السعودية تلقن تركيا درسا قاسيا
هوت قيمة الواردات السعودية من تركيا بنحو 95% في دليل شديد الوضوح على النجاح الساحق لحملة المقاطعة التي أطلقها الشعب السعودي.
وأظهرت بيانات رسمية، اليوم الأربعاء، أن قيمة واردات السعودية من تركيا خلال ديسمبر الماضي، هوت إلى قاع تاريخي بنسبة 95%.
ووفقا للبيانات، تراجعت قيمة الواردات السعودية من تركيا إلى 50.6 مليون ريال (13.49 مليون دولار) في ديسمبر 2020، انخفاضا من 1.06 مليار ريال في ديسمبر كانون الأول 2019،أي أنها هوت بنسبة 95% تقريبا على أساس سنوي.
وعلى أساس شهري أيضا تراجعت قيمة الواردات السعودية من تركيا إلى 50.6 مليون ريال من 182.2 مليون ريال في نوفمبر/تشرين الثني الماضي.
وجميع هذه البيانات نقلتها رويترز عن الهيئة العامة للإحصاء السعودية.
وقيمة الواردات السعودية من تركيا في ديسمبر الماضي هي الأدنى في عام على الأقل.
وفي أكتوبر 2020، دعا رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية عجلان العجلان، إلى مقاطعة المنتجات التركية التي تشمل الاستيراد والاستثمار والسياحة وقال إن المقاطعة مسؤولية كل فرد سعودي.
وحسب صحيفة "عكاظ" السعودية، لاقت التغريدة تفاعلا من المواطنين السعوديين، بينما طالب بعضهم برفع ضريبة الواردات على المنتجات التركية.
كما طالب الأمير السعودي عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز، بمقاطعة المنتجات التركية، ردا على تصريحات استفزازية من الرئيس التركي رجب أردوغان، وعلق بالقول ساخرا: "أدعو الجميع لمقاطعة شعبية كاملة للمنتجات التركية كي نحافظ على استقرار اقتصاد تركيا ونقوّيه".
ومنذ عام 2015 وحملات الشعب السعودي متواصلة لمقاطعة المنتجات التركية ردا على التجاوزات المتتالية من الرئيس رجب أردوغان.
الهدف: صفر
وفي فبراير الجاري جدد سعوديون دعوتهم لمقاطعة المنتجات التركية رفضا لسياسات نظام أردوغان وما اعتبروه تدخلا في شؤون دول المنطقة.
وأطلق مغردون سعوديون بارزون هاشتاج #صفر_تعامل_مع_تركيا ، قالوا إن هدفهم تصفير التعاملات مع أنقرة.
وتأتي حملة المقاطعة الجديدة بعد أيام من بث قناة تركية موالية لأردوغان، خريطة افتراضية عن نفوذ أنقرة بحلول عام 2050.
وأظهرت الخريطة التي نشرتها قناة "TGRT" التركية ، ونسبتها لمعهد أبحاث أمريكي، امتداد النفوذ التركي بحلول عام 2050 من كازاخستان وتركمانستان شرقا مرورا بالسعودية ومصر وحتى ليبيا غربا.
وقالت الحملة الشعبية لمقاطعة تركيا، في بيان نشرته على حسابها في موقع "تويتر"، إن "الحملة تدخل منعطفًا مهمًا لن يكون مقبولًا فيه على الإطلاق استمرار أي متجر في بيع أي منتج تركي تحت أي ذريعة كانت".
وبينت أن "الفترة الماضية كانت كافية لتصريف البضائع التركية ووقف التعامل الكامل مع أي منتج تركي وصولًا لهدف الحملة الرئيس صفر تعامل مع تركيا".
وتابعت: "لا نملك اليوم مع استمرار وتوسع حالة العداء التركي وإعلانهم رسميا خريطة أطماعهم في المنطقة، إلا مقاطعة أي متاجر تتعامل مع تركيا وتبيع منتجاتها، وعدم التعامل معها نهائيًا".
وأردفت: "الوطن والقيادة خط أحمر لا يقبل المساس به.. مستمرون - بإذن الله - نحو هدفنا صفر تعامل مع تركيا ومقاطعة منتجاتهم لنقطع أطماعهم".