على طريقة ”ذبح الأبقار المقدسة”.. زين الدين زيدان يضحي بالكبار من أجل البقاء في ريال مديد
وضع حرج يعيشه الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد، على خلفية تراجع أداء ونتائج الفريق الملكي.
وتحدثت عدة تقارير صحفية إسبانية عن إمكانية إقالة زيدان أو إجباره على الاستقالة، حال التعثر في واحدة من المباريات القوية المرتقبة.
ويلتقي الريال في المباراة المقبلة مع إشبيلية في الدوري الإسباني، ثم يستضيف بروسيا مونشنجلادباخ بالجولة الأخيرة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، في لقاء سيحدد مصير "الميرينجي" في البطولة، قبل أن يخوض مباراتين مصيريتين أمام أتلتيكو مدريد وأتلتيك بلباو في الليجا.
وأشارت إذاعة "كادينا كوبي" الإسبانية إلى أن إدارة ريال مدريد ليست راضية عن وضع الفريق مع زيدان، وفي بعض الأحيان لا يفهمون بعض قراراته، لكن في الوقت الحالي لا يزال مسؤولو "الميرينجي" يثقون بقدرة المدرب الفرنسي على تغيير الأوضاع.
قد يكون الإبقاء على زيدان في مقعد المدير الفني لريال مدريد هو الحل الأنسب بدلا من الرهان على مدرب جديد، خاصة في ظل العلاقة القوية التي تربط أسطورة الملكي بلاعبي الفريق ونجومه، وكذلك بإدارة النادي بقيادة الرئيس فلورنتينو بيريز، لكن بشرط العمل على 3 محاور، لتصحيح أوضاع الفريق قبل الدخول في النفق المظلم.
إصلاح الأخطاء التكتيكية
لا يمكن إغفال معاناة ريال مدريد من لعنة الإصابات منذ بداية الموسم، والتأثير القوي للغيابات فضلا عن تراجع مستوى أغلب اللاعبين، لكن في الوقت ذاته يتحمل زيدان مسؤولية تراجع المستوى مناصفة مع فريقه، في ظل ارتكابه لعدد من الأخطاء الفنية والتكتيكية.
يفتقر ريال مدريد مع زيدان حاليا للمرونة اللازمة، وفي أغلب الأحيان لا يقوم المدرب الفرنسي بتغيير خطته أثناء المباراة إذا اقتضى الأمر، كما أنه يعتمد فقط على عدة جمل تكتيكية يمكن للخصم قراءتها وحفظها بسهولة.
زيدان أيضا يعاني من عيب واضح هو التأخر في إجراء التبديلات ما يفقدها شيئا من أهميتها، وهي الأزمة التي عانى منها منذ فترة الأولى مع الفريق بين (2016-2018)، لكنها لم تكن ظاهرة في ظل تقديم أداء ممتاز وتحقيق نتائج مذهلة، وعدم الحاجة للتغييرات كما هو الحال الآن.
ذبح "الأبقار المقدسة"
إن كانت لزيدان ميزة عن أي مدرب آخر مرشح لتدريب ريال مدريد ستكون سيطرته الكاملة على غرفة ملابس الفريق، لما يكنه كافة اللاعبين له من احترام، وهي الميزة التي يجب على زيزو استغلالها على النحو الأمثل، علما بأنه يملك الشخصية القوية اللازمة لذلك.
سانتياجو سولاري الذي تولى تدريب ريال مدريد عدة أشهر في موسم 2018-2019 قبل عودة زيدان، أكد أن هناك عدد من اللاعبين لا يستحقون تمثيل فريق كبير بحجم "الميرينجي"، وهي المقولة التي يجب أن يؤمن بها زيزو من أجل إعادة الفريق للمسار الصحيح.
يجب ألا يضمن أي لاعب مهما كانت قيمته مكانا في تشكيل ريال مدريد الأساسي حاليا، فلا يمكن ارتكاب أخطاء أسوأ من التي يقع فيها لاعبون مثل رافائيل فاران على سبيل المثال، وفي حال استبداله بلاعب من الرديف أو الشباب لن يكون أسوأ حالا إن لم يكن أفضل.
الريال يعاني من أزمة هجومية واضحة سببها ببساطة عدم ترجمة الفرص إلى أهداف، ويمكن لزيدان استثمار وجود 3 لاعبين بمركز رأس الحربة، هم ماريانو دياز ولوكا يوفيتش وكريم بنزيمة، بدلا من الاعتماد الدائم على الأخير.
في فترته الأولى مع الريال نجح زيدان في إقناع نجم بحجم كريستيانو رونالدو بالجلوس على دكة البدلاء أو عدم اللعب طوال 90 دقيقة في بعض المباريات، من أجل إدخار مجهوداته وتوظيفها بالشكل الأمثل، لذا لن تكون مهمته صعبة حال قرر القيام بتغييرات ثورية في تشكيل الفريق حاليا.
صناعة النجم
يبدو واضحا أن ريال مدريد لا يملك نجما بارزا يمكنه دفع الفريق للأمام وتغيير نتائج المباريات لصالحه، وهي مشكلة لن يتم حلها قبل بداية الموسم المقبل في أفضل الأحوال.
يمكن تعويض غياب النجم عن طريق تحسين مستوى أحد المواهب الشابة في ريال مدريد حاليا، وأبرزهم البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي يملك مهارات مذهلة، لكنها بلا فائدة تذكر، في ظل معاناته من القدرة على التسجيل أو اتخاذ القرارات الصحيحية عموما.
خورخي فالدانو أسطورة ريال مدريد، والذي سبق له تدريب فريق الشباب والفريق الأول مطلع التسعينيات من القرن الماضي، قال في وقت سابق إن زيدان يمكنه تطوير فينيسيوس (20 عاما) وحل مشكلته بنفس الطريقة التي اتبعها لتحسين مستوى راؤول جونزاليس لاعب الفريق السابق، ومدرب الرديف حاليا.
وقال فالدانو العام الماضي، إبان فترة سولاري مع الفريق: "عندما كان راؤول في عمر فينيسيوس جعلناه يتدرب طوال اليوم على كيفية التسجيل أمام المرمى، لقد كان يتدرب كالمجنون حين خوضه أول مباراة مع ريال مدريد، تدرب راؤول على التسديد نحو مرمى فارغ".
وأضاف المدرب الأرجنتيني: "على فينيسيوس القيام بذلك وسيتحسن، يحتاج فقط للتريث والعمل بجد، لطالما كان مدريد مشهوراً بالفعالية عندما كان لديهم لاعب يسجل الأهداف بكل سهولة، لكن هذا اللاعب لم يعد موجودا".