الرئيس السادات منع تصويره.. والبابا شنودة وافق على عرضه.. وتسبب في طرد رشدي أباظة من مصر.. حقائق صادمة عن فيلم ”الراهب” الممنوع من العرض
تعتبر شخصية "الراهب" من أهم الشخصيات الدينية التي تراود نجوم السينما المصرية فهي شخصية هامة في الديانة المسيحية وينتظر المشاهدين بفارغ الصبر أي فيلم سينمائي يكشف عن كواليس حياة "الراهب" الذي إعتزل العالم ليحيا بمفرده من غير زوجة وأولاد بعيداً عن المجتمع والإنعزال عن المجتمع البشري.
حققت النجمة هند رستم نجاحاً كبيراً بعد عرض فيلمها "الراهبة" بدور العرض السينمائي عام 1965، ويعتبر العمل أول فيلم مصري يجسد حياة الراهبات داخل الأديرة المصرية، وتم تصويره في لبنان وأشرف على تصوير المشاهد من داخل الأديرة والكنائس عدد من رجال الدين المسيحي.
وقصة فيلم "الراهبة" كانت حول هدى "هند رستم" الفتاة التي تتعرف على عادل "إيهاب نافع" المرشد السياحي في لبنان وتقع في غرامه بينما هو يحب أختها وعندما يتقدم للزواج من أختها تصدم وتترك حياتها الطبيعية وتعمل في ملهى ليلي.
وشارك في بطولة "الراهبة" كبار نجوم السينما المصرية منهم هند رستم وإيهاب نافع وشمس البارودي وعماد حمدي ويوسف شعبان وسهير الباروني وسمير صبري وميمي شكيب، وإخراج حسن الإمام.
ولم يتطرق نهائياً المنتجين إلى شخصية "الراهب" الرجل سواء في السينما العربية أو المصرية، ورشح المخرج حسن الإمام النجم رشدي أباظة لتجسيد دور الراهب وبالفعل تم تصوير عدد من مشاهد الفيلم بعد موافقة البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الفترة ما بين 1959 إلى 1971.
بدأ رشدي أباظة تحقيق أبرز أحلامه في السينما من خلال تصويره فيلم "الراهب" وعلى الرغم من أن العمل واجه العديد من الأزمات الانتاجية إلا أن "أباظة" قرر تحمل تكلفة الإنتاج لإستكمال تصويره.
رحل البابا كيرلس السادس قبل إستكمال العمل، لذلك قرر صناع فيلم "الراهب" الذهاب إلى البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية لإبداء رأيه وموافقته عن العمل ولم يتردد عن قصة الفيلم ورحب بتقديمها على الفور.
قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات منع عرض فيلم "الراهب" نهائياً وتهديد جميع أبطاله وعلى رأسهم النجم رشدي أباظة بالطرد خارج مصر لو تم الشروع في العمل وذلك بعد "حادث الخانكة" الشهير وهي أول فتنة طائفية في عهد البابا شنودة الثالث والسادات.
وبدأت "حادثة الخانكة" من تجليس البابا شنودة الثالث على كرسي مارمرقس الرسولي، وكان السبب في الواقعة الشهيرة بعد حريق جمعية الكتاب المقدس في منطقة الخانكة على خلفية أداء بعض المسيحيين الشعائر الدينية بها تمهيداً لتحويلها إلى كنيسة، رغم حصولها على ترخيص لذلك الغرض.
بدأ الصدام بين السادات والبابا شنودة بعد إصدار البابا أوامره بتنظيم مسيرة من القساوسة ضمت قرابة ألف كاهن وهو ما تسبب في إشعال الفتنة الطائفية في المجتمع المصري، كما خرجت مسيرة مضادة من المسلمين في اليوم التالي من مسجد السلطان الأشرف ومنذ هذه اللحظة قرر "السادات" منع فيلم "الراهب" للنجم رشدي أباظة لدرجة تم تهديده بالإعتقال والنفي خارج البلاد، وحتى وقتنا الحالي لم يخرج العمل إلى النور.