دبلوماسيون يطالبون بومبيو بالتنديد بترامب
يبدو أن أسهم الانتقادات التي طالت الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، عقب اقتحام الكابيتول، بطريقها نحو التحول لتنديد رسمي.
دبلوماسيون أمريكيون دعوا وزير الخارجية مايك بومبيو للتنديد بدور ترامب في محاولة التمرد العنيفة بمبنى الكابيتول، الأربعاء.
وذكرت شبكة "سي إن إن" المحلية أن موظفي الوزارة أعدوا مذكرة تقول إنه "يجب على وزارة الخارجية أن تشجب صراحة دور الرئيس ترامب في هذا الهجوم العنيف ضد الحكومة الأمريكية"، و"يجب أيضًا أن يذكر ترامب بالاسم".
دعوة تستبطن ما تقوم به واشنطن عادة حين تندد بـ"القادة الأجانب الذين يستخدمون العنف والترهيب للتدخل في العمليات الديمقراطية السلمية وتجاوز إرادة الناخبين"، بحسب الشبكة الأمريكية.
ووفق المذكرة التي قالت الشبكة إنها حصلت على نسخة منها، فإنه "من المهم أن ننقل للعالم أن في نظامنا، لا أحد، ولا حتى الرئيس، فوق القانون أو محصن ضد النقد العام".واعتبرت الشبكة أن الوثيقة التي سيتم إرسالها قريبا إلى بومبيو، بمثابة توبيخ استثنائي لترامب من دبلوماسيين وظيفتهم العمل ممثلين شخصيين عن الرئيس بالخارج.
ولم ينتقد بومبيو، المعروف بطموحاته السياسية، الرئيس ترامب علانية أبدًا، وانتظر حتى الخميس لتوجيه الدبلوماسيين بتأكيد فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.
وأرسلت المذكرة عبر "قناة المعارضة" التابعة للخارجية الأمريكية، وهي عبارة عن آلية لمسؤولي الوزارة لتقديم وجهات نظر بديلة بشأن السياسة الخارجية دون خوف من الانتقام.
وتأسست الآلية في الستينيات خلال حرب فيتنام لضمان قدرة القيادة العليا بالوزارة على الحصول على وجهات نظر بديلة بشأن الحرب.
ووقع نحو مائة دبلوماسي أمريكي على الوثيقة التي حفز صدورها الغضب من عدم وجود رد صارم على العنف، سواء من الوزير أو مسؤولي الخارجية.
وفي وقت سابق، قدمت وزارة الخارجية توجيهات إرشادية للسفارات بشأن كيفية مناقشة الهجوم العنيف على الكابيتول، لكن دون ذكر دور ترامب في إثارة الأحداث، مما أغضب الدبلوماسيين الذين رأوا صلة مباشرة له بالمسألة.
وورد بالمذكرة أنه "بعد شهور من الترويج لمزاعم لا أساس لها عن تزوير الأصوات، التي رفضها القضاء في عشرات القضايا، حث الرئيس دونالد ترامب أنصاره، بعضهم مسلحين، على اقتحام الكابيتول الأمريكي بينما كان الكونجرس يصدق على نتائج انتخابات رئاسية حرة ونزيهة."
وأضافت المذكرة: "أدى تحريضه إلى شغب عنيف داخل الكابيتول الأمريكي، وسقوط خمس قتلى، وإصابات لا تحصى، ودمار وتخريب ممتلكات حكومية، وضرر لا يمكن حصره بنظامنا الديمقراطي وصورتنا بالخارج."
وأشارت إلى أنه "لعب دورًا أساسيًا في كسر سلسلة استمرت 220 عامًا من الانتقال السلمي للسلطة بين الأطراف السياسية خلال الانتخابات الأمريكية."
وسبق أن كشفت شبكة "إن.بي.سي" الأمريكية، الجمعة، عن مسودة مساءلة الرئيس ترامب بشأن اقتحام أنصاره للكونجرس، تتضمن "تورطه في جرائم كبرى بتحريضه على تمرد، كما أنه عرض الأمن الأمريكي ومؤسسات الحكومة إلى خطر كبير".
وأضافت أن المسودة تشير إلى أنه "أدلى عمدا بتصريحات شجعت على عمل مخالف للقانون بمبنى الكونجرس".
ولفتت المسودة، بحسب الشبكة، إلى أن "ترامب أظهر أنه سيظل تهديدا إذا سُمح له بالبقاء في المنصب".