قال عنها الرسول ﷺ إذا ضيعت فانتظر الساعة.. فما هي؟
أكد محمد محمود الأعرج المعيد بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر أن الأمانة من أخص أخلاق العبد المؤمن فالمؤمن لا يكون خائنا، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".
وأضاف لبرنامج (من مقاصد الشريعة الإسلامية)عبر إذاعة القرآن الكريم، قائلا، إن الشريعة الإسلامية سعت إلي غرس خلق الأمانة في أبنائها، ونجد الأمر بالتحلي بهذا الخلق في القرآن الكريم، يقول الله عز وجل"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) " سورة النساء، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ "، كما جعل النبي تضييع الأمانات من علامات الساعة، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة "، قيل كيف إضاعتها يا رسول الله، قال" إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة" .
وأضاف أن الأمانات منها أمانات بين العبد وربه سبحانه وتعالي؛ ومن صورها الأمانة في العبادات أما القسم الثاني للأمانات فهو الأمانات بين العباد بعضهم البعض، وهذا نوع يندرج تحته العديد من صور الأمانات؛ فهناك أمانة في المال ، وهناك أمانة الأعراض بحفظ العين واللسان من الامتداد أو الخوض في أعراض الناس، وأمانة الأجسام والأرواح ، وأمانة العلوم وتكون بتقديمها دون كتمان أو تزيىف وأن يقصد بها وجه الله عز وجل، وهناك الأمانة في الشهادة أمام القضاء وتشمل القضاة والشهود، وهناك أمانة حفظ الأسرار، وأمانة النصيحة وتكون بإسداء النصيحة بأمانة ، وهناك أمانة الأهل والعيال و تتحقق بغرس تقوي الله عز وجل في نفوس الأبناء وإطعامهم من حلال وغيرها من صور الأمانة.
وأشار إلى أن من مقاصد الشريعة في غرس خلق الأمانة أن يسود الأمن والاطمئنان والاستقرار بين أفراد المجتمع، ويعمر الإنسان الأرض، ويعبد ربه عز وجل وهو الهدف الأساسي لخلق الإنسان، يقول الله عز وجل"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)" .