المخرج كاد أن يستدعى الشرطة للبحث عنه.. قصة خاتم سيدة الشاشة العربية الذي يجلب لها الحظ وسعره ثلاث جنيهات

الموجز

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والغريبة التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة، وكان لهؤلاء النجوم بعض الأشياء التى يتفائلون بها وأخرى يتشائمون منها.

وكانت من بينهم الفنانة القديرة فاتن حمامة والتى اعتادت أن ترتدي خاتمًا ذو فص أحمر دائمًا وظهرت به فى العديد من أفلامها، حيث كان له مكانة كبيرة عند سيدة الشاشة العربية، وكانت تعتقد أن هذا الخاتم يجلب لها الحظ وأن فصه الأحمر يقيها شر العيون الحاسدة.

وخلال تصوير أحد أعمالها السينمائية أكتشفت فاتن حمامة أن الخاتم غير موجود فى إصبعها، فاضربت وطلبت الفنانة الكبيرة وقف التصوير لحين العثور على الخاتم وظن الفنانون والعاملون بالاستديو أن الخاتم ثمين ومن الماس، لذلك أغلق المخرج أبواب الاستديو تميهداً لاستدعاء البوليس ، وجرى البحث عن الخاتم فى كل مكان، حتى تذكرت سيدة الشاشة العربية أنها خلعته وهى تغسل يدها فى الحمام، فجرت لتطمئن أنه موجود فى مكانه.

ووقتها وجدت سيدة الشاشة العربية الخاتم بالفعل وعادت لزملائها وهى تضحك، فنظر الجميع للخاتم الذى أثار القلق والفزع فى الاستديو وفوجئوا بأنه خاتم متواضع لا يتجاوز سعره جنيهان، وضحكت حمامة وهى ترى نظرات التعجب فى عيون زملائها وجميع من بالاستديو ، وقالت :" صحيح هو رخيص وميسواش اتنين جنيه، لكن عزيز عندى وقيمته كبيرة".

ولدت فاتن حمامة في ٢٧ مايو عام ١٩٣١ في حي عابدين بالقاهرة وكان والدها موظفًا في وزارة التعليم، بدأت ولعها بعالم السينما في سن مبكرة عندما كانت في السادسة من عمرها عندما أخذها والدها معه لمشاهدة فيلم في إحدى دور العرض وكانت الممثلة آسيا داغر تلعب دور البطولة في الفيلم المعروض، وعندما بدأ جميع من في الصالة بالتصفيق لآسيا داغر واستنادًا إلى فاتن حمامة فإنها قالت لوالدها إنها تشعر بأن الجميع يصفقون لها ومنذ ذلك اليوم بدأ ولعها بعالم السينما.

وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد" ١٩٤٠، وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعًا بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية، وبعد أربع سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثيل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم "رصاصة في القلب" ومع فيلمها الثالث "دنيا" ١٩٦٤ استطاعت تكوين موضع قدم لها في السينما المصرية وانتقلت العائلة إلى القاهرة تشجيعًا منها للفنانة الناشئة ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل . وفي عام ١٩٤٩ أصبحت نجمة شباك من الدرجة الأولى عندما قامت بتمثيل فيلم "ست البيت" أمام عماد حمدي، الفيلم الذي حقق وقتها أرباح عالية.

وفي فترة الخمسينات التي تعتبر العصر الذهبي للسينما أو فترة الأفلام الواقعية والتي كان رائدها المخرج العبقري صلاح أبو سيف الذي لقب بمخرج الواقعية كانت نقطة تحول في حياة سيدة الشاشة، حيث قامت بأداء الكثير من الأدوار كان أهمها فيلم "دعاء الكروان" عام ١٩٥٩، قصة الأديب طه حسين.

خلال مشوارها الفني قدمت فاتن في أفلامها كثير من القضايا في المجتمع مثل فيلم "أفواه وأرانب" الذي قدمت فيه قضية تنظيم النسل، وفيلم "أريد حلًا" الذي كان سبب في تغير قانون الأحوال الشخصية، هذا بالإضافة إلي فيلم "إمبراطورية ميم" الذي قدم تحية شكر وتقدير للأم المصرية.

أما عن حياتها الشخصية فتزوجت فاتن حمامة للمرة الأولى وهي في سن صغير جدًا من المخرج عز الدين ذو الفقار في عام ١٩٧٤، وكان عمرها وقتها ١٦ عامًا، أنجبت منه ابنتها نادية ذو الفقار، التي قامت معها بتجسيد دور نجلتها في فيلم "موعد مع السعادة" وكانت ترفض دائمًا فاتن حمامة أن تعمل نجلتها بالتمثيل وهي صغيرة حتى لا تجعل منها الشهرة فتاة مغرورة.

وبعد قصة حب طويلة تزوجت فاتن حمامة من عمر الشريف ولكن أنفصلت عنه بعدما أنطلق لورانس العرب للعمل في السينما الأمريكية بعدة سنوات لرفضها ترك القاهرة، وفي إحدى الأيام ذهبت فاتن لإجراء أشعة تلفزيونية عند طبيب الأشعة محمد عبدالوهاب الذي كان طبيب ناجح في عمله في هذا الوقت، احبته فاتن وتزوجت منه عام ١٩٧٥ وعاشا معًا حياة هادئة إلى أن توفت فاتن حمامة في ١٧ يناير ٢٠١٥.

تم نسخ الرابط