كان يوزع على الفقراء 1000 رغيف يوميا.. وحاول أنصاره إيقاف الفيلم.. وقتل بشكل غامض.. حكاية ”ملك الفاكهة” البطل الحقيقي لفيلم ”الفتوة”
حقق النجم الراحل فريد شوقي نجاحات في أعماله الفنية ودخلت مجال الانتاج أيضا من خلال العديد من الاعمال الفنية وأفني عمره في الفن، ومن أبرز الأعمال التى قام بإنتاجها والمشاركة في بطولتها كان فيلم "الفتوة" مع الفنان زكي رستم، والذي عرض في أبريل عام 1957، عن قصة وإخراج صلاح أبوسيف، وسيناريو نجيب محفوظ، ومن إنتاج وبطولة فريد شوقي.
دارت أحداث الفيلم عن هريدي (فريد شوقي) الذي أتى إلى سوق الخضار بحثًا عن فرصة عمل، وبعد العديد من المحاولات، يجد عملا لدى المعلم أبو زيد (زكي رستم)، الذي يعد أكثر التجار سطوة في السوق بأكمله، وبعد فترة ينفصل هريدي ويتزوج من المعلمة حسنية (تحية كاريوكا)، ويشكل معها ومع منافسي المعلم أبو زيد تحالفًا مضادًا للأخير، ولكن ما أن تقوى شوكة "هريدي" في السوق بمساعدتهم زوجته وشركائه حتى يتبدل حاله للأسوأ.
وحقق الفيلم نجاحا جماهيريا في أول أيام عرضه، إلا أنه فوجئ فريد شوقي بسحب الفيلم من دور العرض، بعد أن رفع ورثة المعلم محمد زيدان الشهير بـ"ملك الفاكهة" دعوى قضائية مستعجلة يطالب فيه بوقف الفيلم، وذلك بتهمة التشهير وتزداد الأحداث سخونة حين توجه أنصار المعلم محمد زيدان إلى سينما "الكورسال" الذي يعرض الفيلم وافتعلوا المشكلات وجرى إغلاق دار العرض حتى علم الجميع بأمر الدعوى القضائية.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث زادت الأوضاع سوء مع توجه أنصار زيدان إلى سينما الكورسال وافتعال المشكلات، ما تسبب فى وقف العرض.
وسرد الراحل فريد شوقي "ملك الترسو"، في مذكراته ما حدث قائلا: "إن الفيلم الذي توقعت له نجاحًا كبيرًا وصرفت عليه 27 ألف جنيه سيتحول إلى خسارة كبيرة لي ولكن بعودتنا لفكرة الفيلم فنجد المخرج صلاح أبوسيف قد ألهمته قصة محمد زيدان كتاجر فاكهة ذاع صيته داخل الأسواق حتي اشتهر بلقب ملك الفاكهة في بداية الأربعينات".
وفي أول جلسة لنظر الدعوي حضر فريد شوقي مترافعا عن نفسه قائلا إنه موافق على مصادرة العمل لكن بشرط التحقق من ثروة عائلة المعلم محمد زيدان خاصةً أنه جمع بعضها من السراي والسوق السوداء حسب إدعائه، وختم حديثه بأن الفيلم من وحي الخيال وصدر الحكم النهائي برفض الدعوى القضائية وإعادة عرض الفيلم مرة أخرى على شاشات السينما.
وكان زيدان تاجر ماهر استطاع في وقت قصير أن يتحكم في سوق الخضار وفي 10 آلاف بائع وذلك بسبب توطيد علاقته بالسرايا ومسؤولي الدولة، وفي أحد أيام عام 1952 خرج زيدان متوجها إلى مزرعته في الجبل الأصفر، والتي استأجرها من وزراة الزراعة حينها بمبلغ 32 ألف جنيه وكان رقما كبيرا في حينها، وبعدها ركب سيارته عائدة إلى منزله مع سائقه الخاص وأثناء مروره بكوبري عزبة حافظ رمضان باشا في محافظة القليوبية استوقف السيارة ثلاث رجال بحجة وجود حفرة كبيرة في الطريق وفجأة قام الرجال الثلاثة بإشهار أسلحتهم وأمطروا السيارة بوابل من الرصاص ليلقي الرجل مصرعة بتسع رصاصات قاتلة.
رفض أشقاء زيدان الإثني عشر تقبل واجب العزاء فيه قبل التعرف على قاتله، وكانت جنازته مهيبة حضرها أكثر من ألفي شخص من أتباعه وتم فتح التحقيق وشعر رجال الشرطة بالشك تجاه السائق والذي لم يفارق الحياة رغم الهجوم الشرس الذي تعرض له، إلا أنه نفى ذلك عن نفسه مبديًا تعجبه من عدم تحرك حرس "ملك الفاكهة" معه في تلك الرحلة.
وذكرت الصحف في حينها أن زيدان كان يوزع على الفقراء 1000 رغيف يوميا، كما بنى مسجدًا بروض الفرج وكان يمتلك ثروة كبيرة تقدر بمائة فدان ومائة ألف من الجنيهات في حسابات بعدة بنوك وحصصًا في 26 منزلًا بشبرا وبولاق بجانب منزله في حي السكاكيني.