شعبية الأهلي ضمان مبكر لنجاح مونديال الأندية جماهيريا

جماهير الأهلي بقطر
جماهير الأهلي بقطر

رغم إقامة هذه النسخة في ظروف صعبة بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد عالميا ، تبدو مشاركة الأهلي المصري صاحب الشعبية الطاغية والدحيل القطري ممثل البلد المضيف بمثابة ضمان مبكر لنجاح النسخة المرتقبة من كأس العالم للأندية بقطر على المستوى الجماهيري.

وتقام بطولة كأس العالم للأندية للنسخة الثانية على التوالي في أحضان الدوحة ، وتأتي هذه البطولة ضمن المحطات المهمة والكبيرة في إطار استعدادات قطر لاستضافة بطولة كأس العالم 2022 .

وأقيمت النسخة الماضية في الدوحة خلال ديسمبر 2019 قبل شهور قليلة من تفاقم أزمة جائحة كورونا عالميا ، وحققت البطولة وقتها نجاحا كبيرا على المستويين التنظيمي والجماهيري إضافة إلى النجاح الهائل على المستوى الفني في ظل مشاركة صفوة الأندية على مستوى العالم وخاصة ليفربول الإنجليزي وفلامنجو البرازيلي إضافة لمشاركة ثلاثة أندية عربية هي الهلال السعودي والترجي التونسي والسد القطري.

ولكن استمرار جائحة كورونا عالميا تسبب في تأجيل النسخة الجديدة من كانون ديسمبر 2020 إلى فبراير المقبل كما تسبب في اعتذار نادي أوكلاند النيوزيلندي عن عدم المشاركة في البطولة بسبب قيود السفر والإجراءات الاحترازية المقررة في بلاده.

وبهذا ، ستنطلق فعاليات البطولة في الرابع من فبراير المقبل بدلا من أول فبراير كما ستستمر حتى 11 من الشهر نفسه حيث احتسبت نتيجة المباراة الافتتاحية للبطولة في الدور الأول لصالح الدحيل القطري على أوكلاند 3 / صفر.

ولكن تأثيرات أزمة "كورونا" على البطولة لا تتوقف عند هذا الحد بالتأكيد حيث تفرض الجائحة إجراءات احترازية ووقائية مشددة وبروتوكول صحي صارم في إطار فقاعة طبية يخضع لها جميع العناصر المشاركة في البطولة من مسؤولين وفرق وإعلاميين للحد من تفشي الإصابات بهذا الفيروس.

ورغم قرار المنظمين في قطر بإلغاء الفعاليات الجماهيرية المصاحبة للبطولة والتي كانت من أبرز ملامح النسخة الماضية حيث مارست الجماهير العديد من الأنشطة المصاحبة للبطولة في كل أنحاء الدوحة ، تأتي مشاركة الأهلي المصري صاحب الشعبية الطاغية والدحيل القطري صاحب الشعبية الكبيرة والمستوى الرائع لتضمن لهذه النسخة النجاح على المستوى الجماهيري.

ويخضع المشجعون لإجراءات وقائية صارمة أيضا في هذه البطولة وإن كانوا لن يخضعوا لنظام الفقاعة الصحية.

ورغم هذا ، لم تكن هذه الإجراءات المشددة حائلا أمام الاستقبال الحافل لفريق الأهلي لدى وصوله إلى الدوحة مساء أمس حيث اصطفت أعداد كبيرة من المشجعين أمام مطار حمد الدولي بالدوحة لاستقبال الفريق في مشهد مميز يعد مؤشرا مهما على نجاح هذه النسخة جماهيريا مثلما هو متوقع أن تحرز نجاحا فنيا كبيرا في ظل مشاركة أكثر من فريق مميز في مقدمتهم بايرن ميونخ الألماني والأهلي والدحيل.

وكان منظمو البطولة أعلنوا أنه سيجرى السماح للجماهير بحضور مباريات البطولة ، لكن بأعداد محدودة.

وقالت فاطمة النعيمي المدير التنفيذي لإدارة الاتصال في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، المسؤولة عن استعدادات قطر لمونديال 2022 : "سيقتصر الحضور في كل استاد على 30 % من سعته".

وتقام منافسات هذه النسخة على اثنين من استادات مونديال 2022 وهما استاد المدينة التعليمية واستاد "أحمد بن علي" في الريان ، ويسع كل منهما 40 ألف مشجع.

وقالت النعيمي إن البطولة ستقام بحضور الجماهير "وفقا لتوجيهات وزارة الصحة العامة القطرية" في ظل جائحة كورونا.

وقال عبد الوهاب المصلح مستشار وزير الصحة القطري ، إنه سيجرى السماح لثلاث مجموعات من المشجعين بحضور المباريات. وأوضح : "المجموعة الأولى من المشجعين ستضم من تناولوا الجرعة الثانية من اللقاح... وذلك دون فحوص."

