أم كلثوم أجبرتها علي الزواج.. عبد الوهاب أشاد بصوتها.. السادات أطلق عليها ”مطربة الثورة”.. حكايات شهر زاد
تحل اليوم ذكري ميلاد المطربة شهر زاد ..كانت صاحبة حنجرة ذهبية وصوت من أجمل الأصوات وا نافست أم كلثوم ولها قصة مع زكي طليمات، وقدمت العديد من الأوبريتات ومنها "العشرة الطيبة" و"ألف ليلة وليلة"، و"يا ليل يا عين".
ولدت في الحلمية الجديدة بالقاهرة في 8 يناير 1933، وأسمها الحقيقى شفيقة محمد السيد تلقت دراستها في مدرسة الحلمية وبدأت الغناء في الإذاعة عام 1952 بأغنية "أول ماجيت في الميعاد" ألحان رياض السنباطى.
وأسند إليها زكى طليمات دور "ست الدار" في اوبريت سيد درويش "العشرة الطيبة" والذي قام ببطولته عبد الغنى السيد على المسرح عام 1947م، تعلمت العزف على العود على يد زوجها عازف التشيللو محمود رمزي.
وفي أوائل الستينيات بدأت في تقديم حفلات شهرية بمسارح حديقة الأزبكية والجمهورية ودور السينما، فقدمت أوبريت "العشرة الطيبة" بالأوبرا لمدة ثلاثة أشهر وقدمت أيضا ألف ليلة وليلة، ويا ليل يا عين، وفي ظل الورد، في القلب هنا، ساعة واحدة يا حبيبي، أحب اسمك، يا ناسينى، غيرك أنت ماليش، عسل وسكر، المنديل، كدابين، أفكر فيه وينساني، أنت احلويت.
أشاد بها مطربو جيلها مثل الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب الذي وصفها بأنها صوت من عمق مصر وقال عنها الموسيقار محمد الشريف إنها تحفة في متحف وكانت الإشادة الأقوى من كوكب الشرق أم كلثوم حينما قالت عنها أن شهرزاد هي المطربة الوحيدة من بعدي التي تستطيع أن تقف على المسرح وتغني لساعات.
اشتركت شهرزاد فى بطولة عدد كبير من الأفلام السينمائية منها "أمير الدهاء" و"الهوى غدار" و"أمير الانتقام" و"زينب" و"عاشت فى الظلام" و"ابن البلد" و"الأحدب"، وتم تكريمها من أكاديمية الفنون عن مشوارها الفنى المتميز كرائدة من رواد الفن الجميل فى شهر يونيو عام 2007، وكانت شهرزاد تعيش بمفردها فى شقتها بالعجوزة على النيل.
وكان يتردد عليها دائما ابنها يسرى، وأحفادها منهم المخرجة هبة يسرى التى قدمت عنها فيلما وثائقيا بعنوان "ستو زادة"، حيث كانت الحفيدة المقربة من جدتها وتعلمت منها الكثير، لذلك عندما كبرت هبة ودرست الفن قررت أن تصنع فيلما عن جدتها العظيمة، تروى عنها وعن مشوارها وكفاحها، وترصد من خلال رحلتها وضع المرأة وعلاقتها بالرجل، وكيف كانت تلك العلاقة شديدة التحضر، ولكن للأسف حالة التردى المجتمعى انعكست على شكل هذه العلاقة فى الوقت الحاضر.. لذلك جاء فيلم هبة"ستو زاد" شديد التميز والممتعة ويحمل دفئا إنسانيا وانفعاليا، حيث تروى هبة من خلال الفيلم علاقتها المميزة والفاعلة فى حياتها مع جدتها المطربة صاحبة الصوت القوى والمميز"شهر زاد".
