حاول قتل والدتها وخطط لسرقة ميراث والدها.. أسرار مثيرة حول علاقة أمينة رزق برئيس عصابة في طنطا

الموجز

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة وأخرى المأساوية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.

وفى عام ١٩٦١ أجرت إحدي المجلات تحقيقًا تحت عنوان "أسرار وراء قضبان الصمت" تحدت خلالها النجوم عن أسرار في حياتهم حدثت من فترة كبيرة ومن بينهم الفنانة أمينة رزق التي كشفت عن موقف غريب تسبب في دخولها الوسط الفني حيث قالت: "حين مات أبى كانت فى مدينة طنطا عصابة خطيرة يتحرى أفرادها عن أموال المتوفين، ويسعون للاستيلاء عليها بطرق شيطانية".

وأضافت: "بعد وفاة والدى فوجئت أمى بقدوم رئيس العصابة فى ملابس شيخ يقدم لها العزاء وأبدى رغبته فى التطوع لتحصيل مال لأبى من أموال عند الناس، وهو ينظر لى مؤكداً أنه سيفعل ذلك إكراماً ليتمى وطفولتى، واتفق مع أمى على أن يسافر إلى البلاد التى بها ناس عليهم ديون لأبى".

وتابعت: "كانت النية مبيتة على أن يذهب مع أمى لتحصيل ما يمكن تحصيله من الديون، ثم يتخلص منها أثناء العودة بالقتل، ولكن حدث خلاف بين الرجل وزوجته أثناء اتفاقهما معًا على تنفيذ الخطة، فثارت زوجته وهددته ووصل الموضوع وتفاصيل المؤامرة إلى أمى فعدلت عن السفر، ورفضت أن يدخل الشيخ بيتنا مرة أخرى، واعتبر الرجل ما حدث إهانة لكرامته فراح يطاردنا بتهديداته وعصابته حتى قررنا الهرب من طنطا إلى القاهرة".

وأختتمت حديثها:" فى حى روض الفرج استأجرنا مسكنًا والتحقت بمدرسة ابتدائية وشاء الحظ أن يكون جارنا هو المرحوم الممثل أحمد عسكر الذى قدمنى أنا وخالتى أمينة محمد للأستاذ يوسف وهبى، وهكذا انضممت لفرقة رمسيس وبدأت مشوارى الفنى".

ولدت الفنانة أمينة رزق في ١٥ إبريل عام ١٩١٠، في مدينة طنطا والتحقت بمدرسة ضياء الشرق، من ثم انتقلت بصحبة والدتها وخالتها الفنانة أمينة محمد، للإستقرار في القاهرة بعد وفاة والدها وهي في الثامنة من عمرها، وذلك بسبب محاولة عصابة إجرامية علمت بترك الأب ثروة كبيرة وترددت الشائعات وقتها إنها سبائك من الذهب، حيث قررت العصابة التسلل ليلًا لمنزل أمينة وقتلها هى ووالدتها للحصول على المال لكن القدر شاء أن تعلم والدة أمينة بالسر من أحد عناصر العصابة لأن زوجها كان يعطف عليه.

بسبب حبها للفن بدأت مسيرتها الفنية وهي في الثانية عشر من عمرها، حيث وقفت علي المسرح لأول مرة مع خالتها عام ١٩٢٢ كمنشدتين في فرقة علي الكسار على مسرح روض الفرج، وانتقلت بعدها للعمل في فرقة رمسيس المسرحية والتي أسسها يوسف وهبي.

وأنطلقت مسيرتها الفنية الحقيقية وهي في الرابعة عشر من عمرها، وذلك بعد أن شاركت في مسرحية "راسبوتين" أمام الفنان يوسف وهبي وحققت وقتها من خلالها نجاح جماهيري كبير، وقد بدأت أمينة أول أفلامها مع بداية السينما المصرية فشاركت في فيلم "قبلة في الصحراء" عام ١٩٢٨.

كونت "أم الفنانيين" مع النجم يوسف وهبي ثنائي مميز حيث شاركت بالتمثيل في أغلب مسرحياته حتى أصبحت إحدى الشخصيات الأساسية في العروض التي قدمتها الفرقة وكذلك في الأفلام التي أنتجها يوسف وهبي وهذا الأمر الذي كان سببًا وراء شهرتها.

اشتهرت الفنانة الراحلة طوال مسيرتها الفنية بدور الأم فعلي الرغم من صغر سنها إلا أنها برعت فى تجسيده، ولم تحصل على البطولة المطلقة في السينما طوال مسيرتها، لكنها كانت قاسم مشترك، وقدمت للسينما حوالي مئة عمل أبرزهم: "سعاد الغجرية، وأولاد الذوات، والدفاع، وساعة التنفيذ، والدكتور، وقيس وليلى، ورجل بين امرأتين، وقلب امرأة، وعاصفة على الريح، وأولاد الفقراء، والطريق المستقيم، وكليوباترا، والبؤساء، ومن الجاني، وبرلنتي، وليلى في الظلام" وغيرهم.

استطاعت أمينة رزق أن تقدم علي خشبة المسرح الكثير من العروض التي تركت علامة فارقة في تاريخ الفن المصرى منهم: "الشبح، العدو الحبيب، ناكر ونكير، ابن الفلاح، ألف ضحكة وضحكة، يد الله، المليونير، والصهيوني، يا طالع الشجرة، وانها حقاً عائلة محترمة".

كما حلقت الفنانة القديرة في سماء النجومية من خلال مسلسلاتها الدرامية المتنوعة منهم: "السيرة الهلالية، الإمام البخاري، هاربات من الماضي، وأحلام مؤجلة، وخالتي صفية والدير، سيرة ومسيرة، للعدالة وجوه كثيرة، أهل الدنيا، أحلام مؤجلة، أوبرا عايدة، قط وفار فايف ستار، محاكمة الليالي، أدهم وزينات والثلاث بنات" وغيرهم.

وعن حياتها الشخصية كشفت أمينة رزق في إحدي حوارتها عن سبب رفضها الزواج قائلة: "لقد اعتدت على تقديم إحدى المسرحيات مع عميد المسرح العربي الفنان يوسف وهبي، وكانت أحداثها منصبة على فتاة انتحرت بعد أن غرر بها أحد الشبان أو أنها تمرض بسبب حبها فكل هذه الروايات حرصنا أن نستعرض من خلالها سطوة الرجل وقوة نفوذه على المرأة، لذلك خشيت على نفسي من الإنتحار إذا ما وافقت على الزواج، وجاء الزوج ذات يوم ويقرر حرماني من فني وعشقي وحبي".

لكن ترددت الكثير من الأقاويل حول رفضها لفكرة الزواج طوال حياتها وكانت أبرز هذه الشائعات هي حبها للفنان يوسف وهبي من طرف واحد، لكنها تجاهلت هذه الأقاويل وحرصت أن تستكمل مسيرتها الفنية في هدوء.

حصلت الفنانة أمينة رزق علي الكثير من الجوائز التقديرية خلال مسيرتها، وعينت عضوًا بمجلس الشورى في مايو ١٩٩١، كما حصلت على وسام الإستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما منحت أوسمة من المغرب وتونس، والعديد من الدول العربية.

وفي سنواتها الأخيرة رفضت أمينة رزق فكرة الإعتزال، رغم حادث السيارة الذي تعرضت له وأصابها بكسور في ساقها، ورحلت عن عالمنا "عذراء السينما المصرية" في ٢٤ أغسطس عام ٢٠٠٣ أثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية وذلك بعد صراع استمر لشهرين مع المرض.

تم نسخ الرابط