آسيا تنتصر على ”كورونا” وتواصل النجاح التسويقي لمسابقاتها
تنفست القارة الأسيوية الصعداء مع نهاية عام 2020 بعدما تجاوزت تداعيات أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد ، والتي خيمت على عالم الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص منذ مارس الماضي.
ولم يتردد الاتحاد الأسيوي لكرة القدم في اتخاذ قراره بتأجيل مباريات دوري أبطال آسيا بعد مضي جولتين فقط من انطلاق دور المجموعات لأندية غرب القارة ، ولكن هذا لم يمنع استكمال المسابقة في وقت لاحق من العام حتى أقيمت المبارة النهائية في 19 ديسمبر الحالي بين فريقي أولسان هيونداي الكوري الجنوبي وبيرسيبوليس الإيراني.
ومثلما هو الحال لدى باقي الاتحادات القارية ، شكل عام 2020 هاجسا حقيقيا للاتحاد الأسيوي لكرة القدم الذي يتعامل مع قارة مترامية الأطراف وبها الصين موطن اندلاع أزمة الفيروس الذي ضرب العالم.
ولم يكن من السهل أو من الحنكة مواصلة فعاليات المسابقات المختلفة للعبة في هذه القارة قبل استقرار الوضع ورسم خطة استئناف المسابقات بالتماشي مع الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة للحفاظ على صحة جميع أفراد المجتمع.
وأكد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الأسيوي نائب رئيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) أن كافة الخطط والمعالجات الطارئة في أزمة "كوفيد-19" التي أقرها الاتحاد الأسيوي وضعت صحة وسلامة عناصر كرة القدم في المقام الأول والأخير.
وقال بن إبراهيم : "الاتحاد الأسيوي لكرة القدم لن يضع أي شخص في خطر خلال الأوقات التي تشهد مخاطر طبية عالية ، ولهذا قمنا باتخاذ قرارات منطقية بتأجيل مباريات وفعاليات متعددة مبرمجة مسبقا على أجندة الإتحاد الآسيوي لكرة القدم".
وبوتيرة متسارعة ، تقدم الاتحاد القاري في عام 2020 خطوة للأمام عبر صناعة القرار الجماعي في تحديد مسار مستقبل بطولاته.
وشاركت الاتحادات الكروية الوطنية في التباحث مع دائرة المسابقات الأسيوية في تحديد مستقبل البطولة الأكبر وهي دوري أبطال آسيا حتى تم اعتماد إقامتها على هيئة دورة مجمعة بدولة واحدة.
وتم الاستقرار في البداية على إقامة جميع منافسات البطولة لغرب القارة في العاصمة القطرية الدوحة مع الاعتماد على الفقاعة (الكبسولة) الصحية لضمان التصدي لانتشار الإصابات بفيروس "كورونا".
ومع نجاح الفكرة وإقامة المنافسات بدون مشاكل كبيرة ، تم منح الدوحة إستضافة فعاليات البطولة أيضا على مستوى أندية شرق القارة ثم المباراة النهائية بين أوسان هيونداي وبيرسيبوليس ليتوج أولسان في النهاية باللقب ويحجز مقعده في بطولة كأس العالم للأندية والتي تستضيفها الدوحة أيضا في شباط/فبراير المقبل.
وأكد الشيخ سلمان بن إبراهيم "استمرارية وتيرة العمل الأسيوي دون انقطاع في ظل جائحة كورونا ، التي قيدت الإجراءات والأنشطة المباشرة ، أثبتت قوة وصلابة البناء المؤسسي للكرة الأسيوية بكافة مكوناتها. القارة الأسيوية خاضت امتحانا صعبا واجهته بالعمل المشترك وبمنهجية التخطيط والترتيب وبناء الأوليات والحفاظ على المكتسبات وإشراك الجميع بصناعة القرار وما أثمر عن استمرارية الرؤى والعمل والخطط ومنظومة الاجتماعات والقرارات وكذلك استمرارية بطولة دوري أبطال آسيا 2020 بحلة زاهية تليق بسمعة الكرة الآسيوية".
وأضاف : "أشعر بفخر كبير بوحدة القارة الأسيوية وصمودها الجماعي والعمل المخلص من قبل الاتحادات الوطنية الكروية في إحدى أكبر الأزمات التي واجهناها ما يعني سلامة منهجية مسار العمل والالتفاف نحو تحقيق الهدف الأسمى وهو أن يكون المستقبل آسيا".
