من وصايا الرسول .. حقائق لا تعرفها عن دعاء العفو والعافية
قال الشيخ رمضان عفيفي من علماء الأوقاف، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل الله عز وجل العفو و العافية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سلوا اللهَ العفوَ والعافية؛ فإنَّ أحدًا لم يُعطَ بعد اليقين خيرًا من العافية".
وتابع" عفيفي" في حلقة من برنامج (الدين المعاملة) عبر إذاعة القرآن الكريم، أن معنى العفو هو المحو، و العفو مصدر عَفَا يَعْفُو عَفْوًا، فهو عافٍ وعَفُوٌّ، والعَفْوُ هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه، وأصله المـحو والطمس، حيث يقال عفت الرياح الأثر أي محته.
وأضاف أن "العفو" اسم من أسماء الله الحسنى، فهو سبحانه العفو القدير، يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي، ويعفو عن عباده مع قدرته على العقاب.
وتابع أن الفرق بين العفو والغفران كما عرفه بعض العلماء يتمثل في أمور عديدة منها أن العفو إسقاط للعقاب، وفي المغفرة سَتْر للذنب وصون من عذاب الخزي والفضيحة ، ومما روي عن العفو، ما روي عن السيدة ﻋﺎﺋﺸﺔ رضي الله عنها أنها ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﻋﻠﻤﺖُ ﺃﻱُّ ﻟﻴﻠﺔٍ ﻟﻴﻠﺔُ اﻟﻘﺪْﺭِ، ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ: "ﻗﻮﻟﻲ: اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻚ ﻋﻔﻮٌّ ﺗﺤﺐ اﻟﻌﻔﻮَ ﻓﺎﻋﻒُ ﻋﻨﻲ".
وأضاف أن من خير ما ندعو به ونسأل أن يمن الله عز وجل علينا بالعفو والعافية، فمن رزق العفو والعافية في الدنيا والآخرة فقد رزق الخير كله، وقد كان صلى الله عليه وسلم يسأل الله دائما العافية، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" قال: يعني الخسف... الحديث رواه أحمد وأبوداود وغيرهما، وصححه الألباني، موضحا أن هذا الدعاء قد جمع طلب العفو والعافية في كل شيء.
ونستفيد من هذا الدعاء الحرص على طلب هذه الدعوات الصالحات والاجتهاد فيها والتي هي من سمات الأخيار الأبرار، فهم يلحون في طلب العفو والعافية خاصة في الأوقات المباركات كليلة القدر ويوم الجمعة، بما يعود عليهم بالنفع في الدنيا والآخرة، مختتما كذلك علمنا النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء بالأدعية الجامعة التي تجمع خيري الدنيا والآخرة.