استئناف المحادثات التركية اليونانية بعد توقف 5 سنوات
تستأنف تركيا المحادثات الاستكشافية مع اليونان، غدًا الاثنين، بعد توقف دام خمس سنوات، وقال دبلوماسيون لوكالة «رويترز»، إن إعادة بناء الثقة بين البلدين تحتاج إلى بذل جهود صعبة، وأن الأيام المقبلة قد تشهد زيارة وشيكة لقادة الاتحاد الأوروبي إلى تركيا.
وأعرب منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن تفاؤل حذر قبل المحادثات، وقال لـ«رويترز»، إنه يرى أنها فرصة جيدة، لكن أنقرة بحاجة إلى التخلي عن خط المواجهة والسعي إلى الحوار. فيما قال الرئيس رجب طيب أردوغان، لسفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة، مطلع الشهر الجاري، إنه مستعد لتحسين العلاقات.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين قولهم إن تركيا تحتاج أكثر من تغيير في اللهجة، وأن عليها سحب سفينة المسح من المياه المتنازع عليها لإسكات دعوات بعض دول الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على أنقرة، التي سيناقشها قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة مارس المقبل.
وقال أحد الدبلوماسيين في بروكسل، «لا أرى أي مصالحة كبيرة لإبعادنا عن المسار الذي نسير فيه، سيستغرق الأمر بادرة مهمة من تركيا»، مضيفًا أنه «لا يوجد سبب يدعو للتفاؤل».
وأوضح الدبلوماسي التركي السابق ورئيس مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية بإسطنبول، سنان أولجن «أن مدى قدرة تركيا على تلبية توقعاتها من الاتحاد الأوروبي دون اتخاذ أي خطوات إصلاح أمر مشكوك فيه».
وأشارت الوكالة إلى أن علاقات تركيا مع أوروبا قد تعتمد جزئيًا على مدى قدرة أنقرة على حل الخلافات مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على تركيا الشهر الماضي بسبب شرائها أنظمة دفاع روسية.
وقبل يوم واحد من تنصيب الرئيس جو بايدن، قال وزير الخارجية الجديد أنتوني بلينكين، إن واشنطن ستراجع ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من العقوبات، واتهم تركيا، الشريكة في الناتو، بعدم التصرف كحليف.
وقال الدبلوماسي التركي أولجن، إن الاتحاد الأوروبي قال في قمة في ديسمبر، إنه سينسق رده على تركيا مع الولايات المتحدة، مما يعني أن علاقات أنقرة مع واشنطن ستكون «عاملًا حاسمًا في علاقات تركيا مع الغرب ككل».
من جانبها استبعدت اليونان مناقشة قضايا أخرى أثارتها تركيا، بما في ذلك نزع السلاح من جزر شرق بحر إيجة، قائلة إن هذه مسألة تتعلق بالحقوق السيادية.
وتعمل تركيا أيضًا على وضع خارطة طريق لتطبيع العلاقات مع فرنسا الشريكة في الناتو. وذلك بعد انتقادات وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتدخل العسكري التركي في ليبيا، وتحديها للمطالبات البحرية اليونانية والقبرصية.
وذكرت رويترز أن تركيا قد عينت مبعوثًا جديدًا إلى باريس، وهو زميل جامعي سابق لماكرون. لكن مصدرًا دبلوماسيًا فرنسيًا قال إنه من السابق لأوانه اعتبار أن تركيا غيرت أساليبها. وقال المصدر إن باريس ستعمل مع شركائها بشأن عقوبات محتملة إلى أن تقابل كلمات تركيا بإجراءات ملموسة.