حصره المخرجين في أدوار الشر .. وأنهي حياته على ”شاطئ الحظ”.. والصوفية أبعدته عن الفن.. حكايات ”عاشق سمارة” محمود إسماعيل
محمود إسماعيل هو عاشق سمارة برع في تجسيد شخصيات اللص، والنصاب، وتاجر مخدرات، وشرير في كل الأحوال، وحصره المخرجين، في هذه الأدوار، وحاول الخروج من هذه العباءة فلم يستطيع من هذا الإطار في معظم الأعمال السينمائية، وما لا يعرفه الكثير عنه أنه فنان شامل، حيث كان كاتب إذاعي، ومخرج سينمائي، وممثل مسرحي وسينمائي ترك لنا أرث فني علي الرغم من قلته إلا أنه ترك بصمة في قلوب الجمهور....
ولد محمود إسماعيل في مارس 1914، وكعادة أبناء جيله، بدأ مشواره الفني عبر خشبة المسرح، فالتحق بالفرقة القومية المصرية، حتى جذبته أضواء السينما، ليقدم من خلالها حوالي 40 فيلم، حبسته في دور المجرم عتيد الإجرام، وذلك لكونه يملك ملامح قوية وتكوين جسماني قوي وغلاظة صوت ونظرة حادة، وهذه الأسباب التي لم تجعل المخرجين يقدمونه عبر أدوار مختلفة، فوجدوا أن هذه المواصفات لابد أن يتم توظيفها لتجسيد المجرمين على الشاشة.
وعندما قام بتأليف أعمال سينمائية واسندت البطولة له، عن طريق المخرج اختار دور تاجر المخدرات زكي الفيومي في فيلم ''بنت الحتة''، أو اللص الذي تتمنى ''طاهرة'' أن ترده إلى طريق الإيمان.
بدأ مشواره في عالم الإخراج عام 1948 بفيلم ''فتنة''، وقدم بعدها خمسة أفلام أخرى هي ''أوعى المحفظة''، ''بياعة الورد''، ''حب ودلع''، ''جسر الخالدين''، و''طريق الأبطال''، وكان له تجربة واحدة في عالم الموسيقى حيث وضع الموسيقى التصويرية والألحان لفيلم ''ابن البلد''.وصل عدد الأفلام التي كتب قصتها إسماعيل، أو السيناريو والحوار لها حوالي 19 فيلم من بينها ''المهرج الكبير، زنوبة، سمارة، توحة، عفريت سمارة، حبيبي الأسمر، الساحرة الصغيرة،...''.
رصيد إسماعيل كممثل اقترب من 40 فيلم، ومن أبرز هذه الأدوار هو ''سلطان'' في فيلم ''سمارة'' إلى جوار الفنانة تحية كاريوكا والفنان محسن سرحان، وقد نجح الفيلم في دور العرض نجاحا كبيرا، ورغم وفاة البطلة ''سمارة''، ومن بين الأعمال التي شارك في بطولتها كان فيلم.''فتنة، الأحدب، طاقية الإخفاء، أوعى المحفظة، لواحظ، توحة،...''، وختم حياته الفنية بدوره في فيلم ''الدرب الأحمر'' مع سهير رمزي، ومحمود عبدالعزيز، وفيلم ''شاطيء الحظ'' مع سعيد صالح ويونس شلبي.
يعتبر إسماعيل أحد أقطاب الطرق الصوفية في مصر ما جعله يغيب عن الفن لفترة ويعود ولا يستطيع التفرغ للفن، ورحل عن عالمنا في يناير 1983 عن عمر يناهز 69 عاما