أبرزها عيد المساخر.. الأزهر يرصد فضائح الاقتحامات الصهيونية في «الأقصى»
أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تقريره الشهري حول الاقتحامات الصهيونية التي تتعرَّض لها ساحات المسجد الأقصى المبارك؛ حيث أكد المرصد أن 1.542 صهيونيًّا قد اقتحموا ساحات "الأقصى" خلال شهر فبراير الماضي، تحت حراسة أمنية مشددة من قِبَل شرطة الاحتلال.
ولفت المرصد في تقريره إلى الارتفاع الملحوظ الذي شهده شهر فبراير في أعداد المقتحمين مقارنة بظروف جائحة كورونا التي يتحجج بها الاحتلال لمنع رواد المسجد الأقصى من القدوم إليه، وخاصة في صلوات الجُمع. مشددًا على أن هذا الارتفاع جاء نتيجة الدعوات التحريضية المكثفة التي تقوم بها منظمات الهيكل "المزعوم".
وأوضح المرصد أن أبرز محطات تلك الاقتحامات كانت يوم الأحد الموافق 28 فبراير 2021؛ والتي تزامنت مع الاحتفالات الصهيونية بعيد البوريم "المساخر"؛ حيث تم اقتحام "الأقصى" في هذا اليوم من قبل 233 مستوطنًا متطرفًا، كما شهد قيام مجموعات من المستوطنين بالرقص والغناء وشرب الخمر أمام بابي الحديد والقطانين، على مرأى ومسمع من شرطة الاحتلال الصهيوني، بل واشترك أحد الجنود الصهاينة في أداء الطقوس التلمودية مع مجموعة من المقتحمين، في استفزاز صارخ لمشاعر المسلمين في شتَّى بقاع الأرض.
كما سلَّط المرصد الضوء على دور سلطات الكيان الصهيوني في التحريض على مزيد من الاقتحامات؛ ففي حين تحول قوات الاحتلال ساحات المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية لتوفير الحماية اللازمة للمقتحمين أثناء تأدية طقوسهم الاستفزازية، تواصل بدورها تضييق الخناق على المقدسيين ورواد المسجد وسدنته وحرّاسه، والتي كان آخرها هدم منزل مسئول حراس المسجد الأقصى "فادي عليان"، الاثنين 22 فبراير، بقرية العيساوية بالقدس؛ وهي سياسة خبيثة تتبعها سلطات الاحتلال منذ احتلال القدس الشريف عام 1967 لتهجير أهالي المدينة المقدسة.
وأشاد التقرير بردود الأفعال الفلسطينية على الانتهاكات الصهيونية اليومية، والتي كان أهمها شد الرحال إلى الأقصى في صلوات الجُمع، وإعادة إطلاق حملة "الفجر العظيم" داخل الأقصى، وغيرها من الحملات التي تطالب بوقف أوامر الإبعاد والاعتقال بحق الرموز الدينية الفلسطينية.
وشدد مرصد الأزهر على رفضه القاطع لأي إجراءات صهيونية تستهدف تغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم داخل المسجد الأقصى، محذرًا من عواقب الهجمة الصهيونية الغاشمة على المقدسات الإسلامية والمسيحية بدولة فلسطين المحتلة في الفترة الأخيرة، محملًا المجتمع الدولي نتيجة أي انفجار للأوضاع قد يحدث داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي ختام التقرير، أكّد المرصد على مواصلة الدور المنوط به في إعادة التوعية بالقضية الفلسطينية، واضعًا نصب عينيه مقولة فضيلة الإمام الأكبر الدكتورأحمد الطيب، شيخ الأزهر: "والذي أعتقده اعتقادًا جازمًا، هو أنَّ كل احتلال إلى زوال إنْ عاجلًا أو آجلًا، وأنه إنْ بدا اليوم وكأنه أمر مستحيل إلَّا أن الأيام دول، وعاقبة الغاصب معروفة، ونهاية الظَّالم وإن طالَ انتظارها، مَعْلُومة ومؤكَّدة".