تعرف على منصور يافاش الذي يهدد عرش أردوغان
يسطع نجم عمدة أنقرة الجديد منصور يافاش في سماء تركيا. الرجل القادم من صفوف المعارضة نجح في تدشين مجموعة من المبادرات الناجحة، ما زاد من تأييد الأتراك له، لدرجة أصبحت تهدد عرش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
خلال أشهر معدودة، أحدث عمدة أنقرة الجديد منصور يافاش، ثورة في عاصمة تركيا، الأمر الذي من شأنه إثارة قلق الرئيس التركي، الذي يعتبره منافسًا خطيرًا له في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وسلطت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية الضوء على صعود نجم يافاش، في مقال بعنوان «الرجل الذي يهز عرش أردوغان»، وقالت إن رئيس بلدية أنقرة عن حزب الشعب الجمهوري، منصور يافاش، ليس مجرد حكاية إنسان فقط بل حكاية مدينة بأكملها، فبلدية أنقره قبل مجيئه كانت عاصمة بلا سحر ومليئة بالخرسانة، لكن الآن أصبحت شيئًا مختلفًا تمامًا.
وقالت الصحيفة الفرنسية: «ودع منصور المنحوتات قديمة الطراز ومجسمات الديناصورات العملاقة التي أقامها سلفه، وأفسح الطريق لمسارات الدراجات، وتجميل الحدائق، والطاقة المتجددة، وعملية تجميل المدينة السريعة المدعومة بالديمقراطية والتشارك، وتعتبر هذه التغيرات واضحة للزوار الذين شاهدوا أنقرة في سابق عهدها، التي كانت عاصمة الجمهورية التي أقامها أتاتورك في عام 1923، قبل أن يهيمن عليها الزحف العقاري للمحافظين الإسلاميين في حزب العدالة والتنمية».
وأفاد منصور يافاش للجريدة: «لسنوات عديدة كانت المصالح الشخصية في أنقرة تأتي قبل مصالح العامة، لكن حان الوقت لإعادة الحق للعاصمة التركية».
وأوضح يافاش أنه عندما تولى منصبه، كانت هناك ديون بقيمة 2 مليار دولار، ولم يكن هناك أي مدفوعات لمشروع المترو غير المكتمل هناك، مع ضرورة دفع 500 مليون دولار، فضلًا عن تحقيقات في جرائم فساد التي بلغت 50 تحقيقًا.
ودعا يافاش إلى الشفافية، لوضع حد لهدر المال العام، لدرجة أن المناقصات تجرى على الهواء مباشرة عبر الشبكات الاجتماعية.
وبالنسبة لمنصور يافاش، يبقى الدين مسألة شخصية، إذ قال عالم الأنثروبولوجيا هارون ديمير «في يوم من الأيام عندما كنا نتبعه لتصويره، اقترحنا تصويره أمام مسجد، لكنه رفض رفضًا شديدًا، وقال إنه يفضل خسارة الانتخابات بدلًا من أن يضفي على حملته صبغة دينية».
وقالت «لوفيجارو»: «منذ فوز منصور في مارس 2019، بـ 50.9 % من الأصوات ضد المرشح التابع لحزب العدالة والتنمية، امتنع عن التعليق عن موضوع تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، أو على المغامرة العسكرية لأردوغان، الذي يحلم بتنصيب نفسه زعيمًا عالميًا جديدًا للمسلمين».
وأكدت الصحيفة أن كل هذه التدابير الناجحة يمكن أن تشجع النجم الصاعد الجديد من أنقرة على الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2023، وقال المحلل السياسي، إيلهان أوزيل، «لا يمكن إنكار إنجازاته، فقد تمكن في فترة قصيرة من اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب، وهو مدير قبل أن يكون سياسيًا، ولكن هذا يمكن أن يضر به أيضًا، فالسكان يتوقعون من رئيس الدولة المستقبلي أن يعلق على القضايا الساخنة في البلاد».
وأظهرت نتائج استطلاع في وقت سابق، تفضيل الأتراك لرئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، على الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، بفارق 4.5 % من أصوات المشاركين.
وأعلنت شركة «أكسوي» نتائج استطلاع رأي أجرته في سبتمبر 2020، وأظهرت نتائجه عدم رضا 40.2 % من المشاركين عن النظام الرئاسي، الذي جاء مع استفتاء 16 أبريل، إذ قال 8.2 % «إنه لم يكن مفيدًا».