عمل لصالح الاستخبارات..اعترافات خطيرة لرئيس شركة صادات التركية

الموجز

أقر الرئيس التنفيذي لشركة "صادات"، شبه العسكرية التركية، الموالية للرئيس رجب طيب أردوغان، صراحة بالعمل مع جهاز الاستخبارات الوطنية.

جاء ذلك خلال فيديو حصل عليه موقع "نورديك مونيتور" السويدي من مقابلة إذاعية، أكد خلاله كامل مليح تانري فيردي أن الشركة تتواصل مع وكالة التجسس عند النظر في طلبات أحد الكيانات الأجنبية لتقديم المساعدة العسكرية والدفاعية والتقنية.

وأضاف تانري فيردي، خلال مقابلة مع إحدى المحطات الإذاعية المحلية في 22 يناير عام 2021: "نفعل التالي عندما نتسلم عرضًا يتطابق مع معايير تقديم الخدمات".

وتابع: "نقوم بتوصيل العرض المقدم من الدولة إلى وزارة الخارجية التركية. كما نقدم المعلومات إلى جهاز الاستخبارات الوطنية ووزارة الدفاع بشأن الطلب ونطلب رأيهم. هذه هي الطريقة التي نعمل بها".

وطبقًا لموقع "نورديك مونيتور"، يترأس تانري فيردي شركة "صادات للاستشارات الدفاعية الدولية"، وهي شركة هادفة للربح أسسها والده عدنان تانري فيردي وأعوانه في 22 فبراير عام 2012.

وتانري فيردي الأب هو ضابط سابق بالجيش عمل مستشارًا للرئيس التركي لعدة سنوات.

وتزامن تأسيس الشركة مع فترة الاضطرابات التي تعرف باسم "الربيع العربي" التي استثمر خلالها حزب العدالة والتنمية الحاكم رأس المال السياسي والدبلوماسي والمالي والعسكري؛ لدعم الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وكانت "صادات" مفيدة في تقديم المشورة الدفاعية والتكتيكية والمشتريات العسكرية بالتوازي مع طموح أردوغان لمساعدة الإسلاميين في الوصول إلى السلطة بمنطقة الشرق الأوسط.

وزعم مليح تانري فيردي أن الشركة لم تتأسس بغرض جني الأموال، بالرغم من أن بيانات السجل التجاري تظهر أنها شركة تجارية برأس مال ومساهمين.

وقال: "كانت الجهود التي بذلناها من أجل مهمة. أعني أن الهدف ليس جني المال. تتجه تركيا نحو أن تصبح قوة عالمية"، مشيدًا بقيادة أردوغان في هذه المهمة، وواصفًا إياه بأنه العامل الأكبر في الاشتباكات العسكرية بعدة قارات.

وأكد تانري فيردي المزاعم التي أثارها نواب المعارضة التركية الذين كانوا يتساءلون بشأن علاقات "صادات" بوكالة الاستخبارات.

كما تقدمت المعارضة باستجواب برلماني إلى الحكومة بشأن الدور المزعوم للشركة في تدريب عناصر تنظيم داعش، وجبهة النصرة.

وعلاوة على ذلك، واجهت الشركة اتهامات بتدريب الإرهابيين الذين أرسلتهم تركيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق غير الشرعية في ليبيا.

ويعد الأب عدنان تانري فيردي شخصية هامة بالدائرة المقربة لأردوغان؛ فبالرغم من استقالته من منصبه الرسمي ككبير مستشاري أردوغان في ينايرعام 2020، لازال يلعب دورًا حاسمًا في الاستراتيجية الدفاعية والعسكرية للحكومة.

وكانت "صادات" منخرطة في عدد من الدول العربية والأفريقية، من خلال تقديم التدريب العسكري والمشاورات فيما يتعلق بالاستراتيجيات العسكرية والدفاعية.

كما تساعد في تعزيز صناعة الدفاع التركية، التي تسيطر عليها عائلة أردوغان وأعوانه إلى حد كبير. كما لعبت دورًا مهمًا في عملية التطهير الشاملة التي استهدفت ضباط الجيش منذ عام 2016، التي فصل فيها و سجن 80% من الضباط بناء على اتهامات ملفقة.

وعندما تأسست الشركة أول مرة في إسطنبول عام 2012، مع 23 من حاملي الأسهم وبقيادة عدنان تانري فيردي، كان حجم أنشطتها التجارية مدرجًا بالتفصيل، بما في ذلك شراء جميع أنواع المعدات العسكرية والدفاعية.

وقالت الشركة إنها ستسعى لحماية مصالح تركيا عند تقديم خدمات استشارية فنية وعسكرية ودفاعية أو شراء الأسلحة والذخيرة. وكان رأس مالها الأولي المدفوع 643 ألف ليرة تركية (367 ألف دولار).

لكن بعد شهرين، عدلت "صادات" عقدها التأسيسي للتمتع بمطلق الحرية في أنشطتها. وفي 28 يونيوعام 2016، زادت الشركة رأس مالها إلى 880 ألف ليرة تركية، ثم زاد مجددًا في نوفمبر عام 2020 إلى مليون و584 ألف ليرة.

تم نسخ الرابط