أمين اتحاد الجامعات العربية: التحول الرقمي أساس الثورة الصناعية الرابعة

الموجز

قال الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، إن التحول الرقمي هو أساس الثورة الصناعية الرابعة، بسبب ما أحدثه من تغيير تكنولوجي، ينطوي على اعتماد مهارات جديدة للأفراد، بالإضافة إلى إعادة هيكلية المؤسسات إذ أن هذه التحولات تجري في عالم الصناعة والعمل.

وأكد أمين اتحاد الجامعات العربية فى كلمته بافتتاح الملتقى الدولى الثامن للتعليم العالى (بوابة التعليم) أن الأزمة التي واجهت القطاع التعليمي بسبب تفشي فيروس كورونا دفعت التعلم الإلكتروني نحو الواجهة، فغدا خياراً لا بديل عنه. وفي حال الاعتماد الكامل على التعليم عن بعد والاعتراف به عالميا ومن قبل الدول العربية سيؤدي ذلك إلى نشوء منافسة بين الجامعات في العالم.

وتابع ستواجه الجامعات والاستثمار فيها تحدياً في نواحي عدة:أهمها أنه سيقل عدد الطلاب الذين يلتحقون بالجامعات الخاصة المحلية، ولا سيما إذا قامت الجامعات العالمية بتخفيض رسوم الدراسة فيها تبعا لانخفاض تكاليف المرافق وبعض النفقات التشغيلية في موازناتها. علما بان عدد الطلاب الدوليين (الوافدين) يزيد عددهم على 6 مليون طالب منهم 600 الف طالب عربي.

وأشارإلى أن الجامعات العالمية قد تلجأ إلى زيادة قدرتها الاستيعابية من الكفاءات التدريسية لتلبية متطلبات الأعداد المتزايدة من الطلاب المنتسبين إليها مما قد يستقطب الكثير من الكفاءات العربية في الجامعات لتوفر الفرص المغرية في الخارج والذي سينعكس سلبا على قطاع التعليم العالي في الوطن العربي.

وأضاف سلامة، خلال كلمته اليوم الثلاثاء، خلال الملتقى والمعرض الدولي الثامن للتعليم العالى في مصر والشرق الأوسط (EDU GATE)، أنه من المتوقع أن الاستثمارات العالمية القادمة في مجال تكنولوجيا التعليم ستقفز من 18.66 مليار دولار أمريكي في عام 2019 الى ما يقارب الـ 350 مليار دولار بحلول عام 2025، مشيرا إلى أن الوظائـف التـي سـيتم إحداثهــا فــي المســتقبل القريــب ســتكون مختلفــة عـن الوظائـف المتوفـرة اليـوم.

كما أكد سلامة، أنه من المتوقع أن يتم إلغاء 75 مليون وظيفة بحلول عام 2022 في 20 اقتصادًا رئيسيًا وفي الوقت نفسه، يمكن للتطورات التكنولوجية وطرق العمل الجديدة أيضا أن توجد 133 مليون وظيفة جديدة . مشيرا إلى أنه لدينا اليوم في العالم العربي ما يقارب من 100 مليون شاب في سن 15 إلى 29 سنة يعانون من البطالة وقدر البعض أن عدد الوظائف التي تحتاج الحكومات العربية لإيجادها يتجاوز خمسين مليوناً خلال العقود الثلاث القادمة.

وأشار الأمين العام لاتحدا الجامعات العربية، إلى أن الطـلاب بحاجة اليـوم إلـى مهـارات الثورة الصناعية الرابعة التي تتمحور حول التفكير النقدي، وإدارة الأفراد، والذكاء العاطفي، والقدرة على إصدار الأحكام وكذلك المعرفة الإبداعية، مضيفا التكنولوجيا الرقمية تتيح فرصا أكبر وأسرع وأكثر فاعلية لترقية البحث العلمي والنهوض به، بفعل ما أتاحته من فرص التواصل والاتصال بين الجامعات، ومراكز البحث والباحثين.

ونوه سلامة، أن اتحاد الجامعات العربية، يواصل جهوده في تعزيز دور الجامعات العربية في المجتمع ومجالاته المتنوعة وسمعتها الاكاديمية ومكانتها العالمية وانسجاما مع اهداف خطته الاستراتيجية، فقد سعى الاتحاد ومنذ بدايات عام 2020 وتزامناً مع تفشي فايروس كورونا، إلى إدامة الصلة مع رؤساء واساتذة الجامعات من خلال بيئة معرفية اتصالية تمثلت بعدد من الورش والندوات التفاعلية، والتي استهدفت مختلف الشرائح الجامعية، اذ تم خلال عام 2020 تقديم أكثر من (15) ندوة وورشة.