كانت شهر زاد تحلم أن تغني ذات يوم من الحان رياض السنباطي وتلتقي بأم كلثوم ولو لمصافحتها على الأقل،
واثناء التحاقها بالدراسة في معهد الموسيقى العربية، تصادف ذات يوم وجود الموسيقار رياض السنباطي في ساحة المعهد، واعترضت شهرزاد طريقه وبجرأة بالغة طلبت منه ان يستمع لصوتها، بكل تواضع استجاب لطلبها واستمع لغنائها للنهاية، لم يجاملها في التعبير عن اعجابه بصوتها ووعدهابأن يلحن لها بعد ان تكبر في السن قليلاً، في تلك الفتره واثناء دراستها في المعهد تعرفت على عازف «التشيللو» في فرقة ام كلثوم «محمود رمزي» فطلبت منه ان ترافقه لحضور بروفة غنائية لأم كلثوم، علّها تحقق حلمها ولو بمصافحة سيدة الغناء العربي، اصطحبها رمزي معه وبعد نهاية البروفة قدمها لام كلثوم معرفاً عليها بأنها من عشاق صوتها، وبعفوية وخفة دم ام كلثوم المعهوده بادرته قائلة: «طيب ما تتجوزهاش ليه..؟!» ومع صمت «محمود رمزي» عن الاجابة تابعت ام كلثوم كلامها «دي بنت حلوه وبنت ناس.. ما تفوتهاش منك».. وافق رمزي بشرط ان تغني «ثومه»في عرسهما.
وفي حفلة العرس وبينما شهرزاد تجلس بجانب عريسها بثوب زفافها الأبيض، غنت لهما ام كلثوم «افرح يا قلبي» وكانت العروس في اسعد لحظات حياتها ،فبعد ان كان اللقاء بأم كلثوم أمنيه وحلم .. ها هي كوكب الشرق تغني في عرسها.. !»
في أوائل الخمسينات أُطلق على شهرزاد لقب «مطربة الثورة» ،جاءت هذه التسمية بعد حادثة تطرق لها الرئيس الراحل السادات في كتابه «صفحات مجهولة» عندما تم الاستعانة بالمطربة شهرزاد لإحياءحفل غنائي للجيش في نفس ليلة قيام ثورة يوليو 1952، لبّّت شهرزاد هذه المهمة بعد اعتذار أم كلثوم والتي كان من المفروض بالأساس هي من يحيي الحفل بعد اتفاق مسبق معها ، الا انها انسحبت خوفا من فشل الثورة ولم ترغب ان تغضب القصر وقتها، قوبلت شهرزاد بالتصفيق الحار في نهاية الحفل من قبل الضباط والجنود الحاضرين في تلك الأمسيه والتي كانت تُبث على الهواء مباشرة، من يومها استحقت شهرزاد لقب «مطربة الثورة».
قدمت بعض الاغاني الوطنية أيضاً طيلة رحلتها الفنية من هذه الاغاني «صحوة مصر»، «الارض ارضنا»، ولشهرزاد اغنية وطنيه جميلة اللحن والكلمات» يا ساكن اراضي النيل.. طول عمرك شجاع واصيل.. ان طال المدى ما تخاف.. وان مال الزمن ما تميل..»
«مطربة الثورة» لم يكن هو اللقب الوحيد الذي نالته شهرزاد ، استحقت أيضاً وبجدارة لقب «مطربة العبور» بعد ان غنت لانتصار حرب اكتوبر أغنيتها الرائعه «سمينا وعدينا» وهي من اجمل الاغنيات التي تغنت بالعبور ، ثم عاود و رددها حشود ميدان التحرير في ثورة «25 يناير،وأصبحت هذه الأغنيه مرتبطه بكل مرحلة عبور خاضتها مصر ولا زالت،مستعيدين مع شهرزاد أغنيتها بلحنها و كلماتها الجميله «جمعنا كل قوتنا وساندتنا عروبتنا.. سمينا وعدينا وإيد المولى ساعدتنا.. سمينا وعدينا.. وشقينا طريق النصر.. وايد المولى ساعدتنا.. ورجعنا ابتسامة مصر..»
رحلت شهرزاد في 6 أبريل سنة 2013 بالقاهرة فى هدوء أثناء نومها تاركة وراءها تراثا غنائيا متنوعا ورحلة إنسانية ثرية.