فيروز .. حكايات مأساوية من قصة حياة ”معجزة السينما ”
تحل اليوم ذكري وفاة الطفلة المعجزة فيروز والتي نجحت في خطف قلوب الجمهور بالعديد من الأفلام مع النجم الراحل أنور وجدي.. تزوجت من الفنان بدر الدين جمجوم .. واعتزلت الفن بسبب فشلها في إقناع الجمهور بأفلامها الآخيرة...
ولدت بيروز أرتين كالفايان في 15 مارس 1943، من أصل أرمني، وهي الأخت الكبرى للفنانة نيللي وابنة عمة الفنانة لبلبة، اكتشفها صديق والدها الفنان السوري إلياس مؤدب حيث كان يعزف في إحدى الزيارات على الكمان بالمنزل من ضمن ماكان يفعل في أمسياته بمنزلهم وكانت ترقص على الموسيقى التي يعزفها، ولفتت انتباهه ولاحظ موهبتها وحاول تطويرها فقام بتأليف وتلحين مونولوج لتغنيه وحدها.
ولأنه كان يغني في حفلات منزلية اصطحبها معه لتؤدّي المونولوج في إحدى المرات، وأثارت إعجاب الحضور ولاقى مونولوجها نجاحاً باهراً، فقرر إدخالها مسابقة مواهب في ملهى الأوبيرج الليلي حيث نجحت نجاحًا باهرًا ايضًأ والتف حولها المنتجون السينمائيون، فاختارها الفنان أنور وجدي من بينهم، ليوقع مع والدها عقد احتكار تتقاضى عنه ابنته ألف جنيه عن كل فيلم.
وكان أول عمل لها بسن السابعة من عمرها فيلم الأول "ياسمين" في عام 1950، ومن بعد فيلم ياسمين قدمت العديد من الأعمال الأخرى حتى عام 1959 حينها توقفت عن العمل الفني بعدما قدمت فيلم "بفكر في اللي ناسيني" لتترك التمثيل حتى وفاتها، وكان آخر ظهور لها تكريمها في «مهرجان القاهرة السينمائي» في عام 2001.
وفى أحد اللقاءات قالت فيروز عن أنور وجدى وعن أول مشاهدها معه فى فيلم ياسمين "فى أول مشهد لى فى فيلم ياسمين كنت أرتدى فستانا ممزقا وعندما دخلت مكان التصوير وجدت هناك الكثير من الأطفال الذين يرتدون فساتين جميلة فبكيت بشده فسألني أنور وجدى عن سبب البكاء فشرحت له وقلت له لماذا أرتدى أنا فستانا ممزق وهم يرتدون فساتين جميلة فقال لى "إحنا ابتدينا بقى" وبدأ يشرح لى أنهم كانوا يصورون للتو مشهد عيد ميلاد لياسمين وكان لابد أن يرتدى الأطفال فساتين جميلة وفى النهاية اقتنعت.
وعن شائعة بخله قالت فيروز، لا أستطيع أن أجزم أن أنور وجدى كان بخيلا لأنه كان يصرف ببذخ على أفلامه ولكن كان له بعض المواقف التى تظهر بعض البخل فمثلا عندما كنا ننتهى من التصوير كان يأخذ منى كل شيء مرتبط بالتصوير من ملابس وإكسسوار ولعب وكل شيء حتى أننى فى إحدى المرات قلت له بتهكم "نسيت دبوس الشعر" وكان رد فعلى نابع من كونى طفلة.
على الرغم أن انطلاقتها كانت على يد الفنان أنور وجدي، إلا أنه كان أيضًا أحد عوامل اعتزالها كما أوضحت في حوار لها قائلة : "أراد أنور وجدي أن ينتقم من والدي، لأنه رفض أن يرتبط معه بعقد احتكار مرة ثانية، فما كان منه إلا أن أرسل عددًا من البلطجية إلى دار سينما رويال التي تعرض فيلم "الحرمان" عام 1953، حيث وقفوا على الباب الخارجي، وراحـوا يتناقشون بصوت عال: إيه الفيلم ده؟ وإيه الدور العبيط ده اللي مثلته فيروز ده؟ وكان أنور وجدي يقصد بذلك أن يروج للفيلم بدعاية سيئة تجعل الناس ينصرفون عن مشاهدته، ولكن يشاء القدر أن تكون النتيجة كويسة جدًا، ويحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا".
وكان لوالدها دور واضح بجانب دور أنور وجدي - عن غير قصد - فى إنهاء مسيرتها الفنية سريعًا كما أكدت سابقًا، فعدم دراية والدها الكافية بكيفية إدارة أعمالها الفنية كان أحد أسباب اعتزالها المبكر على الرغم من نجاحها في وقت قصير نظرًا لموهبتها.
قرر والد الفنانة الراحلة فيروز ألا يجدد عقد الاحتكار مع الفنان أنور وجدى وبدأ ينتج لها أفلاما كان آخرهم " بفكر فى اللى ناسينى " وكان حينها قد بدأت فيروز فى مرحلة الشباب ولم يحقق الفيلم نجاحا فيظهر أن الجمهور أبى أن يراها كبيرة وأراد أن تظل فى عينيه الطفلة المعجزة فقررت أن تعتزل الفن محتفظة برصيدها الكبير عند جمهورها .
وتعرفت أثناء عملها مع «فرقة إسماعيل ياسين» على الفنان بدر الدين جمجوم، الذي تزوجها بعد فترة قصيرة من أعتزالها وأنجبا ابن وابنة هما «أيمن» و«إيمان»، واستمر زواجهما لأكثر من ثلاثين عامًا حتى وفاته عام 1992.
توفيت فيروز في يوم السبت 30 يناير 2016 بعد معاناة طويلة مع مشاكل في الكلى والكبد عن عمر يناهز 72 عاما، وقد أثار إقامة عزائها في مسجد الحامدية الشاذلية العديد من الأوقاويل والتساؤلات خاصة أنها وافتها المنية وهي تدين بالديانة المسيحية، وهو ما فسره ابنها أيمن جمجوم بوجودها داخل عائلة جميع أفرادها يدينون بالديانة الإسلامية بدءًا بزوجها وانتهاء بأبنائها