وشارك فيها المئات من اساتذة الجامعات والاكاديميين بمختلف أقسامهم العلمية والادارية ومن أبرز الموضوعات التي تناولتها الورش والندوات كيفية استثمار تكنولوجيا المعلومات والمنصات الرقمية الافتراضية وأنظمة التعلم عبر الإنترنت في العملية التعليمية، بالاضافة الى تعريف المشاركين بالتجارب الرائدة في التعلم عن بعد في الجامعات العربية في زمن جائحة الكورونا، وآليات اعتماد الشهادات الأكاديمية واليات التحقق منها وتتبعها باستخدام تقنية QR الديناميكية، فضلاً عن موضوعات تتعلق بمعايير فهرسة المجلات في سكوبس، وتعريف الجامعات بمشروع الاتحاد مع السيفير (Elsevier) وآلية الاشتراك. كما عقد الاتحاد ورشاً وندوات بالتعاون مع كورسيرا Coursera حول التحول الرقمي للجامعات في المنطقة العربية وبناء التعلم المرن والتحول الرقمي لتزويد الخريجين بمهارات المستقبل، وغير ذلك من الموضوعات المهمة والجوهرية.

وأشار الأمين العام لاتحاد الجامعات الهربية، إلى أنه في إطار تعزيز وتوثيق التعاون الثقافي والعلمي فان الاتحاد عقد مجموعة اتفاقيات شراكة وتعاون مع العديد من الأطراف الاكاديمية العربية والدولية بهدف تبادل الخبرات وتنظيم دورات تدريبية لبناء القدرات البشرية العربية؛ وإجراء البحوث والدراسات الفنية، واستشراف الإمكانات المتاحة لإقامة مشاريع مشتركة وتحديد أولوياتها ومن تلك الاطراف منظمة الألكسو وشركة السفير وكورسيرا للخدمات التكنولوجية والرقمية، مؤكدا مواصلة مشاريعه الاستراتيجية فيما يخص إيجاد إطار عربي للمؤهلات، والارتقاء بالمجلات العربية من خلال مشروع السيفير، ومعامل التأثير العربي لتقييم جودة المجلات العربية، وبرنامج ضمان الجودة في التعليم العالي لتحسين مخرجات التعليم العالي والبحث العلمي، فضلاً عن تبني الاتحاد لمشروع التنال العربي وهو شهادة الكفاءة الدولية في اللغة العربية، ومشروع اعداد نظام عربي لتصنيف الجامعات والذي قد تم اعداد الخطة التنفيذية له وذلك بالتعاون فيما بين (الأمانة العامة لجامعة الدول العربية – اتحاد الجامعات العربية – الألكسو) وسيتم إطلاق النسخة التجريبية منه خلال الأشهر القادمة تمهيدا لتطبيقه بصورة نهائية خلال العام 2021.

كما أوضح أن الاتحاد، أصدر الدليل العلمي لمعايير التعليم عن بعد باللغتين العربية والانجليزية الذي يتضمن جميع المعايير اللازمة لضمان سلامة هذا النمط من التعليم وأنشأ الصندوق العربي لتمويل البحث العلمي لدعم الجامعات العربية بهذا الخصوص، لافتا إلى أن الجامعات، تعتبر هي المحرك الرئيسي لمجتمع المعرفة العالمي المتنامي، داعيا الجامعات العربية إلى مواكبة العصرالرقمي بتعزيز أنظمة التعليم، وتعزيز ودعم البحث العلمي، وتعزيز القدرات الإبداعية والإنتاجية، وتوفير البيئة الرقمية، وتعزيز النشر الإلكتروني عبر الإنترنت، ودعم حركة الوصول الحر، وزيادة الروابط والتعاون مع قطاع الصناعة ومراكز الإنتاج وتبني سياسات الانتقال إلى مجتمع المعرفة للنهوض بمجتمعاتنا إلى مستويات تنموية رفيعة واللحاق بركب الحضارة بما ينعكس عليها إيجابا في مناحي الحياة كافة.

وأشار سلامة، إلى أنه نتيجة لتزايد الإقبال على الدورات الدراسية المقدمة عبر نظام التعليم عن بعد، فقد ظهرت جامعات ومؤسسات تعليمية كثيرة متخصصة بالتعليم عن بعد حيث تجاوز عددها في العالم 900 جامعة يدرس في أكبر 12 جامعة منها (Mega Universities) أكثر من ثلاثة ملايين طالب، ففي اليابان مثلاً هناك أكثر من 20 جامعة يدرس بها أكثر من ربع مليون طالب وفي استراليا 14% من مجموع الطلبة الجامعيين ملتحقين في برامج التعلم عن بعد.

تم نسخ الرابط