”جيتاتشو أسفا”.. رجل المخابرات الغامض الذي يدير إثيوبيا من وراء الستار ويهدد أبي أحمد بالقتل
يعرف "جيتاتشو أسفا" مدير جهاز الأمن والمخابرات الإثيوبي السابق، بـ"الرجل المجهول"، فهو شخصية مثيرة للجدل لا يعرفه الكثيرون بإثيوبيا، رغم أنه كان يدير إثيوبيا ويرسم إستراتيجيتها.
وأثار "أسفا" الجدل عقب اختفائه بعدما تم إقالته من منصبه بقرار من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ما دفع بالعديد من وسائل الإعلام المحلية لرسم صورة تخيلية له، خاصة أنه مطلوب للعدالة في إثيوبيا بعد صدور مذكرة توقيف بحقه عقب تحقيقات طويلة استمرت 5 أشهر، أثبتت تورطه في تعذيب المعتقلين والسجناء.. فمن هو هذا الرجل الغامض؟
جيتاتشو أسفا من مواليد العام 1944، بمدينة مقلي عاصمة إقليم تجراي، ودرس حتى الصف الـ8 في مقلي وبعدها سافر إلى العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا ليلتحق بمدرسة وينجيت الثانوية .
والده كان نائبا لشرطة التحقيقات والاستخبارات في عهد الإمبراطور هيلا سلاسي، ومنغيستوهيلي ماريام، تم اغتياله إثر خلاف مع نظام "مينغيستو هيلي ماريام".
وبعد اغتيال والده ترك "أسفا "تعليمه العام 1977 والتحق بحركة الكفاح المسلح مع جبهة تحرير تجراي، وفي العام 1988 أصبح عضوا في اللجنة المركزية لجبهة تحرير تجراي.
وبعد الإطاحة بنظام مينغيستو هيلي ماريام العسكري العام 1991، عين جيتاتشو أسفا، رئيسا للعمليات بقوات الدفاع الإثيوبي، وبعد خمس سنوات من الخدمة انتقل إلى الشرطة الإثيوبية، وشغل منصب نائب مفوض الشرطة الفيدرالية.
وخلال الحرب الإثيوبية الإريترية، عين رئيس الوزراء الإثيوبي حينها ملس زيناوي، أسفا، قائداً عاماً للقيادة المركزية لفرقة الجيش الإثيوبي بالقيادة الشمالية.
لكن وعقب اغتيال رئيس جهاز والمخابرات الإثيوبي الأسبق كنفي جبرمدهن، العام 1993، تم تعيين جيتاتشو أسفا، مديرا لجهاز الأمن والمخابرات لتبدأ مسيرته الغامضة من العمل السري، طيلة 18 عاما حتى أقاله آبي أحمد في يونيو 2018 .
وبعد خروج أسفا من أديس أبابا، عين مستشارًا أمنيًا لحاكم إقليم تجراي دبرصيون جبرا ميكائيل.
وفي مايو 2019، أمرت محكمة إثيوبية بضبط وإحضار أسفا و3 من معاونيه لتورطهم بجرائم وانتهاكات "جسيمة" لحقوق الإنسان، والاستغلال السيئ للسلطات، والإضرار بالإثيوبيين، بجانب التعذيب والاغتصاب والاحتجاز التعسفي للأشخاص، وإدارة سجون سرية.
وأصبح "أسفا" بعد وفاة رئيس الوزراء الأسبق مليس زيناوي، الرجل الممسك بكل مفاصل الدولة الإثيوبية أمنيا، ويصعب تجاوزه في أي معادلة سياسية.
اشتكى منه رئيس الوزراء الإثيوبي السابق هيلي ماريام، ديسالين، الذي كان يتحدث في مناسبات عديدة عن عدم سيطرته على المؤسسة الأمنية، فضلا عن عدم وصول معلومات سيادية هامة إليه.
وتردد اسم أسفا عالميا، حين كشفت مستشارة الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما، سوزان رايس، لإحدى القنوات الأمريكية، أنه " استطاع إحباط محاولة إرهابية استهدفت الرئيس الأمريكي من حركة الشباب الصومالية خلال زيارة أوباما لإثيوبيا العام 2015"، دون أن يعلم الطاقم الأمني للرئيس، وأحضر الإرهابي بنفسه إلى مطار أديس أبابا.
وأمس الاثنين، فجر آبي أحمد مفاجآت مدوية، حيث كشف عن محاولة جيتاتشو أسفا،إعاقته عن عمله، فضلا عن تهديده بالقتل.
وقال آبي أحمد في جلسة أمام البرلمان، إنه تعرض لتهديدات بالقتل من جهاز أسفا "ومنعني من دخول مكتب رئيس الوزراء بحراستي الشخصية بعد انتخابي رئيسا للحكومة في أبريل 2018".
وكشف رئيس الوزراء الإثيوبي عن جملة من التدخلات القسرية لأسفا، من بينها حصول جهاز الأمن الذي يديره أسفا، عن نسخة من المفاتيح لمنزل أبي أحمد، ومكتبه.