منها قتل الوالدين.. مرصد الأزهر يفضح جرائم داعش الوحشية
قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن الدواعش قَتلةٌ ضد الفطرة وليسوا مجاهدين وهذا الأمر ليس بالغريب على هذا التنظيم الإرهابي الذي لا يملك رحمةً ولا إنسانية، بل كلُّ أفعاله وتصرفاته تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن التنظيم الإرهابي لا يصدر عنه إلا كل ما يتنافى مع الدِّين، فكم سمعنا عن حوادث لا تخرج في مجملها عن كونها ضد الفطرة التي خلقها الله فينا؛ فضلًا عن كونها ضد الدِّين ومبادئ الرحمة.
وتساءل المرصد في تقرير له: هل من الفطرة - فضلًا عن الدين الذي يحيي في نفوسنا هذه الفطرة- أن نغدر ونقتل من يمدَّ لنا يدَ العون وهو فقير مسكين؟!
ولو كان أعضاء التنظيم الإرهابي يعتقدون أن ضحايا هذه الأحداث الإرهابية أعداء، بناءً على كفر مَن لم يقتنع بأفكار التنظيم! فأين ما فعلوه من صنيع النبي - صلى الله عليه وسلـم- مع الأعداء، حيث لا يخفى ما كان من أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلـم- في شأن أسرى بدرٍ من المشركين لمَّا أسر المسلمون سبعين رجلًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلـم لأصحابه: "استوصوا بالأسارى خيرًا" فانظر - إلى هذا التعامل مع أعداء محاربين، آذوا النبي - صلى الله عليه وسلـم- وأصحابه، ويريدون أن يقضوا على الإسلام وأهله، ويقول للصحابة: "استوصوا بالأسارى خيرًا".
وإذا دققنا النظر في القناعات الفكرية التي يتبناها التنظيم الإرهابي، والتي بها يستبيح أن يفعل كل جريمة دون أدنى مراجعة، ندرك أن هذا التنظيم بأفكاره الهدامة، وعقوله المتحجرة، قد وصل إلى مرحلة يناقض فيها الفطرة من حيث هي فطرة، بقطع النظر عن مخالفته للدين، حيث أقدم التنظيم منذ وجوده على أمورٍ تأباها العقول السليمة، والنفوس المستقيمة، بل ترفضها الوحوش في عالم الغابات، وسوف نسوق للقارئ الكريم طَرَفًا من هذه الأعمال التي فاقت وحشية الذئاب الضارية.
وأشار المرصد في تقريره أن من الأفعال التي تصطدم مع الفطرة ما يتعلق بقتل الوالدين، ففي عام 2016، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي عن قيام أحد عناصره في سوريا، بقتل والده في ساحة الإعدام بتهمة الردة، قبل أن يفجر نفسه في عملية انتحارية، استهدفت قادة من تنظيم "جبهة النصرة"، وبارك عدد من عناصر التنظيم حينها فعله بتغريدات؛ مبررين ذلك بما أسموه بـ"عقيدة الولاء والبراء"!
وفي الساحة المخصصة للإعدام في مدينة الرِّقة جرم آخر، حيث قتل شاب والدته؛ لأنها أرادت الهرب من مدينةٍ سيطر عليها التنظيم، فأبلغ الابن قادته، وحكموا على والدته بالكفر، ومن ثم نفذ حكم الإعدام عليها بمشهد من الناس.
وفي صورة هي أصدق ما يكون دليلًا على مخالفة هذا التنظيم لسنن الفطرة ما يتعلق بقتل الأبناء، بوصفه نوعًا من أنواع الجهاد والبذل والتضحية! ففي عام 2016 تداول نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، مقطعًا مصوّرًا لطفلة فجرَّت نفسها في أحد أقسام الشرطة بالعاصمة السورية دمشق، ولا تتعدى عشر سنوات، وفي ذات المقطع يحثّها والدها على إتمام العملية كما ينبغي.!
وفي عام 2019 قام تنظيم "داعش" الإرهابي في محافظة "ديالى"، شرق العراق، بتفخيخ بقرتين وتفجيرهما، ما أسفر عن إصابة شخص واحد بجروح، ولم يكن هذا الحادث هو الأول من نوعه؛ بل هناك أكثر من عشر حيوانات متنوعة؛ تم تفخيخها من قِبل التنظيم، في عامي2015، 2016.
وأكد المرصد ضرورة أن ندرك تمامًا أن تنظيم "داعش" الإرهابي وصل إلى درجة من الوحشية ومناهضة الفطرة لا يكاد يتصورها عقل، حتى إنه لم يسلم من بطشه وإجرامه أيُّ كائن حي حتى الطيور والبهائم، وهذا بدوره يحتم على الجميع مجابهة هذا السرطان الذي دبَّ في جسد الأمة، لابسًا زيَّ الدين، والدين منه براء، من خلال التوعية بمخاطره، وكشف مخططاته، وتعرية ما عند هذا التنظيم المتطرف من عوار فكري، وخلل نفسي واجتماعي، جعله ينحدر في أفعاله عن الحدِّ الأدنى للإنسانية.