كيف يعظم الرضا والثبات من أجر البلاء؟
قال الدكتور محمد داوود الأستاذ بجامعة قناة السويس إن الثبات أمام الشدائد درس قرآني عظيم؛ مشيرا إلى غزوة أحد التي أحرز فيها المسلمون انتصارا في أول الأمر، ثم انتهت بالهزيمة بسبب مخالفة الرماة لأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بعدم ترك مواقعهم حيث استعجلوا جمع الغنائم وتركوا مواقعهم فعاد إليهم جيش المشركين وهزم جيش المسلمين واستشهد بعض الصحابة وأشيع أن النبي صلي الله عليه وسلم قتل، فكانت درسا كبيرا للمسلمين ، ونجد النبي صلي الله عليه وسلم بعدها يجمع أصحابه مطمئنا لهم بأن الله عز وجل لم يتخل عنهم، مما ربط على قلوبهم و زادهم ثباتا وقوة.
وأضاف داوود في برنامج(منبر الفكر) عبر إذاعة القرآن الكريم، أن القرآن الكريم علمنا أن نلوذ بالله عز وجل وقت الشدائد، يقول الله عز وجل "الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"، فبالصبر والرضا بقضاء الله عز وجل ينال العبد المثوبة والمعونة والفرج من الله عز وجل أما السخط والضجر فلا ينال منهما العبد إلا الخسران للثواب والمعونة.
وأضاف أن المتأمل في القرآن الكريم يجد أن المثوبة تكون على مقدار الرضا و الصبر ، وقد أكد النبي صلي الله عليه وسلم هذا المعنى في قوله صلي الله عليه وسلم "إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلَاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَط" رواه الترمذي وابن ماجه.
وأكد أن الله عز وجل يدبر أمر عباده بعلمه سبحانه وتعالى بما في قلوبهم، فمن ابتلي فليصبر ويرضي، يقول الله عز وجل"قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ"، ويقول الله عز وجل"وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ".
واختتم قائلا ما أحوج أهل البلاء إلي حسن الظن لأن الله عز وجل له حكمة وأسرار في البلاء، قد يظهر سبحانه وتعالي بعضها وقد يخفيها عز وجل.