ترامب يفجر أمريكا.. دعا أنصاره للاحتشاد في الميادين لمنع إعلان «بايدن» رئيسا

الموجز

دعا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنصاره للمشاركة فى تجمع احتجاجى ضخم سينظم فى العاصمة واشنطن، الأربعاء المقبل، ضد نتائج الانتخابات الرئاسية التى جرت فى نوفمبر الماضى وخسرها أمام جو بايدن، فيما أبطل مجلس الشيوخ اعتراض ترامب على مشروع الإنفاق الدفاعى.

وقال ترامب فى تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «سيقام التجمع الاحتجاجى الكبير فى واشنطن، الساعة 11 صباحا، يوم 6 يناير. تفاصيل حول المكان لاحقًا». واختتم تغريدته بعبارة: «أوقفوا السرقة»، التى يستخدمها مع أنصاره للاحتجاج على نتائج الانتخابات.

ويشكك ترامب فى نتيجة الانتخابات التى عُقدت يوم 3 نوفمبر 2020، وأسفرت عن فوز المرشح الديمقراطى بايدن بـ306 مقاعد فى المجمع الانتخابى، فيما حصل ترامب على 232 مقعدًا. وستتزامن الاحتجاجات التى دعا لها ترامب مع اجتماع الكونجرس الأمريكى لإقرار فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية.

ومن المقرر تنصيب بايدن رئيسًا للولايات المتحدة يوم 20 يناير الجارى.

وتثير الدعوة للتجمع مخاوف من أعمال عنف جديدة، بعد التظاهرة السابقة المؤيدة لترامب التى شاركت فيها مجموعة «براود بويز» فى 12 ديسمبر الماضى، عندما تعرض خلالها العديد من الأشخاص للطعن، وأوقف فيها عشرات الأشخاص.

ويأمل ترامب على ما يبدو أن يتمكن المتظاهرون من الضغط على الكونجرس لرفض «الفرز الأخير» لأصوات الهيئة الناخبة للولايات، وقلب نتيجة خسارته الانتخابية.

وأعلنت جماعة «أوقفوا سرقة» (الأصوات) على الإنترنت: «نحن الشعب علينا النزول إلى باحة الكابيتول الأمريكى والقول للكونجرس لا تصادقوا» على النتيجة.

وفى 6 يناير يفترض أن يترأس الكونجرس نائب الرئيس مايك بنس فى المصادقة على أصوات الهيئات الناخبة لكل ولاية، التى تمثل نتائج التصويت الشعبى.

وفى الجلسة المشتركة لمجلس النواب ومجلس الشيوخ سيقرأ بنس الوثائق الرسمية التى تعلن عدد أصوات الهيئات الناخبة من كل ولاية، ومن ثم يعلن الفائز. وفى انتكاسة جديدة لترامب، رفض قاض دعوى رفعها نائب فى تكساس وجمهوريون آخرون ضد نائب الرئيس مايك بنس تسعى لإلغاء فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بانتخابات الرئاسة.

يأتى ذلك فيما بادر الجمهوريون، رفاق الرئيس الأمريكى فى الحزب الجمهورى بمجلس الشيوخ، بإبطال حق ترامب فى النقض (الفيتو)، للمرة الأولى خلال ولايته، ليقروا مشروع قانون الإنفاق الدفاعى رغم اعتراضاته القوية.

وفى جلسة نادرة فى أول أيام 2021، صوّت مجلس الشيوخ بموافقة 81 صوتا مقابل 13 محققًا أغلبية الثلثين المطلوبة لإبطال الفيتو الرئاسى بدعم من الحزبين، الجمهورى والديمقراطى، قبل يومين من أداء الكونجرس الجديد للقسم اليوم.

وأيد المجلس ترامب فى استخدام حق النقض فى 8 مناسبات سابقة وكان ترامب، حتى تصويت الجمعة، فى طريقه ليصبح أول رئيس منذ ليندون جونسون لم يُبطل المجلس له أى حق نقض (فيتو).

وعرقل مجلس الشيوخ مسعى للديمقراطيين لزيادة المساعدات المالية للمتضررين من جائحة كورونا من 600 دولار إلى 2000 وهو تغيير طالب به ترامب ورفضه الجمهوريون.

وكان أعضاء مجلس النواب، الذى يسيطر عليه الديمقراطيون، وافقوا فى تصويت يوم الإثنين على إبطال اعتراض ترامب على مشروع الإنفاق الدفاعى. وبمقدور الرئيس استخدام حق النقض (الفيتو) ضد أى مشروع قانون يقره الكونجرس لكن يمكن للمشرعين إقرار المشروع إذا وافق ثلثا المجلسين (النواب والشيوخ) على إبطال حق النقض.

ويحدد قانون الإنفاق الدفاعى البالغ قيمته 740 مليار دولار كل شىء بدءًا من عدد السفن التى سيتم شراؤها إلى رواتب الجنود وكيفية مواجهة التهديدات الجيوسياسية.

ووصف ترامب القانون المؤلف من 4500 صفحة، والذى مضى عليه ما يقرب من عام، بأنه «هدية للصين وروسيا». وقال فى بيان: «لسوء الحظ، فشل القانون فى تضمين تدابير الأمن القومى الحاسمة، ويتضمن أحكامًا لا تحترم قدامى المحاربين وتاريخ جيشنا، ويتعارض مع الجهود التى تبذلها إدارتى لوضع أمريكا فى المرتبة الأولى فى إجراءاتنا المتعلقة بالأمن القومى والسياسة الخارجية». وقال ترامب أيضًا إنّ إجراءات مشروع القانون للحد من إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن كانت «سياسة غير رشيدة» و«غير دستورية».

ورفض ترامب توقيع مشروع القانون لأنه لا يلغى حمايات قانونية محددة لشركات التكنولوجيا. كما اعترض على بند يزيل أسماء جنرالات النظام الكونفيدرالى السابق من القواعد العسكرية. وقال السيناتور ميتش مكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ، قبل التصويت: «لقد وافقنا على هذا التشريع (الإنفاق الدفاعى) فى 59 عامًا متتالية. وبطريقة أو بأخرى سنكمل العام الستين ونقره ليصبح قانونًا قبل اختتام هذه الدورة البرلمانية يوم الأحد».

وتحتاج مشاريع القوانين التى يقرها الكونجرس إلى توقيع الرئيس لتصبح قانونًا. وفى حالات نادرة، قد يختار الرئيس استخدام حق النقض (الفيتو)، أو رفض التشريع بسبب بعض الخلافات السياسية.

وقالت نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب، وأبرز عضو ديمقراطى فى الكونجرس، إن فيتو ترامب كان «عملاً من أعمال التهور المذهلة التى تضر بقواتنا وتعرض أمننا للخطر، وتقوض إرادة الكونجرس المكون من الحزبين». وقالت فى بيان: «فى الوقت الذى تم فيه استهداف بلدنا مؤخرًا بهجوم سيبرانى ضخم، يصعب علينا فهم السبب وراء حالة اللامسؤولية التى أبداها الرئيس».

كما اتهم مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق، جون بولتون، الرئيس ترامب بالسعى إلى تمزيق الحزب الجمهورى مع اتساع رقعة الخلاف بين الرئيس وبعض قيادات الحزب.

وكتب بولتون عبر «تويتر»، السبت: «يبدو أن آخر أهداف ترامب هو تمزيق حزبه، إنه يوقد بنفسه نار جنازته السياسية من خلال مهاجمته الجمهوريين الذين تجرأوا على رفض الخضوع له».

تم نسخ الرابط