وزير الأوقاف: فهم القرآن لا يتم إلا بإتقان اللغة العربية

الموجز

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزيرالأوقاف أن فهم القرآن الكريم لا يتم إلا بتعلم العربية ومن أول شروط المجتهد إتقان فهم العربية فالعالم عندما يتقن العربية يستطيع أن يكون خطيبا ماهرا مؤكدًا أننا بحاجة وبقوة إلى إتقان اللغة العربية وخاصة عندما نخاطب غيرالناطقين بها.

وأضاف جمعة خلال افتتاح المعسكرالتثقيفي المشترك للأئمة المصريين والسودانيين بمعسكر أبي بكرالصديق التابع لوزارة الأوقاف المصرية بمدينة الإسكندرية أنه من الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم مخاطبة المؤنث فيه بلفظ المذكر كما في قصة سيدنا يوسف (عليه السلام )، حيث يقول تعالى عن امرأة العزيز : “يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ” فعبر سبحانه هنا بلفظ الخاطئين المذكر ولم يعبر بلفظ “الخاطئات ” المؤنث ؛ لأن العرب والفضلاء والناس أجمعين يمدحون المرأة بالحياء والعفة والإباء ، والأصل في المرأة أن تكون مخطوبة ومطلوبة ، والأصل في الرجل أن يأتي خاطبًا وطالبا.

كما ذكر جمعة أنموذجًا لبلاغة وفصاحة المفردة القرآنية ، حيث يقول تعالى عن السيدة مريم (عليها السلام) : “وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ”، ولم يقل في شأنها (عليها السلام) :” وكانت من القانتات” ، يقول علماء اللغة : يمكن أن يكون هذا على سبيل التغليب ، فعبر القرآن الكريم عن المؤنث بالمذكر من هذا الباب ، وهذا صحيح ، لكن يمكن القول: إنه ما أتى على الأصل لا يسأل عن علته ، وما خرج عن الأصل لا بد من البحث له عن علة ، فإذا خرج الخطاب من المؤنث إلى المذكر فلا بد أن يكون هذا لعلة ، وحيث عبر القرآن بلفظ “الْقَانِتِينَ ” ولم يقل ” القانتات” ، ذلك أن أم مريم (عليها السلام ) نذرت ما في بطنها لخدمة بيت الرب (بيت المقدس) ، وفي ذلك الوقت لم تكن خدمة بيوت الله تعالى مما تقوم به النساء ولا يُعهد بها إليهن ، فلما وضعت مريم ( عليها السلام ) قالت :” رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ” ، ولم يقل النص القرآني وليس الأنثى كالذكروإنما قال: “وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى” ، أي ليس الذكر والذي كنت تتمنين كالأنثى التي رزقتين بها فهي خير من كثير من الرجال ، يقول المتنبي :
فما التأنيث لاسم الشمس عيب ... ولا التذكير فخر للهلال

فلما قامت السيدة مريم (عليها السلام) بخدمة بيت الرب على أكمل وجه وخير قيام كأفضل ما يقوم به الرجال من العمل الجاد ، فنزلت منزلة الرجال حيث إن ما قامت به كان عملًا عظيمًا ، لهذا جاء التعبير بلفظ” الْقَانِتِينَ” .





تم نسخ الرابط