حريق فيصل.. معلومات جديدة و خطيرة من أمام ”العقار المشتعل ” علي الدائري
بات حريق فيصل حديث الرأي العام في مصر خلال الساعات الأخيرة بعد أن استمرت النيران مشتعلة علي مدار يومين .
وبدأت النيابة العامة التحقيق في العقار المعروف إعلاميا بـ"عقار الطريق الدائري"، في الوقت الذي تواصل قوات الحماية المدنية إجراء عمليات التبريد، وأغلقت إدارة المرور الطريق الدائري في الاتجاهين لليوم الثالث على التوالي.
وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات الأولية، كشفت أن العقار السكنى مكون من 14 طابقا يتضمن كل طابق منها 9 شقق سكنية، وأنه مبنى بدون ترخيص على مساحة 1000 متر مربع.
وجاء في التحقيقات أنه من بين 108 شقق هى عدد الوحدات الموجودة بالعقار، هناك 15 شقة فقط مأهولة بالسكان، والباقي لم تبع بعد
كان أهالي البرج السكني قد فوجئوا بالنيران في "البدروم" والطابق الأرضي للعقار، وبحسب التحريات الأولية للأجهزة الأمنية فالمكان عبارة عن مخزن كبير للأحذية وهو ما ساهم في صعوبة التحكم بالحريق من قِبل رجال الإطفاء.
بالقرب من النيران والأدخنة المنبعثة من المكان وقف عبده زين، حارس عقار مجاور يحكي ما جرى لوكالة سكاي نيوز التي نشرت تقريرا عن الحادث قائلًا: "فوجئنا بدوي أشبه بانفجار، ثم خروج السكان من منازلهم وعلى ملامحهم علامات الرعب".
وتابع الرجل الثلاثيني: "حاولنا جميعًا السيطرة على الحريق في لحظاته الأولى ولكن النيران كانت تزداد اشتعالًا عندما نُلقي عليها المياه، والبعض منا حاول غمر النيران بالأتربة ظنًا منه أنها الحل الأمثل".
يصف زين ما حدث على مدار الساعات الماضية بـ"ساعات الرعب" على حد قوله مسترسلا في حديثه : "شعرنا بالفزع من قوة النار، أصوات الانفجارات لا تتوقف، حاولنا إبعاد السيارات قدر المستطاع ومع مرور الوقت تم إغلاق الطريق الدائري المار بجوار العقار من الاتجاهين".
ويضيف حارس العقار المجاور للحريق: "عند مجيء قوات الإطفاء حاولوا بذل أقصى ما لديهم للسيطرة على النيران المستعرة لكن حتى الآن الحريق يلتهم كل شيء منذ ساعات طويلة".
عدد بسيط مأهول بالسكان، بينما تخلو باقي المنازل من أصحابها، فيما يعج الدور الأرضي بضجيج العاملين الذين يأتون إلى المكان على فترات زمنية مختلفة وينهمكوا في نقل الأحذية إلى المخزن.
ويؤكد السيد سلامة، صاحب شركة خاصة مجاورة للحريق أن الأوضاع غير مطمئنة، النيران تحاوط المبنى ويمكن لها الانتقال إلى العقارات المجاورة، فضلا عن الأدخنة الكثيفة التي تخرج من المكان وخطورتها على السكان في الأماكن المحيطة.
ويردف سلامة: "عند اقترابي من المبنى المحترق شعرت وكأنه سينهار علي من صوت تأكل جدرانه بفعل النيران، أتمنى انتهاء هذا الكابوس سريعا واحتواء الحريق حتى تعود الحياة من جديد إلى المنطقة.
وتسبب اندلاع الحريق في تكدس مروري بالمنطقة مما دفع رجال المرور إلى التدخل وإجراء تحويلات مرورية للسيارات إلى محور26 يوليو، لتكتظ المنطقة المجاورة للحريق بالسيارات والزحام الذي استمر منذ ليلة الأمس.
ويقول أحمد مجدي سائق سيارة نقل ركاب بينما يمر من أمام العقار المشتعل: "أعمل على هذا الطريق منذ سنوات طويلة، تلك المرة الأولى التي أشهد فيها هذا الازدحام المروري، الحريق حوّل المكان إلى منطقة مغلقة تماما، لكن لا يوجد بديل لنا".
ووفقا للتحريات الأولية للأجهزة الأمنية فأسباب اشتعال النيران لـ3 أيام متتالية هي المادة التي تستخدم في الكاوتش الخاصة بالأحذية، وأن البدروم ليس به أي فتحات تهوية تساعد القوات على عمليات الإطفاء، كما تسبب الحريق في سقوط سقف المخزن وتآكل جدران العقار.
الهدم هو الحل
ويقول أحمد صلاح، أستاذ التخطيط العمراني بكلية الهندسة جامعة عين شمس :" "إن ما حدث في عقار الهرم المشتعل منذ ساعات طويلة وانفصال الحديد عن الخرسانة يجعل هذا العقار أمام احتمال واحد فقط، وهو الهدم، لأن قوة التمدد والانكماش الذي حدث للحديد والخرسانة يجعل المبنى غير مطابق للمواصفات الإنشائية ويعرض حياة المواطنين للخطر"؟.
ويتابع أستاذ التخطيط العمراني في حديثه : "أنّ ما تم في هذا المبنى يذكرنا بواقعة حدثت قبل10 سنوات تقريبًا في حريق عقار عرف حينها بـ"عقار عباس العقاد" والذي استمرت النيران موقدة فيه لساعات طويلة، وحينها هُدم العقار ولكن في الوقت الذي كانت تقوم فيه قوات الحماية المدنية تقوم بـ"تبريد العقار".
ويؤكد "صلاح" أنّ هناك لجنة من كلية الهندسة ستقوم بعمل اختبارات للمبنى للتأكد من سلامته وسلامة بنيته التحتية، ومتوقع أن تكون توصيتها النهائية بالهدم وليس التجديد أو المعالجة، غير أن العقارات المجاورة من الممكن معالجتها هندسيًا وتقوية الأعمدة لأن تأثرها سيكون أقل بكثير من العقار نفسه.