لن تصدق.. ماذا قال الشيخ الباقوري في رثاء البابا كيرلس؟
تحيي الكنيسة الأرثوذكسية اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ50 أو اليوبيل الذهبي لرحيل البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ116 الذي كان يلقب بـ"رجل الصلاة".
وبهذه المناسبة ننشر رثاء الشيخ حسن الباقورى، وزير الأوقاف وقتها، لـ البابا كيرلس، والذى نشر فى "الأخبار"، عام 1971.
وكتب الباقورى يقول: إن من عباد الله تعالى من لا تطمع الكلمات فى قضاء ما لحياتهم عن حق فى ثناء طيب، وما لموتهم من حق فى رثاء صادق، لأنه لله محياهم ومماتهم أغنياء عن الثناء والرثاء غنى يجعل الحديث عنهم عصى الانتقاد.
وتابع: وقداسة البابا الأنبا كيرلس السادس، من أولئك الكبار الذين لا تستطيع الكلمات إيفائهم حقهم من المودة والتقدير، وربما طاب لبعض الناس أن يقول فى شأن قداسته ما لا علم له به؟ استجابة لحدة عاطفية أو نزولا على حكم بجامة، وأنا أتناول القلم لأكتب هذه الكلمات، أتمثل معانى تقتضى حقوقا لا محيص من قضائها ولا سبيل إلى المماطلة فيها.
واستكمل: ولست أرتاب فى أن هذه الكلمات المشرقة هى صدى صادق لما كان يعتمل فى نفس قداسة البابا الراحل إلى الله.. ولهذا لا أرانى قادرا على أن أدفع عن نفسى أسى عميقا حين أتمثل قداسته فى كل هذه المعالم، ثم أتمثل إلى جانب ذلك أن قداسته قد ذهب ولن يعود.
وقد اعتاد المسلمون فى مثل هذه المواقف أن يلوذوا بأدب الله فى كتابه العزير: إنا لله وإنا إليه راجعون، وأن هذه الآية الشريفة الشفاء من آلم يملأ النفس ويجهد المحزون وخاصه إذا أخذها الناس بحقها وتناولوها بتفسيرها الذى ذكره أمير المؤمنين على حين استمع إلى قارئ يتلو هذه الآية الشريفة، فقال کرم الله وجهه "إنا لله" إقرار بالملك،"وإنا إليه راجعون"، اعتراف تراف بالهلك وليس للعبد حيلة وهو موقن أنه بين مملوك ومالك، فمرة أخرى ، نقول ويقول معنا المؤمنون "إنا لله وإنا إليه راجعون".