مصطفى نيازي كاد أن يتسبب في مقتل هدى سلطان بمشاركة زوجها فريد شوقي.. اعرف الحكاية
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والأخري الإنسانية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
وتعتبر الفنانة هدى سلطان من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم العديد من المواقف الغريبة التي ظلت تحكى عنها لسنوات طويلة، حيث كشفت هدي في إحدي حوارتها النادرة عن أحد المواقف الصعبة الذي كانت ستتسبب في وفاتها ولكن القدر أنقذها من الموت بأعجوبة.
حيث بدأت الحكاية عتدما كانت هدى سلطان تصور أحداث فيلم "حميدو"، وكانت إحدي المشاهد تقتضى أن زوجها الفنان فريد شوقى سيحملها ويلقى بها فى البحر ليتخلص منها، وطلب المخرج نيازى مصطفى من فريد شوقى أن يحمل هدى سلطان ويلقى بها فى البحر فى منطقة من شاطئ الإسكندرية كانت معروفة بصلاحيتها لتصوير هذه المشاهد.
وأضافت إلى أنها شعرت بالخوف وأخبرت المخرج أنها قلقة وتشعر بالخطر من هذه المنطقة ومن تصوير المشهد، فضحك نيازى مصطفى والعاملين بالفيلم واتهموها بالتشاؤم والمبالغة فى المخاوف، ولكنهم اتفقوا على تصوير المشهد فى منطقة أخرى من الشاطئ حتى تطمئن.
وتابعت الفنانة الراحلة حديثها قائلة أنه فى اليوم المحدد للتصوير ذاع بين الناس أن اثنين من المصطافين غرقا فى نفس المنطقة وفى نفس الوقت الذى كانت ستصور فيه الفنانة الكبيرة مشهدها، وهنا اندهش الجميع صاح نيازى مصطفى قائلاً:"انتى فيكى شيء لله ياهدى واتكتب لك عمر جديد".
ولدت الفنانة هدى سلطان عام ١٩٢٥ فى قرية كفر أبو جندى بمحافظة الغربية، عشقت الغناء منذ نعومة أظافرها، اسمها الحقيقي بهيجة حبس عبد العال، ترعرعت وسط عائلة إقطاعية وأستطاع شقيقها الأكبر محمد فوزي أن يفرض رأيه على والده المحافظ ليعمل في الفن والذي لم يعترف بأبنه حتى حقق نجاحًا فنيًا كبيرًا.
الغناء كان بوابة مرورها لعالم الفن فكانت تهواه منذ طفولتها، ودخلت مجال التمثيل بالصدفة عندما أعلن المخرج نيازى مصطفى عن حاجته لمطربة ممثلة للعمل فى فيلم "ست الحسن" ووقع الاختيار حينها على هدى ومن هنا بدأ مشوارها الفنى، وشقيقها الفنان محمد فوزي كان له رأي ثاني حيث رفض دخولها الوسط الفنى ولكنها أصرت على ذلك، فقرر مقاطعتها بل ورفض الإعتراف بأن له أخت تدعى هدى سلطان، وهدد من يتعامل معها بالضرب بالرصاص وهددها هى بالقتل، وذلك بسبب خوفه عليها.
وبعد عدة سنوات علمت هدي بمرض أخيها فقررت أن تتواجد بجانبه، وعلى الفور تواصلت مع زوجته مديحة يسرى واقترحت عليها المجىء لمنزل أخيها فرحبت مديحة وعلى الفور ذهبت هدى وقد انتابها القلق والخوف من ردة فعله ولكنه بمجرد أن رآها فتح ذراعيه واحتضنها وبعد ذلك قدم لها عدة أغاني منها: "لامونى، وضاربين الودع" كما أنتج لها فيلم سينمائي.
وفي سن صغير تزوجت الفنانة هدي سلطان من محمد نجيب وذلك لرغبة عائلتها ولكن لم يستمر بسبب غيرة زوجها من نجاحها، وأنجبت منه ابنتها نبيلة ثم تزوجت بعده المنتج السينمائي فؤاد الجزايرلي وساعدها كثيراً في مسيرتها الفنية لكن طُلقت منه بسبب غيرته من شهرتها، ثم تزوجت بفؤاد الاطراش شقيق الفنانين فريد الاطرش واسمهان ولم يستمر زواجهما إلا لأشهر قليلة، ثم تزوجت بفريد شوقي وأستمر زواجهما لفترة طويلة وأنجبت منه ابنتيها ناهد ومها، والزيجة الأخيرة كانت من المخرج حسن عبدالسلام.
شكلت مع زوجها وحش الشاشة فريد شوقي ثنائياً متميزاً في تاريخ السينما المصرية، حيث قدمت معه أكثر من ٢٠ فيلمًا منهم: "إمرأة في الطريق، وجعلوني مجرماً، وكهرمان وفتوات الحسينية، ووداعا بونابرت، والإختيار، وبدور وعودة الابن الضال، والسكرية وشئ في صدري وبورسعيد، وسر إمرأة".
تربعت هدي سلطان لسنوات طويلة علي عرش الدراما المصرية ومن أهم أعمالها: "زينب والعرش, وأرابيسك، وزيزينيا والليل وآخره، والوتد، وليالي الحلمية، ورد قلبي، وزي القمر، وللثروة حسابات اخرى"، وتوفيت الفنانة القديرة بمرض السرطان في ٥ يونيو عام ٢٠٠٦ بمستشفى دار الفؤاد في مصر، عن عمر يناهز ٨١ عامًا وذلك عقب وفاة ابنتها مها فريد شوقي بحوالي ٥٠ يومًا.