ومنذ انطلاقة أزمة "كورونا" ، عمد الاتحاد القاري لتشكيل فرق عمل ، عملت بصورة مستمرة على دراسة وتحليل تأثيرات الفيروس على المشهد الكروي في القارة الآسيوية ، وتم فتح خطوط التواصل والتنسيق مع الاتحادات الوطنية الأعضاء بالإضافة للاتحاد الدولي (فيفا) للتوصل إلى أفضل الوسائل التي تزيد من وحدة وصلابة الأسرة الآسيوية في مواجهة تداعيات الأزمة".
وقال الشيخ سلمان بن إبراهيم : "حرصنا على تلبية احتياجات جميع الاتحادات الوطنية والإقليمية والجهات ذات العلاقة ، وتم توجيه الإدارات المختصة بالعمل على استمرارية دعم الاتحاد القاري للاتحادات الوطنية عبر مختلف برامج التطوير وبالأخص برنامج المساعدات المالية للإتحادات الوطنية بصورة عاجلة ، والذي يضمن دفع رواتب الموظفين والمدفوعات التعاقدية الأخرى للاتحادات المستفيدة من البرنامج دون أي تأخير، إلى جانب استمرارية تقديم برامج الدعم الفني لمختلف الاتحادات الوطنية".
وشهد عام 2020 صمود الكرة الأسيوية تسويقيا أمام عاصفة "كورونا" حيث تم ، ولأول مرة بتاريخ النقل التلفزيوني ، الإعلان عن توقيع اتفاقية حقوق البث التلفزيوني التي تشمل جميع البطولات الرئيسية للمنتخبات والأندية التي يشرف على تنظيمها الاتحاد الآسيوي.
وتتضمن هذه البطولات والفعاليات كلا من تصفيات آسيا لكأس العالم ودوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي بداية من موسم 2021 وكأس آسيا 2023 في الصين وكأس آسيا (تحت 23 عاما) لنسختي 2022 و2024 ، وذلك لدول أوكرانيا ومولدوفا وروسيا البيضاء وليتوانيا ولاتفيا واستونيا.
كما تم توقيع اتفاقية شراكة إعلامية مع شبكة "سبورت ديجيتال" ، لتقوم ببث مجموعة من مسابقات المنتخبات الوطنية والأندية خلال الفترة من 2021 إلى 2024 في كل من ألمانيا والنمسا وسويسرا إضافة لاتفاقيات إعلامية أخرى.
وأوضح الماليزي داتو ويندسور أمين عام الاتحاد الأسيوي : "كان عاما صعبا لكنه أعطانا مؤشرا حقيقيا لقيمة العمل والتخطيط الذي نقوم به بقيادة الشيخ سلمان بن إبراهيم وفريق العمل من الأعضاء التنفيذيين واللجان والأقسام وكذلك الاتحادات الوطنية حيث أدركنا اننا نملك القوة والدافعية والشغف لمواصلة النجاحات بالقارة الأسيوية ، والتوسع الإعلامي التلفزيوني داخل وخارج القارة يجسد الثقة العالية بالكرة الاسيوية وينمي جماهيريتها وسنقوم دوما بمضاعفة الجهد لجعل المستقبل آسيا".
وأغلق الاتحاد الآسيوي للعبة في نهاية يونيو باب التقدم لتنظيم منافسات كأس آسيا 2027 ، حيث تسلم الاتحاد القاري خمسة طلبات من اتحادات اللعبة في السعودية وقطر والهند وإيران وأوزبكستان ؛ حيث باشر الاتحاد القاري العمل مع كل الاتحادات الخمسة بشأن وثائق ملفات الترشيح ، على أن يتم الإعلان عن الملف الفائز بحق الاستضافة عام 2021 .
وأشاد رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالتفاعل الملحوظ الذي أبدته الاتحادات الوطنية الراغبة في تنظيم نهائيات كأس آسيا 2027 مبينا أن ذلك التفاعل يكرس المكانة الكبيرة للبطولة على خارطة كرة القدم القارية ويجسد جاذبية الحدث القاري وتأثيره اللامحدود في الارتقاء بمنظومة اللعبة في القارة الأسيوية.