آية في الممات والبعث.. مات مائة عام وردت إليه الحياة مرة أخرى.. تعرف علي قصة أشهر حمار عند اليهود
ورد في القرآن الكريم أنواع مختلفة من الحيوانات في قصص بها عبرة وعظة، وقد نجد ذكر الحيوان مقرونًا مع الأنبياء أحيانًا ؛لنعلم أن لهذه الحيوانات أهمية كبيرة علي الأرض، ومن قصص الحيوان التي ذكرت في القرآن قصة حمار العزير وهي ما نتعرف عليها في السطور التالية:
العزير أحد أبناء بني اسرائيل كان من أكثر الناس في زمانه تمسكاً بالتوراة وهو أحد الكتب السماوية نزل علي نبي الله موسي عليه السلام.
كان العزير يحفظ التوراه عن ظهر قلب ويقوم بتدريسه للناس يعلمهم ويعرفهم الحلال من الحرام، والعزير كان من المقربين الي قلوب المؤمنين من اليهود لأنه بجانب حفظه للتوراه كان ايضاً رجلاً صالحاً مستجاب الدعاء، فكان المرضى الذين اصابهم بلاء يذهبون إليه ويطلبون منه ان يدعو الله لهم بالشفاء فيفعل كما انه كان يعطف علي الفقراء والمساكين ويمنحهم من ثمار بستانه .
خرج العزير راكباً حماره متوجهاً نحو البستان دخل العزير البستان وراح يقوم بالأعمال المعتادة كسقي الأشجار وتقليمها والبستان كان حافلاً بأنواع عديدة من الاشجار
وكان من عادة العزير ان يتأمل عظمة الخالق، فيتأمل الأشجار كيف كانت حبة صغيرة ثم صارت شجرة ضخمة ويتأمل الثمار المختلفة، والأرض التي تطرح هذه الثمار المتنوعة واحدة والماء الذي تسقي به واحد، فما بال الثمار تختلف في الطعم واللون ؟ ها هو العزير ينظر الي السماء الصافية والمياة الجارية والطيور التي تضرب بأجنحتها الهواء، إنه دائم التأمل في ملكوت الله .
كان الحمار يحمل علي ظهره رجلاً صالحاً تقياً إنه العزير، والعزير يحمل بين يديه طعامه وشرابه من التين والعنب، والمسافة التي يقطعها الحمار بين البستان وبيت صاحبه طويلة.
وذات مرة وأثناء السير فإذا بقرية مهجورة، لايعيش فيها أحد . غمز العزير حماره ومال به نحو هذه القرية الخاوية على عروشها .
نزل العزیر عن حماره وتمدد في ظل أحد البيوت المتهالكة يلتقط أنفاسه أحس العزير بالجوع فأخرج سلة التين، وسلة العنب.. ثم أخرج قصعة كان بها بضع لقيمات جافة، ثم راح يعصر العنب في القصعة ويضع فيها الخبز حتى يلين ويسهل أكله.
أما الحمار فقد تمدد هو الآخر في ظل جدار متهالكا وقد أحس بالراحة والرغبة في النوم.
رفع العزير وجهه نحو تلك البيوت القديمة المتهالكة، وقال لنفسه: «سبحان الله، أليست هذه القرية الساكنة سكون الموت، كانت يوما ما تنبض بالحركة والحياة، أهلة بالسكان، عامرة بالخيرات. ها قد صارت مقابر، بيوتها متصدعة، أسقفها ساقطة، يغلب عليها الوحشة والرهبة. أهلها صاروا عظاما نخرة، ها هي العظام تطل عليه من بين الحجارة والصخور هز رأسه وقال لنفسه وهو يتأمل تلك العظام. أني يحي هذه الله بعد موتها ما كادت تلك الكلمات تدور بخلده حتى أرسل الله إليه ملك الموت فقبض روحه في الحال. لقد مات العزير ومات الحمار .
لما طال غياب العزير وراح الناس يبحثون عنه في كل مكان، ذهبوا الي البستان فلم يجدوه وعلي طول الطريق قالوا لعله هنا وهناك وسيعود، لكن الأيام مرت ولم يعد العزير والسنوات مرت ولم يعد العزير .. عشر سنوات .. عشرون سنة .. مائة سنة ، نسيت الناس العزير فقد مضي علي غيابه مائة سنة كاملة هو وحماره .
أراد الله عز وجل ان يبعث العزيز من موته ليجعله آيه للناس.. الناس الذين لا يؤمنون بالبعث.
أرسل الله ملكا إلى العزير ليرد إليه الروح بأمر الله، ثم ساله – کم لبثت، قال العزير – لبثت يوما.. ثم نظر إلى الشمس في السماء فوجدها في طريقها للغروب، فقال العزير – أو بعض يوم.، لكنها كانت مفاجأة حين
قال له الملك – بل لبثت مائة عام، انظر الى طعامك وشرابك لم يتغير ولم يفسد.
نظر الغزير فإذا بعصير العنب، وسلة التين كما هي لم يحدث لها شيء. كانت نظرات الدهشة ترتسم على وجه العزير قال الملك" انظر إلى حمارك". نظر العزير الى حماره فإذا بعظامه قد بليت وصارت نخرة. نادي الملك عظام الحمار فأجابت وأقبلت من كل ناحية، حتى صارت هیکلا عظميا، ثم صارت حمارا قائما على حوافره، حمارا من لحم ودم راح ينهق بصوت مرتفع قال العزير بقلب الرجل المؤمن، الذي يعلم عظمة ربه. – أعلم أن الله على كل شئ قدير.
لما عاد العزير الى قريته، بعد أن أحياه الله عز وجل، أنكره الناس ولم يصدقوا أنه هو العزير لكنه أكد لهم ذلك، وأثبت لهم أنه العزير قالوا له: إن التوراة ضاعت من بيننا وكان العزير يحفظها في صدره قال لهم نعم، ثم تلاها جميعها. قالت امرأة عجوز، عمياء، لا تستطيع المشي: أدعو الله لي أن يرد على بصري فإنني أعرف العزير فدعا الله فإذا بها قد أبصرت، وقامت تمشي على أقدامها .
نظرت إليه وراحت تتأمل وجهه، هتفت من قلبها؛ – نعم، إنه العزير، العزير.. آمن الناس أنه العزير وصدقوا قصته.