حرمانه من والدته.. هروب زوجته الأولي وسر زواجه للمرة الثانية .. حكايته مع أم كلثوم.. 4 نساء غيرن حياة ”سي السيد” يحيى شاهين
تحل اليوم ذكري وفاة الفنان يحيى شاهين الذي توفى فى مثل هذا اليوم من عام 1994، عن عمر ناهز 77عاما، قدم العديد من الأعمال المهمة والتي تركت علامة عند جمهوره واشهر شخصية قدمها هي شخصية "سي السيد"، في ثلاثية "نجيب محفوظ" ومن خلال هذا التقرير نستعرض أهم المحطات في حياته .
ولد الفنان يحيي حسن شاهين في "مية عقبة" بمحافظة الجيزة يوم 28 يوليو 1917، وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة عابدين، أحب التمثيل منذ صغره حيث أنه أشترك في فريق التمثيل بالمدرسة، وظهرت موهبته، حتى ترأس فريق التمثيل في المدرسة.
حصل على شهادة دبلوم الفنون التطبيقية بقسم النسيج من مدرسة العباسية الصناعية، وبعدها بكالوريوس في هندسة النسيج، وفقد والده وهو في سن صغير فكانت فترة عصيبة في حياته كما يروي شاهين في لقائه مع الإعلامي طارق حبيب، أنه حاول مساعدة والدته وعمل في مطبعة لجمع الحروف ليلا، وصباحا يذهب للمدرسة.
وحبه وتعلقه بوالدته غير مجرى حياته، بعد تخرجه من فنون التطبيقية 1935 تم تعيينه في المحلة الكبرى، ولكن كانت والدته مريضة في تلك الفترة، فقرر يحيى شاهين أن يرفض الوظيفة حتى لا يرهق والدته، وفضل البقاء معها، وعندما ذهب ليعتذر عن الوظيفة، كان أدمون تويما مدير مسرح دار الأوبرا الملكية موجودا بالصدفة، وعندما رأى يحيى شاهين عرض عليه العمل في مسرح الأوبرا، فوافق شاهين على الفور بسبب حبه للتمثيل الذي مارسه طوال فترة دراسته المدرسية، وظل يحيى شاهين متعلقا بوالدته طوال حياته، ويرى أنها الحب الحقيقي في حياته، فعاطفته وحبه لوالدته لا تقارن بأي حب آخر .
حبه الكبير للتمثيل جعله ينضم إلى جمعية هواة التمثيل، ثم دخل الفن عندما طلبت الفنانة فاطمة رشدى فنان ليقدم دور البطل الجان فى فرقتها، والتي جعلته فتى اول في فرقتها، لمع نجمه على خشبة المسرح، وقدم مسرحيات عديدة من بينها "روميو وجوليت"، "مجنون ليلى"، وكانت آخر مسرحياته "مرتفعات وذيرينج"، قبل أن يقرر التفرغ للسينما، وهو نفس النص المسرحي الذي أعاد تقديمه على شاشة السينما في فيلم حمل عنوان "الغريب".
شارك شاهين عبر شاشة السينما من خلال في فيلم "لو كنت غني" إلى جوار أستاذه بشارة واكيم، الذي شجعه وآمن بموهبته، وتوالت بعده الأفلام على الفتي الأول ليقدم أدوار البطولة أمام نجمات السينما المصرية ليلى مراد، ماجدة، فاتن حمامة، زهرة العلا، زبيدة ثروت، وضحكت له الدنيا عندما منحته فرصة الوقوف أمام كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم "سلامة".
فكوكب الشرق أم كلثوم بذكائها وقوة شخصيتها تركت أثرا كبيرا في حياة ومسيرة يحيى شاهين، حيث كان يلعب دورا صغيرا على مسرح الأوبرا وسمعت بهذا الفنان الشاب الجديد، وبينما كانت تصور فيلم “سلامة” مع حسين صدقي حدث خلاف بين الأخير والمخرج، فترك حسين صدقي العمل وبحثوا عن بطل آخر، فاقترحت أم كلثوم اسم الوجه الجديد يحيى شاهين، وبالفعل وقع يحيى شاهين عقد الفيلم بأجر 150 جنيها، وكان الشاب شاهين في قمة ساعدته لأنه سيقف أمام أم كلثوم، فهي فنانة شهيرة إضافة للأجرة الذي يعتبر كبيرا مقارنة بأجور المسرح.
