التساؤلات حول أولمبياد طوكيو تتواصل في ظل استمرار أزمة كورونا
رغم تأكيد الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من جديد على إقامة أولمبياد طوكيو في موعده الجديد المقرر هذا العام، لا تزال الشكوك والتساؤلات تحوم حول إمكانية وكيفية إقامة الدورة في ظل استمرار أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19.
وأكد توماس باخ أمس الأربعاء أن جميع المعنيين بأولمبياد طوكيو ملتزمون بإقامة الدورة الأولمبية التي تقرر إقامتها في الصيف المقبل، وذلك بعد تأجيلها في العام الماضي بسبب أزمة كورونا.
ونفى باخ كل الشائعات التي تحوم حول إلغاء أولمبياد طوكيو لكن التساؤلات لا تزال قائمة بشأن إمكانية إقامة الدورة في ظل الظروف الراهنة، وفيما يلي أبرز هذه التساؤلات:
ما الذي يبدو عائقا أمام إقامة أولمبياد طوكيو؟
ارتفع عدد حالات الإصابة بعدوى كورونا بشكل خطير في اليابان وغيرها من الدول، ويبدو أن المتغيرات المتعلقة بقوة انتشار العدوى ضاعفت المخاوف من تفاقم الأزمة.
وقد أُعلنت حالة الطوارئ في طوكيو ولا يسمح حاليا بدخول الأجانب إلى اليابان، ومن المتوقع تأجيل اختبارات في السباحة الإيقاعية كانت مقررة في مارس المقبل.
كذلك يحوم الشكوك لدى الشعب الياباني، حيث أن نحو 80 % من اليابانيين يتوقعون إما الإلغاء أو التأجيل مجددا، حسب ما أظهره آخر استطلاع رأي أجرته وكالة الأنباء اليابانية (كيودو).
ولا يمكن لأحد ضمان تحسن الوضح بحيث لا تتحول الدورة الأولمبية التي تشهد مشاركة أكثر من عشرة ألاف رياضي إلى جانب الألاف من الإداريين وممثلي وسائل الإعلام وغيرهم من الزوار، إلى حدث يشهد انتشارا فائقا للعدوى.
ماذا يمنح الأمل للمنظمين ؟
تتوقع اللجنة المنظمة للأولمبياد في اليابان وكذلك اللجنة الأولمبية الدولية أن يتناول العديد من المشاركين لقاح فيروس كورونا بحلول الصيف المقبل.
وقد أصبح العلماء الآن يتمتعون بدراية بالفيروس الآن أكثر بكثير من التي كانت لديهم في مارس الماضي عندما تقرر تأجيل الأولمبياد.
كذلك جرى تنظيم فعاليات رياضية مختلفة مع تطبيق معايير وقائية صارمة، وهو ما قد يساعد منظمي أولمبياد طوكيو.
كذلك يحتمل أن تشهد الأشهر الستة المقبلة تراجعا في معدلات الإصابة، وذلك مع قدوم فصل الصيف، مثلما حدث في العام الماضي.
ما الذي سيواجهه الرياضيون؟
تعتزم اللجنة الأولمبية الدولية نشر دليل مفصل في الأسبوع المقبل يوضح كيفية إقامة الألعاب بشكل آمن بالنسبة للرياضيين والإداريين والمتطوعين وكذلك ممثلي وسائل الإعلام.
سيكون على كل فرد عزل نفسه، وكذلك تقديم نتائج فحص سلبية تؤكد خلوه من العدوى قبل دخوله اليابان.
ويُفترض أنه لن يُسمح للرياضيين بدخول القرية الأولمبية سوى قبل خمسة ايام من المنافسة، وستكون المغادرة بعد يومين على الأكثر من نهاية مشوار الرياضي في المنافسات.
سيجرى بصرامة تطبيق قواعد النظافة والتباعد الاجتماعي، وسيكون ارتداء الكمامة خارج المنافسات والتدريبات إلزاميا، كما ستجرى فحوص كورونا بشكل متكرر مع توفير نقاط طبية خاصة بذلك في القرية الأولمبية.
