السعوديون يستغنون عن 98% من المنتجات التركية
ضرب الشعب السعودي نموذجا فريدا لحملات المقاطعة الجادة بعد أن استغنى عن نحو 98% من السلع التركية المستوردة، وفقا لأحدث الإحصائيات.
ويطمح السعوديون بإيصال فاتورة الواردات السعودية من تركيا إلى "صفر" خلال الفترة القادمة، وهو طموح يبدو أنه في طريقه للتحقق بالنظر في أرقام ديسمبر 2020، ويناير 2021، ففي الشهر الأول تراجعت الواردات 95% ثم انهارت إلى 98% في الشهر الثاني.
واليوم، كشفت بيانات رسمية أن قيمة الواردات السعودية من تركيا سجلت انخفاضا حادا بنسبة 97.7% إلى 14.1 مليون ريال (3.76 مليون دولار) في يناير الماضي، مقابل 622 مليون ريال في يناير2020.
والأرقام التي أعلنتها الهيئة العامة للإحصاء السعودية، تتوافق مع الحماس الكبير الذي أبداه الشعب السعودي على منصات التواصل الاجتماعي لمقاطعة سلع "الدولة التي يرأسها رجب أردوغان".
ويأتي هذا الانهيار الحدا للواردات من تركيا للشهر الثاني على التوالي.
ففي ديسمبر 2020، هوت قيمة الواردات السعودية من تركيا بنحو 95% مقارنة بديسمبر 2019، في دليل آخر شديد الوضوح على النجاح الساحق لحملة المقاطعة التي أطلقها الشعب السعودي.
وأظهرت بيانات رسمية، الشهر الماضي تراجع قيمة الواردات السعودية من تركيا إلى 50.6 مليون ريال (13.49 مليون دولار) في ديسمبر 2020، انخفاضا من 1.06 مليار ريال في ديسمبر كانون الأول 2019.
وفي أكتوبر 2020، دعا رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية عجلان العجلان، إلى مقاطعة المنتجات التركية التي تشمل الاستيراد والاستثمار والسياحة وقال إن المقاطعة مسؤولية كل فرد سعودي.
وحسب صحيفة "عكاظ" السعودية، لاقت التغريدة تفاعلا من المواطنين السعوديين، بينما طالب بعضهم برفع ضريبة الواردات على المنتجات التركية.
كما طالب الأمير السعودي عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز، بمقاطعة المنتجات التركية، ردا على تصريحات استفزازية من الرئيس التركي رجب أردوغان، وعلق بالقول ساخرا: "أدعو الجميع لمقاطعة شعبية كاملة للمنتجات التركية كي نحافظ على استقرار اقتصاد تركيا ونقوّيه".
ومنذ عام 2015 وحملات الشعب السعودي متواصلة لمقاطعة المنتجات التركية ردا على التجاوزات المتتالية من الرئيس رجب أردوغان.
وفي فبراير الماضي جدد سعوديون دعوتهم لمقاطعة المنتجات التركية رفضا لسياسات نظام أردوغان وما اعتبروه تدخلا في شؤون دول المنطقة.
وأطلق مغردون سعوديون بارزون هاشتاق #صفر_تعامل_مع_تركيا ، قالوا إن هدفهم تصفير التعاملات مع أنقرة.
وجاءت حملة المقاطعة الجديدة بعد أيام من بث قناة تركية موالية لأردوغان، خريطة افتراضية عن نفوذ أنقرة بحلول عام 2050.
وأظهرت الخريطة التي نشرتها قناة "TGRT" التركية ، ونسبتها لمعهد أبحاث أمريكي، امتداد النفوذ التركي بحلول عام 2050 من كازاخستان وتركمانستان شرقا مرورا بالسعودية ومصر وحتى ليبيا غربا.
وقالت الحملة الشعبية لمقاطعة تركيا، في بيان نشرته على حسابها في موقع "تويتر"، إن "الحملة تدخل منعطفًا مهمًا لن يكون مقبولًا فيه على الإطلاق استمرار أي متجر في بيع أي منتج تركي تحت أي ذريعة كانت".
وبينت أن "الفترة الماضية كانت كافية لتصريف البضائع التركية ووقف التعامل الكامل مع أي منتج تركي وصولًا لهدف الحملة الرئيس صفر تعامل مع تركيا".
وتابعت: "لا نملك اليوم مع استمرار وتوسع حالة العداء التركي وإعلانهم رسميا خريطة أطماعهم في المنطقة، إلا مقاطعة أي متاجر تتعامل مع تركيا وتبيع منتجاتها، وعدم التعامل معها نهائيًا".
وأردفت: "الوطن والقيادة خط أحمر لا يقبل المساس به.. مستمرون - بإذن الله - نحو هدفنا صفر تعامل مع تركيا ومقاطعة منتجاتهم لنقطع أطماعهم".