مدرس أزهري يوضح خُلق منسي يسبب للإنسان الراحة والسعادة.. تعرف عليه
قال الدكتور عبد الرحمن فايد المدرس بجامعة الأزهر إلي إن التغافل خلق منسي وخصلة مريحة إذا تحلى بها الإنسان ارتاح وأراح، وإذا طبقه في حياته كفى نفسه المعاناة والضيق.
وأضاف "فايد" في حديثه لبرنامج ( قضايا معاصرة) بإذاعة القرآن الكريم، أن التغافل يعني تعمد الإنسان الغفلة مع علمه بما يدعي التغافل عنه، وذلك ترفعًا عن الدنايا ، قال الحسن البصري (ما زال التغافل من فعل الكرام)، وقال الإمام أحمد( تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل).
وأوضح أن الإنسان عندما يتغافل عن الإساءة ولا يتتبع نقائص من يتعامل معهم، فإن ذلك من العقل والحكمة، ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة، وعن عقبة بن عامر ، رضي الله عنه ، قال : لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأته ، فأخذت بيده ، فقلت : يا رسول الله ، أخبرني بفواضل الأعمال ، فقال " يا عقبة ، صل من قطعك ، وأعط من حرمك ، وأعرض عمن ظلمك".
وتابع أن خلق التغافل عن الزلات والنقائص، خلق غائب رغم أنه سبب للراحة والسعادة، وقد أوصى الله عز وجل بالعفو في قوله سبحانه وتعالى" خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"، يقول الإمام السعدي في شرح الآية الكريمة (أن هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس).
وأوضح أن فن التغافل لا يعني السذاجة أو الغباء، بل دليل قوي على حسن الخلق والعقل والحكمة، والمتغافل يتغافل لكرم أخلاقه وطيب معدنه، رغم قدرته على الرد وعدم التغافل ولكنه يتغافل حرصًا على بقاء المودة بينه وبين الناس، والتغافل خلق رفيع فيه الخير والفلاح، ويجب أن نطبقه في علاقاتنا مع الأهل والأبناء والزملاء، وأن نمتثل لقول الله عز وجل " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ".