اللاما.. معلومات عن ”الحيوان ” الذي اعتمد عليه ”البنتاجون” في تطوير لقاح كورونا
حدد علماء عسكريون أمريكيون جسما مضادا فائق الصغر - جسم نانوي - ينتجه حيوان اللاما، يبدو أنه يعمل بشكل جيد في شكل سائل أو رذاذ، يمكنه المساعدة في الحماية من فيروس كورونا المستجد.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان صحفي، اليوم الخميس: "وجد الباحثون أن واحدا على الأقل من هذه الأجسام النانوية، يُدعى (NIH-CoVnb-112)، قد يكون فعالا للغاية في منع العدوى أو اكتشاف جزيئات الفيروس عن طريق احتواء بروتينات الفيروس".
يعطل الجسم النانوي الفيروس عن طريق تغطية أجزاء على سطح الفيروس، مما يعطل قدرة العامل الممرض به على إصابة المريض، وفقا للباحثين في جامعة الخدمات الموحدة للعلوم الصحية المذكورة في البيان.
وأضاف البيان أن ألأجسام النانوية هي نوع من الأجسام المضادة يبلغ وزنها حوالي عُشر وزن معظم الأجسام المضادة البشرية، وتنتج بشكل طبيعي في أجهزة المناعة للجمال وحيواني الألبكة واللاما.
تم تطعيم اللاما 5 مرات في 28 يوما بنسخة معالجة من البروتين الخاص للفيروس لإنتاج الجسم النانوي. الأجسام النانوية أكثر استقرارا وأقل تكلفة في الإنتاج وأسهل في الهندسة من الأجسام المضادة البشرية النموذجية.
وشرحت مجلة "دير شبيجل" الألمانية خصائص الأجسام المضادة لدى حيوانات اللاما التي تمكنها من مقاومة فيروس كورونا. وحسب المجلة فهي تتميز بنوعين، أحدهما نوع متناهي الصغر يستطيع الدخول إلى الفتحات الصغيرة لما يعرف باسم "البروتين المسماري" لفيروس كورونا وإبطال فاعليته.
وكانت الأجسام المضادة في دم اللاما "وينتر" البالغة من العمر أربعة أعوام قد أثبتت من قبل فاعليتها في مواجهة متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) ومتلازمة فيروس كورونا التنفسية الشرق أوسطية (مرس)، حسبما نقلت صحيفة غارديان. وأضافت الصحيفة أن هذا الأمر لا يمثل مفاجأة لمحبي هذه الحيوانات، فاللاما لديها سمعة جيدة في المجال الطبي ويتم الاستعانة بها في محاربة الأمراض منذ سنوات.
واللاما هي إحدى الثدييات من فصيلة الجمليات وتعتبر حيوانا أليفا تعيش في سلسله جبال الإنديز بأمريكا الجنوبية، تشتهر بوسيلة دفاعية عجيبة وكوميدية إلى حد ما، فعندما تشعر بالخوف والتهديد أو يزعجها أي إنسان، فإنها تبصق في وجهه، وهي حيوانات اجتماعية تفضل العيش في القطيع وقد استخدامها هنود المرتفعات البيروفية للمرة الأولى منذ نحو 5 آلاف عام
وانتشرت في الفترة الأخيرة محاولات علاج فيروس كورونا عن طريق استخدام الأجسام المضادة من أجساد المتعافين. غير أن نتائج هذه الدراسة ستسمح للعلماء بإنتاج الأجسام المضادة من دم حيوان اللاما دون الحاجة إلى دم المتعافين، حسبما نقلت شبكة بي بي سي البريطانية.
وكان جايمس نايسميث، وهو مدير معهد روزاليند فرانكلين البريطاني، قد أجرى دراسة شبيهة بالدراسة السابق ذكرها، وقال لشبكة بي بي سي: "تعد الأجسام المضادة للاما مثل المفاتيح التي لا تناسب الباب تماماً، فهي لا تدور بشكل يؤدي لفتحه، لذلك نأخذ نحن هذا المفتاح ونقوم بتعديله باستخدام البيولوجيا الجزيئية حتى نستطيع فتح الباب بنجاح."
وسيقوم فريق نايسميث ببدء تجارب العلاج على الحيوانات صيف العام الجاري وبدء التجارب السريرية في وقت لاحق من العام آملا في تطوير لقاح ضد فيروس كورونا
.