عمرها يتعدى الـ 900 عامًا.. أكلة الجزائر المفضلة «البغرير»

هل سمعت يومًا عن أكلة البغرير؟.. هي أكلة تقليدية انتشرت بالجزائر والمغرب العربي في عصر الموحدين ولها عدة تسميات باللهجة الجزائرية، وترمز للفرح والكرم والبركة.

كما أنها من الأطباق التقليدية المتوارثة عبر مئات السنين، ويشتهر المطبخ المغاربي عموماً والجزائري خصوصاً، ولا يزال أهلها محافظين عليها، بل تدخل في قائمة المأكولات الشعبية الأكثر انتشاراً في معظم محافظات الجزائر.

وليس هذا فحسب بل هي أيضا واحدة من تلك الأكلات التقليدية اللذيذة التي تحافظ العائلات الجزائرية على إعدادها خلال مناسبات محددة أو بدونها، حسب المنطقة أو الولاية، وبقيت طوال مئات السنين من أكثر الأكلات المفضلة عند الجزائريين.

ويعد البغرير.. نوع من المعجنات، له عدة تسميات في الجزائر، بينها "الغرايف" في ولايات شرقي البلاد، أو "القرصة" في بعض المناطق الغربية والجنوبية، كما أن لها تسميات عديدة بالأمازيغية على اختلاف لهجاتها، إذ يقال "تيغريفن" باللهجة القبائلية، وباللهجة الشاوية "هوذفيسث" أو "هيغريفين"، وباللهجة المزابية "ثيملين".

المثير للدهشة أن هذه الأكلة الشعبية من أقدم الأكلات في الجزائر ومنطقة المغرب العربي، وتذكر الدراسات بأن تاريخها يعود إلى "دولة الموحدون" التي حكمت الجزائر وتونس وليبيا والمغرب والأندلس من 1121 إلى 1269 ميلادي.

وتؤكد كثير من الدراسات أنها انتقلت إلى مناطق ودول أخرى، بينها السعودية واليمن وتعرف باسم "اللحوح"، وكذا في الصومال وإثيوبيا ولها عدة تسميات بها بينها "كانجيلو، ولاكسوكس"، إلا أن طريقة تحضيرها ومكوناتها تختلف عن الموجودة بدول المغرب العربي.

اللافت للنظر أه يرتبط تحضير "الغرايف" في الجزائر بعادة أو مناسبة معينة لا سيما مع طعمها الحلو، فهي لمناسبات الفرح في ولايات الشرق الجزائري مثل نجاح الأبناء أو تعد لاستقبال الضيوف، أو وجبة ثانية للغداء، وبالمجمل، ترتبط أكلة "الغرايف" التقليدية الشعبية بالتراث الجزائري القديم، ويرمز إلى الخير والبركة والفرح والفخر والكرم.

كما توجد هذه الأكلة في ولايات وسط الجزائر "أكلة شبه يومية"، وتحضر مع حليب أو قهوة المساء التي تعتبر عادة في حدا ذاتها عند كثير من العائلات الجزائرية، ويفضل الكثيرون تناول "الغرايف" مع فنجان القهوة أو الحليب، أو الشاي في ولايات الجنوب الجزائري.

وهي شبيهة بـ"البان كيك" وشكلها دائري، وهي من أنواع الفطائر المعجنة والإسفنجية والحلوة ومليئة بالثقوب.

ويتم إعداد الأكلة على المقلاة في معظم مناطق الجزائر، فيما تحضره عائلات شرقي الجزائر على لوحة حديدة دائرية خاصة بـ"الغرايف"، أو على "طاجين حديدي" وهي لوحة حديدية أيضا مخصصة لتحضير أكلة "الشخشوخة" التقليدية.

كما تستغرق مدة تحضيره نحو 20 دقيقة.

ولهذا تعرفي سيدتي معنا على طريقة عمل طبق الغرايف أو "البغرير" على الطريقة الجزائرية

مكونات البغرير:

كأس من الطحين
3 كؤوس سميد ناعم
كمية من الزبدة
ملعقة كبيرة من خميرة الخبز
رشة ملح
4 كؤوس ماء دافئ
كمية من السكر للزينة على كل طبقة
مربى أو عسل

طريقة تحضير البغرير:

= توضع الخميرة في نصف كوب ماء دافئ حتى تتخمر، ثم توضع في وعاء متوسط الحجم ويضاف لها كمية من السكر حتى يتحول شكلها إلى رغوي، وتترك لمدة 5 دقائق.
= في خلاط كهربائي، توضع كمية الطحين والسميد والماء والسكر والملح، وتترك لمدة 5 دقائق، ثم يضاف لها خليط الخميرة الرغوي أثناء الدوران، وتترك مجددا لمدة 3 دقائق.

= يتم تفريغ تلك المكونات التي تتحول إلى سائل في إناء أو قدر، ويوضع في مكان دافئ، ويفضل أن يكون أمام المدفئة حتى يتخمر لمدة 30 دقيقة.
= يتم تسحين المقلاة أو تلك اللوحة الحديدية، ويصب عليها مقدار كوب كبير وتترك لمدة 5 دقائق على الأكثر حتى يتحول لونها إلى ذهبي من الأعلى وبني من الأسفل، وتظهر عليها فقاعات مثقوبة، للتكون فيما بعد مجموعة من الطبقات توضع فوق بعضها بعد نضج كل واحدة.

= وللزينة ولإعطاء مذاق خاص للبغرير، ترش كل طبقة بكمية من السكر، ويضاف على كل واحدة كمية قليلة من العسل أو المربى، والزبدة الذائبة.