أشهرها السم والحمى ووصيته الأخيرة.. أسرار لا تعرفها عن وفاة أبو بكر الصديق

الموجز

تعدد الروايات فى سبب وفاة أبو بكر الصديق رضى الله عنه،صديق رسول الله ورفيق رحلته في الهجرة النبوية الشريفة، وهو أول خليفة للمسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

استمرَّتْ فترة خلافة أبى بكر الصديق فى المسلمين قرابة سنتين وثلاثة أشهر تقريبًا، واختلف أصحاب السيرة فى سبب وفاته،وذكروا أسبابًا عدة: منها: السم، كما فى كتاب الرياض النضرة للمحب الطبرى، والإصابة للحافظ ابن حجر وغيرهما، كما قيل أنّه توفى بحمّى أصابته نتيجة اغتساله بماء بارد، وتوفى عن ثلاث وستين سنة، وذلك فى يوم الاثنين، فى السنة الثالثة عشرة للهجرة من شهر جمادى الآخرة.

مات مسموماً

وروى ابن شهاب أنَّ الخليفة أبا بكر الصديق والطبيب المعروف الحارث بن كلدة قد أكلا شيئًا كان قد أهدى إليهما، لكنَّ الحارث انتبه لذلك فقال لأبى بكر الصديق، "ارفع يدكَ يا خليفةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والله إنَّ فيها لسمُّ سنةٍ، وأنا وأنتَ نموتُ فى يومٍ واحد، فرفعَ يده، فلم يزالا عليلين حتى ماتا فى يومٍ واحدٍ عند انقضاء السنة".

وأخرجَ الحاكم وسيف عن ابن عمر أنَّه قال: "كان سببَ موتِ أبى بكر وفاةُ رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلم - كمد مازال جسده يضوى حتى مات" أى منذُ وفاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أصابَ أبو بكر الصديق كمدٌ وضيقٌ ومازال جسمه ينقصُ ويضعفُ حتى مات وكان ذلك من أسباب وفاة أبى بكر الصديق كما وردَ عن ابن عمر -رضى الله عنه.

موته رضي الله عنه بالحمى

وقد روت السيدة عائشة خبر وفاة أبيها أبي بكر فقالت: «أول ما بُدئ مرض أبي بكر انه اغتسل في يوم شديد البرودة فأصيب بلفحة برد حم على إثرها واستمر محموما خمسة عشر يوما لا يستطيع الخروج للصلاة بالمسلمين، حيث كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه ينوب عنه فى ذلك بأمر من أبى بكر وكان الناس يدخلون عليه يعودونه وهو على فراش المرض و حالته تزداد سوءًا.

وكان عثمان بن عفان يمضى معظم وقته فى دار أبى بكر و فى اليوم الذى مات فيه أبو بكر الصديق رضى الله عنه دخل عليه عمر بن الخطاب لزيارته فقال أبو بكر يا عمر إنى لأرجو أن أموت من يومى هذا فإن أنا مت فلا تمسين يا عمر حتى تخبر الناس بذلك وإن تأخرت إلى الليل فلا تصبح حتى تخبر الناس بذلك ولا تشغلنكم مصيبة وإن عظمت عن أمر دينكم

واستمر مرض أبي بكر مدة خمسة عشر يوماً، حتى مات يوم الاثنين ليلة الثلاثاء 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ،

قالت السيدة عائشة: إن أبا بكر قال لها: «في أي يوم مات رسول الله ؟»،

قالت: «في يوم الاثنين»،

قال «إني لأرجو فيما بيني وبين الليل، ففيم كفنتموه؟»، قالت: «في ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانية ليس فيها قميص ولا عمامة»،

فقال أبو بكر: «انظري ثوبي هذا فيه ردع زعفران أو مشق فاغسليه واجعلي معه ثوبين آخرين»،

فقيل له: «قد رَزَقَ الله وأحسن، نكفنك في جديد»،

قال رضي الله عنه «إن الحي هو أحوج إلى الجديد ليصون به نفسه عن الميت، إنما يصير الميت إلى الصديد وإلى البلى»

وقد أوصى رضي الله عنه أن تغسله زوجه أسماء بنت عميس، وأن يدفن بجانب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان آخرَ ما تكلم به أبو بكر قولَ الله تعالى: «توفني مسلماً وألحقني بالصالحين».

وتوفي أبو بكر رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين سنة، استوفى سن النبي محمد، وغسلته زوجه أسماء بنت عميس، ودفن جانب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد جعل رأسه عند كتفي النبي صلى الله عليه وسلم وصلى عليه خليفته عمر بن الخطاب، ونزل قبره عمر وعثمان وطلحة وابنه عبد الرحمن، وألصق اللحد بقبر النبي صلى الله عليه وسلم

وارتجت المدينة لوفاة أبي بكر، ولم تر المدينة منذ وفاة الرسول يوماً أكثر باكياً وباكية من ذلك المساء.

تم نسخ الرابط