

جاءت بداية الحكاية عندما كان إسماعيل ياسين فى بداية حياته الفنية مدعوًا لإحياء إحدى حفلات الزفاف، وعندما سافر وذهب لمكان الحفل شعر بأن الجو مشحون وأن هناك حالة من التوتر بين الموجودين، وفهم أن عائلة العريس عليها ثأر ويحتاط الجميع خوفًا من أن تثأر العائلة المعادية من أسرة العريس فى يوم زفافه وأثناء الحفل.

وأضاف أنه شعر بهاجس مخيف وأن هناك حادثًا سيحدث فى هذه الليلة، لذلك حاول أن يهرب من إحياء الحفل، مشيرًا إلى أنه ذهب إلى صاحب الحفل وأخبره أنه جاء خصيصًا ليعتذر عن إحياء الحفل وليرد العربون الذى حصل عليه لأنه تلقى برقية تشير إلى مرض والده واضطراره للسفر إلى السويس ليطمئن عليه، ولكن صاحب الحفل أصر أن يبدأ اسماعيل ياسين الحفل بإلقاء بعض المونولوجات وبعدها يمكنه أن ينصرف.

وتابع الفنان الراحل أنه بالفعل نفذ رغبة صاحب الحفل وألقى ببعض المونولوجات ثم أسرع ليغادر الحفل، وفى صباح اليوم التالى قرأ إسماعيل الصحف التى تصدرتها عناوين حادث الثأر وراح ضحيتها عدد كبير من العائلتين والمدعوين، وأدرك أن الله كتب له عمرًا ونجاة من هذه المجزرة.

ولد الفنان إسماعيل ياسين في ١٥ سبتمبر عام ١٩١٢ بمحافظة السويس وأنتقل إلى القاهرة، في بدايات الثلاثينيات لكي يبحث عن مشواره الفني كمطرب، إلا أن شكله وخفة ظله حجبا عنه النجاح في الغناء، وقد أمتلك إسماعيل الصفات التي جعلت منه نجمًا من نجوم الإستعراض، لكن مر في حياته بالعديد من الأزمات جعلته يعيش أسوء أيام.

عندما وصل إسماعيل ياسين للصف الرابع الإبتدائي أنقلبت حياته رأسًا على عقب بعدما أفلس والده الذى كان يعمل صائغًا بالسويس ودخل السجن بسبب الديون المتراكمة عليه، فأضطر الصغير للعمل والتوقف عن الدراسة، حيث كان أول عمل له مناديًا أمام محل لبيع الأقمشة، وظلت معاناته مع زوجة أبيه حتى أنتقل ليعيش مع جدته لأمه، ورغم ذلك لم تنتهى معاناته حيث عاملته الجدة بقسوة لكراهيتها لوالده وإعتقادها بأنه كان سبباً فى وفاة ابنتها.

وبعد فترة فر اسماعيل ياسين إلى القاهرة ليبدأ معاناة جديدة، ويعمل بأكثر من مهنة حتى أستطاع أن يحقق حلمه فى التمثيل، وبدأ أولي خطواته السينمائية في عام ١٩٣٩ عندما اختاره فؤاد الجزايرلى ليشترك في فيلم "خلف الحبايب".

وبعد نجاح هذا الفيلم أنطلقت مسيرته الفنية الحقيقية فهو يعتبر أول فنان تسمى الأفلام على اسمه في تاريخ السينما الخمسينات منهم: "إسماعيل ياسين في متحف الشمع، إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، إسماعيل ياسين في الجيش، إسماعيل ياسين بوليس حربي، إسماعيل ياسين في الطيران، إسماعيل ياسين في البحرية، إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين".

تزوج الفنان إسماعيل ياسين ثلاث مرات، ولم ينجب غير ولد واحد وهو المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين من زوجته الأخيرة السيدة فوزية، وبرغم النجاح الكبير الذي حققه خلال مسيرته إلا أن مشواره الفني تعثر في العقد الأخير من حياته فقد شهد عام ١٩٦١ انحسار الأضواء عنه تدريجيًا فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد قدم فلمين يرجع ذلك إلى إصابته بمرض بالقلب وابتعاده عن الساحة الفنية.

خلال سنواته الأخيرة أصبح مطاردًا بالديون وحجز على العمارة التي بناها بكفاح عمره لتباع أمام عينه ويخرج من رحلة كفاحه الطويلة، فأضطر إلى حل فرقته المسرحية عام ١٩٦٦ ثم سافر إلى لبنان.

قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات أن يكرمه علي مشواره الفني الحافل إلا إنه وافته المنية في ٢٤ مايو ١٩٧٢ إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير في فيلم بطولة نور الشريف ولذلك كان يسمى "بالمضحك الحزين" فرغم أن أكثر أفلامه كوميدية ومضحكة إلا أنه كان يعيش حزينًا.

تم نسخ الرابط