ليلة سرية جدا .. قصة الفرح الذى جمع الملك فاروق بجمال عبد الناصر والضباط الأحرار
قصة مثيرة بطلها "صلاح الشاهد" وهو مدير التشريفات الملكية سابقًا وكبير أمناء القصر الجمهوري لاحقًا ، ويروي "صلاح الشاهد" في مذكراته "ذكرياتي في عهدين" عن حادثة طريفة حدثت في ليلة زفاف ابنته ، فيقول :
"فوجئت قبل حضور الرئيس جمال عبد الناصر بكبار رجل الحرس الخاص به ومعهم خبراء المفرقعات لتأمين المكان، وسألني الحرس عن المكان الخاص الذي سيجلس فيه الرئيس، فأشرت إلى أحد المقاعد، فذهب إليه، وما أن جلس فوق المقعد حتى هب واقفًا في فزع، وصاح: اخلع هذه الصورة فورًا ، فسألته :لماذا؟ رد : إنها صورة الملك فاروق، وستجعل الرئيس جمال عبد الناصر يغضب ويرحل فورًا" ، لكن صلاح الشاهد لم يستجب ، فقد كان يحب الملك فاروق و يعتز بالفترة التي عمل معه بها وأعضاء مجلس الثورة يعلمون ذلك جيدا .
وحضر الرئيس "عبد الناصر" ومعه أعضاء مجلس قيادة الثورة، وقد لمح أكثر من ٣٠ صورة لرؤساء دول بجانب صورة الملك فاروق ، فسأل "الشاهد" : إنت بقى محتفظ بصورة الملك فاروق علشان موقع لك عليها بخطه؟ ، فرد : يا فندم الحرس لما حضروا ، فقاطعه عبد الناصر ليخبره أن الحرس حكوا له ما حدث ، وهمس في أذن "الشاهد" : عارف لو كنت شلت صورة فاروق ، كان هيجي اليوم اللي تشيل فيه صورتي، أوعى تفتكر إني زعلت!
حضر المأذون وسأل عن الشهود ، فأخبره صلاح الشاهد بأنه جمال عبد الناصر ، فإذا بالمأذون يسألهم : بيشتغل إيه جمال عبد الناصر؟ ، ليرد "الشاهد" بسرعة في محاولة لامتصاص الموقف : رئيس الجمهورية ، يكمل المأذون : أشوف بطاقته لو سمحت ، فيرد "الشاهد" : رقمها "واحد" مصر الجديدة .
وحسبما روى "الشاهد" بأن الرئيس جمال عبد الناصر كان يضحك بشدة من الموقف ، فيتدخل المأذون مرة أخرى : أين الشاهد الثاني؟ ، فيرد "الشاهد" : أنور السادات ، رئيس مجلس الأمة ، فيرد المأذون : يا جماعة مجلس الأمة منحل من كام يوم ، فأشار عليه "الشاهد" : اكتب يا سيدي عضو مجلس قيادة الثورة ، لكنه يباغتهم : "ما هو مجلس الثورة ده كمان منحل!" .
بدا الضيق على عبد الناصر ورجاله ، فاندفع وزير العدل ليطلب من المأذون أن ينفذ التعليمات دون أسئلة كثيرة ، لكن المأذون سأله: أنت مين بقى؟ ، فرد : وزير العدل ، فسأله المأذون : فين بطاقتك؟ ، ليستغرق عبد الناصر في الضحك .
سأل المأذون وزير العدل : بطاقتك مكتوب فيها "محامي" .. يا جماعة يرضيكم كده أبقى "مسخة" وسطكم؟! ، ليندفع جمال سالم من مكانه ويمسك المأذون من كتفه ، ليأمره أن يحرر وثيقة الزواج ، فارتجف المأذون وقال : يا فندم أنا خفت أنا خفت أكتب "القسايم" من غير ما أشوف البطاقات ، تحبسوني وتفتكروا إني بشتغل كده على طول وما براعيش القانون!!