”مدرسة المشاغبين”.. حكاية ”أسطورة الضحك ” التي لم يتبق منها سوي الزعيم
تعد مسرحية مدرسة المشاغبين من أهم المسرحيات الكوميدية لنجوم الزمن الجميل تم عرض المسرحية لسنوات طويلة في العديد من الدول العربية.
دارت أحداث المسرحية حول مجموعة من الطلاب المشاغبين في إحدى المدارس الثانوية بزعامة بهجت الأباصيري، والذين يتسببون في العديد من المشاكل لمدرسي المدرسة جراء استهتارهم، مما يدفع ناظر المدرسة للبحث عن مدرس جديد، وتقوم اﻹدارة التعليمية بارسال الآنسة عفت التي تحاول أن تتبنى منهجًا مختلفًا في التعامل مع أولئك الطلبة المشاغبين، وتم إنتاج المسرحية في 24 أكتوبر من عام 1973.
واليوم رحل مشاغب جديد من المدرسة وهو الفنان هادي الجيار متأثرًا بفيروس كورونا، وذلك بعد رحيل الكثير منهم
ومن الأبطال الذين رحلوا من هذه المدرسة
الفنان أحمد زكي والذي قام بشخصية أحمد الطالب الهادي في هذه المدرسة وتوفي في 27 مارس 2005 بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، وكان لم ينتهي من استكمال باقي تصوير فيلم حليم الّذي كان آخر أفلامه، وتمّ عرض الفيلم بعد وفاته عام 2006.
ولد أحمد زكي في مدينة الزقازيق، وكان الابن الوحيد لأبيه الذي توفي بعد ولادته، تزوجت أمه بعد وفاة زوجها، فربّاه جده، حصل على الإعدادية ثم دخل المدرسة الصناعية، حيث شجعه ناظر المدرسة الذي كان يحب المسرح، وفي حفل المدرسة تمت دعوة مجموعة من الفنانين من القاهرة، وقابلوه، ونصحوه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وأثناء دراسته بالمعهد، عمل في مسرحية "هالوا شلبي".
تخرج من المعهد عام 1973، وكان الأول على دفعته، عمل في المسرح في أعمال ناجحة جماهيرياً مثل "مدرسة المشاغبين"، "أولادنا في لندن" و"العيال كبرت"، وفي التلفاز لمع في مسلسل "الأيام" ومسلسل "هو وهي"، وفيلم "أنا لا أكذب ولكني أتجمل"، وغيرها العديد من الأفلام التي حصل منها على جوائز عديدة. تزوج من الممثلة الراحلة هالة فؤاد، وأنجب منها ابنه الوحيد هيثم.
أما المشاغب الثاني وهو مرسي الزناتي والذي جسد شخصيته الفنان سعيد صالح وتوفي في صباح يوم الجمعة الأول من أغسطس 2014 إثر أزمة قلبية حادة، وتم دفنه في مسقط رأسه بقرية مجيريا بالمنوفية.
ولد سعيد صالح في 31 يوليو 1940 بقرية "مجيريا" مركز أشمون بمحافظة المنوفية، حصل على ليسانس الآداب عام 1960، عمل في مسرح التلفزيون وقدم العديد من العروض المسرحية، اشتهر بخروجه عن النص في الكثير من مسرحياته.
والمشاغب الثالث أبن الناظر منصور عبد المعطي والذي جسد شخصيته الفنان يونس شلبي والذي رحل بشكل مآساوي في 12 نوفمبر 2007م بأزمة تنفسية حادة، وكان قد أجرى أكثر من عملية لزراعة شرايين في ساقه وأخرى جراحة قلب مفتوح وكان الأطباء قد أجروا تغيير ثلاثة شرايين في القلب حتي توفي ودفن في مقابر العيسوي بالمنصورة في مصر.
كانت رحلة علاج يونس شلبي قد بدأت في السعودية حيث أجرى جراحة في القلب وقد أجريت الجراحة بنجاح، إلا أنه ما لبث أن تعرض لظروف صحية صعبة وزاد من متاعب الفنان ارتفاع نسبة السكر في الدم.
ولد يونس في 30 مايو 1941 وقدم شخصية الفتى الأهوج غير الناضج عقلياً في كثير من مسرحياته ومنها "العيال كبرت" و"مدرسة المشاغبين" و"حاول تفهم يا زكي"، وشارك يونس بأدوار صغيرة في نحو 77 فيلماً سينمائياً وقام ببطولة عدد قليل من الأفلام التي يعتبرها سينمائيون ذات طابع تجاري قليل القيمة فنياً ومنها (العسكري شبراوي) و(ريا وسكينة) و(مغاوري في الكلية) و(سفاح كرموز) و(الشاويش حسن) و(عليش دخل الجيش) و(رجل في سجن النساء).
لكن أدواره الأكثر أهمية في رأي النقاد كانت في أفلام قام ببطولتها آخرون ومنها (الكرنك) و(شفيقة ومتولي) للمخرج علي بدرخان و(إحنا بتوع الاتوبيس) للمخرج الراحل حسين كمال. كان آخر أدواره في فيلم (أمير الظلام) عام 2002.
كما شارك في أكثر من 20 مسلسلاً تلفزيونياً منها (عيون) و(الستات ما يعملوش كده) و(أنا اللي أستاهل) إضافة إلى (بوجي وطمطم) وهو مسلسل للأطفال قدم على مدى سنوات في شهر رمضان، وقل نشاطه الفني بسبب المرض وذلك لحين وفاته في 12 نوفمبر 2007 عن 66 عاماً.
والمشاغب الأخير هو بهجت الأباصيري وهو علي قيد الحياة ويعطي الفن بكامل قوته حتي آخر وقت في حياته، حيث أنه قدم عمل درامي خلال رمضان الماضي وهو مسلسل "فلانتينو"، ولد في عام 1940 في قرية شها مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية في مصر، وتخرج من كلية الزراعة بجامعة القاهرة، بدأ حياته الفنية على مسرح الجامعة ومنها إلى عمل السينما وكانت بدايته عام 1962 بأدوار صغيرة ولكن بدأت شهرته في منتصف سبعينات القرن العشرين وذلك من خلال أدواره الكوميدية الممزوجة بالطابع السياسي، وأدى أكثر من مائة فيلم خلال فترة وأخرى، تحظى بعض أعماله السينمائية والتلفزيونية بالجرأة وتثير ضجة وجدلاً لنقاشه لقضايا اجتماعية وسياسية ودينية مهمة مثل الأزمات العربية مع إسرائيل والدنمارك.