و كانت أم كلثوم تساند شاهين أثناء التصوير، وتشركه معها في الغذاء حتى توفر عليه النفقات، لأنه مازال يصعد سلم الفن، وفي إحدى المرات وهما في فترة الراحة سألته الست عن أجره، فأجاب شاهين 150 جنيها فاندهشت سومة ثم استدعت منتج الفيلم على الفور.
وعندما قابل المنتج كوكب الشرق سألته عن أجر شاهين، وطالبت بأن يأخذ نفس الأجر الذي كان سيتقاضاه النجم حسين صدق، فكان رد المنتج أن حسين صدقي نجم فكان أجره 600 جنيها لكن شاهين مازال شابا صاعدا، فجاء رد سومة حاسما أن شاهين يجب أن يأخذ نفس أجر حسين صدقي فهو يلعب نفس دور البطولة، وإلا لن تكمل أم كلثوم الفيلم، وأمام إصرار الست لم يجد المخرج حلا إلا أن يرفع أجر شاهين إلى 600 جنيه.
وتوالت بعد ذلك نجاحاته في العديد من الأعمال ومنها فيلم "بلال مؤذن الرسول"، "فجر الإسلام"، أحمد عبدالجواد تلك الشخصية التي جسدها في في الثلاثية "بين القصرين"، "قصر الشوق"، و"السكرية"، ودوره في فيلم "جعلوني مجرما"، "لا أنام"، "أين عمري"، "رجل بلا قلب"، "شيء من الخوف"، "الإخوة الأعداء"، و"سيدة القطار"، "ابن النيل".
تزوج الفنان يحيي شاهين عام 1959 من سيدة مجرية "مطلقة"، كانت تكبره في السن، بعد قصة حب بينهما، فشخصية السيد أحمد عبد الجواد والتي جسدها في "ثلاثية" نجيب محفوظ، كانت تختلف تمامًا عن شخصيته الحقيقة، حيث ان زوجته هي التي تسببت له في إحباط كبير وعاش في عزلة كبيرة لمدة عامين، بعدما طلبت منه الطلاق و فرت بأبنائها الي المجر.
وبعد فترة تغلب علي أحزانه وعاد وتزوج من السيدة مشيرة عبدالمنعم، وأنجب ابنة وحيدة تُدعى داليا والتي تعمل مخرجة، وكان في سن كبير، وعاشا سعداء
وكشفت في حوار سابق لها عن وجه سي السيد الحقيقي، قائلة إنه كان عكس شخصية سي السيد تماما رغم أنه كان مبدعا فيها، لكنه كان زوجا حنونا وطيب القلب يخاف على أسرته لدرجه شديدة، وكانت علاقته بابنته داليا علاقة من نوع خاص رغم أنه رحل وهي مازالت صغيرة، لكن السنوات التي عاشتها معه مازالت قابعة في ذاكرتها كما أكدت داليا يحيى شاهين.
شعر الفنان يحيى شاهين، بدنو أجله قبل يوم واحد من رحيله عن عالمنا، وذلك عن رواية صديقه الصحفي عبدالمنعم بسيوني، عندما طلب شاهين أن يلتقي به بعد عودته من الإسكندرية، بعد قضاء إجازة قصيرة مع زوجته وابنته، ويقول الصديق إن شاهين فوجئ أثناء جلستهما، برنين هاتفه الذي قطع حديثهما، وبالرد وجد أن المتصل هو الدكتور إبراهيم بسيوني، شقيق الإعلامي أمين بسيوني، والذي لم يكن يعرفه شاهين معرفة جيدة.
يقول الصديق إنه ظل واجما لفترة بعد إنهاء المكالمة، ثم أخبره أن هذا الشخص رأى له منام، قائلا: يقول أنه رأى زِحامًا في الطريق حول شخص والناس يقولون هذا هو سيدنا سليمان، ولما اقترب الرجل في الرؤيا من الزِحام لكي يرى سيدنا سليمان وجدني أنا، وجد الزحام حول يحيى شاهين"، وقال الصديق إنه علم بأن شاهين اتصل بصديقة عبد الفتاح يونس وسأله عن الأرض الجديدة التي طلب شاهين أن تتحول إلى مدفن لعائلته، وطلب من المقاول أن يسرع في إنهائها.
وفي مساء يوم الجمعة 18 مارس 1994 رحل يحيى شاهين عن الحياة وتم دفنه كما أوصى، لتنتهي حياة واحد من جيل العمالقة الذين شهد لهم الجميع بالإخلاص والاحترام وحب الفن الصادق.