أستاذ شريعة يوضح روشتة نبوية لعلاج الفقر وإصلاح حال المجتمع
تلقى برنامج (بريد الإسلام) الذي يذاع يومياًعبر إذاعة القرآن الكريم، رسالة من مستمع يقول فيها:" إن مشكلة الفقرمشكلة حاولت الإنسانية عبر تاريخها إيجاد حلول لها، لكنها لم تستطع، ويتساءل كيف واجه الإسلام مشكلة الفقر؟".
وأجاب الدكتور محمد قاسم المنسي أستاذ الشريعة الإسلامية قائلا" إن الإسلام قد اتصف بواقعيته وشموليته في علاج مشكلة الفقر، لذا اقترح آليات إذا اتبعت فإنها تحمي المجتمع وأفراده من مشكلة الفقر أو تقلل من حدتها.
وأشار إلى أن خطوات القضاء على الفقر هي حشد كل الطاقات للعمل والإنتاج، والنهي عن اكتناز الثروات، وفرض الزكاة على القادرين ماليًا، والدعوة إلي تقديم القرض الحسن، موضحا أن بهذه الحلول نجح الإسلام في تقديم علاج للقضاء على مشكلة الفقر ومحاصرتها إذا ما أحسنت وظيفها.
وأضاف أن علاج مشكلة الفقر ضروري لتحقيق التنمية والرخاء والاستقرارداخل المجتمع، مستدلا من الهدي النبوي بما رواه أنس رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله ، فقال : " أمافي بيتك شيء ؟ " ، فقال : بلى حلس نلبس بعضه ، ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء ، قال : " ائتني بهما " فأتاه بهما ، فأخذهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده ، وقال : " من يشتري هذين ؟ " . قال رجل : أناآخذهما بدرهم ، قال : " من يزيد على درهم ؟ " مرتين أو ثلاثا ، قال رجل : أنا آخذهما بدرهمين ، فأعطاهما إياه ، فأخذ الدرهمين ، فأعطاهماالأنصاري ، وقال : " اشتر بأحدهما طعاما ، فانبذه إلى أهلك ، واشتربالآخر قدوما ، فائتني به ، فأتاه به ، فشد فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عودا بيده ، ثم قال : " اذهب ، فاحتطب ، وبع ، ولا أرينك خمسةعشر يوما " فذهب الرجل يحتطب ويبيع ، فجاءه ، وقد أصاب عشرة دراهم ، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة ، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة : لذي فقر مدقع ، أو لذي غرم مفظع ، أو لذي دم موجع".
وبين أن الحديث النبوي الشريف قدم خطة لعلاج مشكلة الفقر، فنحن أمام طاقة معطلة وهي الرجل الأنصاري الذي جاء النبي صلي الله عليه وسلم طالبا طعاما أو مالا، ونجد النبي صلي الله عليه وسلم يعلمه ويعلم البشرية درسا في التنمية؛ حيث جعله يبحث في موارده وكانت أشياء بسيطة ثمعرضها للبيع ثم اشتراها رجل بدرهمين، أخذهما الرجل، وجعله يشتري بأحدهما قادوما، ثم أصلحه له ، فوفر له رسول الله صلي الله عليه وسلم فرصة عمل حقيقية، وهذا هو الذي نحتاجه، نحتاج فكر لاستثمار المواردوخلق فرص عمل حقيقية.