هل سيكون التطعيم باللقاح إلزاميا ؟
كرر توماس باخ أمس الأربعاء التأكيد على أن اللقاح ليس الشيء الذي سيحل جميع المشكلات، وأن أيا من اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة المنظمة للأولمبياد في اليابان، لن تجعل التطعيم إلزاميا.
وأضاف باخ أن اللجنتين تطالبان الرياضيين وغيرهم بتناول اللقاح :"ليس فقط من أجل أنفسهم وإنما تضامنا مع الشعب الياباني وجميع المشاركين في الأولمبياد".
وقال مسؤولون أيضا في عدة مناسبات إن الرياضة لا تشهد رغبة في أن يكون لها الأولوية فيما يتعلق بالتطعيم، لكن اللجنة الأولمبية الدولية طالبت جميع اللجان الأولمبية الوطنية الــ206 الأعضاء بها بإجراء محادثات مع الحكومات بشأن اللقاح.
هل سيُسمح للجماهير بحضور المنافسات ؟
قال ريتشارد باوند العضو المخضرم في اللجنة الأولمبية الدولية إنه :"من الجيد أن تحضر الجماهير لكنه ليس أمرا ضروريا"، كما قال سيبستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى إن الجميع يتقبل عدم حضور الجماهير عندما يكون هذا هو السبيل لإقامة المنافسات.
وكانت اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو قد أعلنت في ديسمبر الماضي أنه ترغب في توافد المشجعين الأجانب إلى اليابان، لكن مع ارتداء الكمامات وإلزامهم بتحميل تطبيق للهاتف خاص بتتبع الاختلاط والكشف عن تفاصيل بشأن الحالة الصحية.
ومن المتوقع اتخاذ القرار النهائي بشأن الحضور الجماهيري، بحلول الربيع.
وقال باخ في وقت سابق إن إقامة المنافسات بدون حضور جماهير "هو أمر بالطبع لا نرغب فيه"، مضيفا :"نحن نعمل على إيجاد حل يضمن السلامة الصحية من ناحية ويعكس الروح الأولمبية من ناحية أخرى."
كيف يتعامل الرياضيون مع حالة الضبابية؟
قال باخ :"نعرف مدى شغف الرياضيين الأولمبيين. ونعرف أنهم سيتحلون بالمرونة الكافية للتكيف مع هذا الوضع."
وقال لاعب التجديف الألماني أوليفر زايدلر،في المقابل، إنها دورة ألعاب ستعتمد على الحالة النفسية.
ويعيش الكثير من الرياضيين الأولمبيين مخاوف بشأن مستوياتهم في ظل إلغاء العديد من المنافسات وكذلك صعوبة إجراء التدريبات في ظل القيود الصارمة المفروضة بسبب وباء كورونا.
ولا يزال الكثيرون ينتظرون خوض تصفيات مؤهلة للأولمبياد، قد تقام في ظل ظروف صعبة أو ظروف غير عادلة.
ومع ذلك، لا تزال المشاركة في الدورة الأولمبية تشكل حافزا كبيرا أو "مصدرا قويا للطاقة"، حسب ما قاله يوهانس هيربر المدير الإداري لتحالف الرياضيين الألمان.
ماذا سيحدث إذا أُلغيت الدورة الأولمبية ؟
سُيحرم العديد من الرياضيين مما قد يعد فرصة فريدة، كما ستهدر جهود في التدريبات دامت لأعوام.
وقال ألفونس هورمان رئيس الاتحاد الألماني للرياضات الأولمبية إن الأسوأ من ذلك سيتمثل في "العواقب المالية في كل جوانب الرياضة العالمية".
ويتمثل المصدر الرئيسي لدخل اللجنة الأولمبية الدولية في بيع حقوق بث الأولمبياد، وهو ما يبلغ ثلاثة مليارات دولار بالنسبة لأولمبياد طوكيو.
كذلك سيجرى فقدان عائدات الرعاية وبالتالي كل الأموال التي تتولى اللجنة الأولمبية الدولية توزيعها على الاتحادات الرياضية واللجان الأولمبية الوطنية.