صفقات ترامب.. كيف يري بايدن اتفاقات التطبيع بين العرب وإسرائيل ؟
كشفت مايا كارلين المحللة بمركز سياسة الأمن في واشنطن، أن لدى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن فرصة للاستفادة من نجاحات التحولات الأخيرة في الشرق الأوسط، بما في ذلك تحسن العلاقات العربية-الإسرائيلية واتفاق التضامن الخليجي.
وذكرت كارلين في تقرير نشرته مجلة ذا ناشونال انتريست الأمريكية، أن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت في 15 يناير الجاري أنها سوف تجعل إسرائيل ضمن الدول التي تشملها مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية لأول مرة، مما يعد عرفانا بالتقارب الأخير الذي توسط فيه الرئيس السابق دونالد ترامب بين إسرائيل وجيرانها العرب.
وأشار البنتاجون إلى أن تحويل إسرائيل من القيادة الأوروبية إلى القيادة المركزية يعد "دلالة على الظروف السياسية المتغيرة في الشرق الأوسط".
وهذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى تعزيز التعاون ضد إيران، التي تعتبرها الولايات المتحدة وإسرائيل، وبعض الدول العربية تهديدا أمنيا رئيسيا للمنطقة.
والقيادة المركزية، التي تعتبر إحدى القيادات القتالية الموحدة الإحدى عشرة تحت رئاسة وزارة الدفاع الأمريكية، تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.
ومنذ تأسيس هذه القيادة عام 1983، ظلت إسرائيل تحت القيادة الأوروبية بسبب التوترات الإقليمية بين إسرائيل والدول المجاورة لها، وفي الوقت الذي بدأ فيه عمل القيادة المركزية، لم تكن الدول العربية تعترف فيه بإسرائيل ككيان يتمتع بالسيادة، وأتاح هذا الترتيب للولايات المتحدة إجراء تدريبات وعمليات متعددة الأطراف بدون اعتراض من جانب الدول المشاركة.
ويعكس قرار البنتاجون بضم إسرائيل للقيادة المركزية علاقات إسرائيل التي تشهد تطبيعا بصورة متزايدة مع الدول العربية المجاورة نتيجة لاتفاقات أبراهام، حيث أدت سلسلة اتفاقات السلام التاريخية بوساطة إدارة ترامب في سبتمبر العام الماضي إلى تطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والسودان، والمغرب.
وذكر البنتاجون في بيان له أن "تخفيف التوترات بين إسرائيل وجيرانها العرب نتيجة لاتفافات أبراهام وفر فرصة استراتيجية للولايات المتحدة لحشد الشركاء الرئيسيين ضد التهديدات المشتركة في الشرق الأوسط".
وتقول كارلين إنه على الرغم من أن التكامل الاقتصادي والسلام الإقليمي من الركائز الأساسية لاتفاقات أبراهام، من المؤكد أن المخاوف المشتركة كانت هي الأساس، وقد تعهد الرئيس جو بايدن بأن يعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران الذي توصلت إليه إدارة الرئيس الأسبق أوباما عام 2015 ، ولكن في أعقاب تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، لا يمكن اعتبار هذا النهج هو أفضل مسار للعمل.
ففي خلال العامين الماضيين، استعرضت إيران قدراتها بالنسبة للصواريخ الباليستية وتطوير أنظمة إيصال الأسلحة المتقدمة. وعلى سبيل المثال، استخدمت إيران صواريخ كروز والطائرات المسيرة لمهاجمة منشآت النفط السعودية في سبتمبر عام 2019.
ويوضح التصعيد البارز في الأساليب الإيرانية أن النظام الإيراني أكثر ثقة واستعدادا لاستخدام ترسانة أسلحته في النزاعات الإقليمية.
وجدير بالذكر أن الاتفاق النووي لعام 2015 لم يتطرق إلى تطوير أنظمة إيصال الأسلحة المتقدمة، بالإضافة إلى ذلك، ليس من المرجح أن توافق إيران على التخلص من مخزون اليورانيوم المخصب الذي استطاعت تجميعه بسرعة في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018.
وتؤكد كارلين أن لدى الرئيس بايدن خيار أفضل لتحقيق تقدم حقيقي في الشرق الأوسط، إذ يتعين على فريق بايدن الاستفادة من نجاح اتفاقات أبراهام لتوسيع نطاق زخم السلام في المنطقة، ويمكن لإدارته أن تستغل التحالف المتزايد بين إسرائيل ودول الخليج لممارسة الضغط على إيران وردعها من استئناف تعزيز ترسانتها النووية.
وفي مطلع هذا الشهر، وقعت دول الخليج" اتفاق تضامن"، بوساطة الولايات المتحدة والكويت، يعزز من تحالفها الإقليمي، وقد أعلنت إسرائيل والإمارات، والبحرين معارضتها لعودة انضمام الولايات المتحدة للاتفاق النووي لعام 2015 مع طهران.
واختتمت كارلين تقريرها بأن ضم إسرائيل إلى القيادة المركزية الأمريكية هو مجرد أحدث نتاج لاتفاقات أبراهام، وإذا ما تمسك الرئيس بايدن بالزخم الذي أسفرت عنه اتفاقات أبراهام واستفاد من هذه العلاقات الجديدة التي تشكل هذا التحالف الذي جرى تكوينه حديثا في الشرق الأوسط، ستكون لدى إدارته فرصة المساعدة في تحقيق الاستقرار طويل المدى في الشرق الأوسط.