وأضاف : "تضم المجموعة الثانية من تعرضوا للإصابة بالعدوى بعد أول أكتوبر وتعافوا ويمكنهم أيضا شراء التذاكر دون الخضوع للفحص... وتضم المجموعة الثالثة أولئك الذين يتعين عليهم إجراء مسحة بي.سي.آر قبل 72 ساعة (على الأكثر) من كل مباراة. وفي حال جاءت نتائج الفحوص سلبية ، سيكون بإمكانهم الحصول على التذاكر".

وفي الوقت نفسه ، كشفت النعيمي عن إلغاء فعاليات الجماهير خلال هذه النسخة بسبب تداعيات فيروس كورونا. وقالت النعيمي إن هذه النسخة تختلف عن النسخة السابقة بسبب ظروف جائحة كورونا والتي تتطلب إجراءات احترازية مشددة.

ورغم هذا ، فإن مشاركة الأهلي المصري والدحيل القطري تمنح البطولة فرصة جيدة للنجاح على المستوى الجماهيري إلى جانب النجاح المنتظر تنظيميا وفنيا.

ولم ترحم قرعة البطولة ممثلي الكرة العربية في هذه النسخة حيث أوقعتهما في مواجهة مبكرة سويا بالدور الثاني للبطولة حيث يلتقيان على استاد المدينة التعليمية يوم الخميس المقبل.

ولكن هذه المواجهة المبكرة ستضمن للكرة العربية مقعدا في المربع الذهبي للبطولة كما ستضمن مشاركة أحدهما على الأقل في أربع من المباريات السبعة التي تشهدها هذه النسخة بعد انسحاب أوكلاند.

ومع مشاركة أي منهما في أي مباراة ، سيكون الحضور الجماهيري موجودا بالطبع لأن أحدهما هو الدحيل ممثل البلد المضيف وحامل لقب الدوري القطري إضافة إلى الشعبية الكبيرة التي حظي بها الفريق في السنوات الماضية لكونه ناتجا عن دمج ناديي لخويا والجيش.

كما أن الفريق الآخر هو الأهلي المصري الذي يحظى بشعبية طاغية في الوطن العربي عامة وفي منطقة الخليج بشكل خاص إضافة لكبر حجم الجالية المصرية في قطر وهو ما يعني حضورا كبيرا للجماهير في هذه المباريات وكذلك في مباريات أخرى لمشاهدة بايرن ميونخ الألماني بطل أوروبا والذي يحظى بشعبية كبيرة أيضا في الخليج كما أن الفريق دأب على إقامة معسكره الشتوي في الدوحة لسنوات مضت.

وكانت رابطة جماهير الأهلي في قطر وضعت خطة وبرنامج لاستقبال بعثة الفريق رغم عد إمكانية تواجد الجماهير داخل المطار نفسه لاستقبال الجماهير بسبب تطبيق نظام الفقاعة الصحية للحد من انتشار فيروس كورونا، ولا حتى حضور التدريبات أو زيارة مقر الإقامة.

ووضعت الرابطة ، بعد الحصول على موافقة اللجنة المنظمة للبطولة والجهات المعنية ، برنامج استقبال جديد يركز على تخصيص عدد من النقاط بطول الطريق المؤدي من المطار إلى مقر إقامة الفريق ، وعلى كورنيش الدوحة ، وضمت كل نقطة عددا من المشجعين الذين يطبقون الإجراءات الاحترازية، ويرفعون لافتات ترحيبية بالفريق بشكل يؤكد على حجم وشعبية الأهلي.

وقال المستشار حسام أبو العلا رئيس الرابطة في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "عقدنا عدة اجتماعات طوال الفترة الماضية لكوادر الرابطة في حضور عدد كبير من المشجعين للتجهيز لهذا اليوم الاستثنائي... قمنا بالتنسيق مع اللجنة المحلية المنظمة، لوضع خطة خاصة لاستقبال نجوم الأهلي بأفضل صورة ممكنة يستطيع جمهور الأهلي من خلالها توصيل رسالة للاعبين بأن لديهم جماهير ضخمة تدعمهم بقوة لتحقيق أفضل النتائج وتشريف الأهلي والكرة المصرية".

وأضاف : "أكدنا على جميع المشاركين في الاستقبال بضرورة الالتزام بكل الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، ونعمل يدا بيد لتنجح قطر في تنظيم مميز للحدث كما عودت الجميع، ونأمل إن شاء الله أن يتمكن الأهلي من تقديم مستوى مميز لإسعاده جماهيره ومحبيه".

وأشار أبو العلا إلى أن جماهير الأهلي في الدوحة ضعف الـ61 ألف أعضاء الرابطة، مؤكدا أن هذا الرقم في حد ذاته يعد تأكيدا واضحا على شعبية الأهلي الضخمة في الخليج.

وقال إن مشجعي الأهلي ليسوا من أفراد الجالية المصرية فقط، ولكن أيضا من الجنسيات الأخرى، مؤكدا أن هناك أعضاء غير مصريين مشتركين في الرابطة كذلك.

تم نسخ الرابط