ما حكم من نسي غسل عضو من الأعضاء أثناء الوضوء؟

جريدة الموجز

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤال يقول: "إذا نسيت عضوًا من أعضاء الوضوء كمسح الوجه مثلاً وأكملت، ثم تذكرت، فهل يجب علي إعادة الوضوء أم أغسل العضو فقط؟".

وأجاب الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:

الترتيب واجب في الوضوء، كمن نسي غسل يديه أثناء وضوئه؛ ثم تذكر هذا وهو يقوم بغسل وجهه، فيتوجب عليه عندئذ أن يغسل يديه فقط، دون أن ينقض وضوءه كاملًا.

وإذا نسي الشخص غسل آخر أعضاء الوضوء، وهو غسل الرجلين؛ يقوم بغسلهما فقط، ولا يعيد وضوءه من البداية، إذا كان الفاصل بين انتهائه من الوضوء وتذكره قصيرًا.

وفي سؤال آخر يقول: "توضأت ثم ذهبت للصلاة فتذكرت أنني لم أغسل قدمي فعدت وغسلتها ثم صليت فهل صلاتي صحيحة ؟.

وأجاب الشيح أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:

هناك الموالاة فى الوضوء، ومعناه عندما أتوضأ يجب علي عندما أغسل أعضاء الوضوء أن يكون بينها تتابع بحيث لا يوجد انقطاع بين الترتيب، والصحيح أن الموالاة مستحبة، فلو أن الإنسان غسل أعضاء الوضوء كلها إلا القدمين، أو قدمًا من القدمين، ثم تذكر أو تعمد تأخيرها، وبعد مدة غسل الجزء الباقي بنية الوضوء، أو رفع الحدث فإن وضوءه وصلاته يصلحان، فإن السائلة صلاتها صحيحة ما دامت غسلت قدميها ولو بعد مدة بنية الوضوء أو رفع الحدث.

حكم من نسي مسح الرأس وتذكرها بعد انتهاء الوضوء؟

وفي سؤال مشابه ورد فيه: "توضأت ونسيت بندا في الوضوء، ولم أتذكر إلا بعد أن انتهيت وذهبت للصلاة، علما بأن المياه كانت منقطعة، فهل صلاتي صحيحة؟".

وأجاب الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:

الوضوء له أركان أو فرائض وفيه سُنن مُستحبة، منوهًا بأنه من ترك ركنًا بالوضوء فإن صلاته باطلة.

لو ترك الشخص غسل الوجه أو غسل اليدين إلى المرفقين أو مسح الرأس أو غسل القدمين، فهذه فرائض الوضوء وبدونها يختل، وينبغي عندئذ إعادة هذا الركن مرة أخرى حتى يصح الوضوء ويتم على وجه صحيح وكامل.

يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" الآية 6 من سورة المائدة.

والترتيب في غسل الأعضاء بالوضوء ليس واجبًا بالمذاهب كلها وكذلك الموالاة بين غسل الأعضاء ليست واجبة على المذاهب كلها، فبعض المذاهب ترى الترتيب والبعض الآخر يرى الموالاة في الوضوء، ولنا أن نأخذ بالأوسع من الفقه الإسلامي، بمعنى من نسي ركنًا فليذهب ويقوم به، أي من نسي غس وجهه فليذهب ويغسله.

أما من تذكر أنه ترك ركنًا بالوضوء أثناء الصلاة فصلاته باطلة وعليه أن يذهب ليتم وضوءه ثم يُعيد الصلاة، وهذا في حال نسي الشخص ركنًا أو فرضًا من أركان الوضوء، في حين أن من نسي المضمضة أو الاستنشاق أو البسملة أو الاستعاذة أو غسل الرقبة أو مسح الأذن وما نحوها من سُنن الوضوء، فلا شيء في ذلك ويمكن إكمال الصلاة، وتكون الصلاة صحيحة، لأن ترك السُنن أو السهو عنها لا يبطل الوضوء".

تم نسخ الرابط