هل يوصف الله تعالى بالذكورة أو الأنوثة؟
من الشبهات التي تتردد علي بعض الألسنة سؤال :
هل يوصف الله تعالى بالذكورة أو الأنوثة؟
وفي رد لدار الإفتاء عن السؤال قال الفقهاء:
هذا السؤال ليس صحيحًا لأن السؤال حتى يكون صحيحًا فلا بد أن يكون هناك علاقة بين مفرداته علاقة عقلية ولفظية وواقعية؛ يعني بالعقل وبالألفاظ وفي الواقع الخارجي المشاهد، وحتى يتضح لك الكلام إليك هذا المثال:
لو قال لك قائل: هذا الدولاب الخشبي الذي في غرفة نومك هل يشعر بالحر أو بالبرد؟ فإنك لا تستطيع أن تجيب بأن الدولاب يشعر بالحر ولا أنه يشعر بالبرد؛ لأن الدولاب ليس من شأنه الشعور لا بالحر ولا بالبرد، لأن خواصه مختلفة عن خواص البشر الذين يشعرون بالحرارة والبرودة.
فالإجابة الصحيحة التي يجاب بها على هذا السائل: أن هذا السؤال ليس صحيحًا؛ لأن الدولاب ليس ممن يشعر بالحر ولا ممن يشعر بالبرد.
ولذلك نقول: إن السؤال ليس صحيحًا ولله المثل الأعلى؛ فالله تعالى ليس مماثلًا للبشر حتى يكون ذكرًا أو أنثى، وهذا المعنى هو الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز حيث قال: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى 11].
فالمقصود بالآية الكريمة أن الله تعالى لا يماثله أحد من خلقه؛ وبالتالي لا يماثل هو سبحانه وتعالى أحدًا من خلقه في كل صفات الخلق من الشكل والهيئة والخواص والذكورة والأنوثة وسائر الصفات؛ فالرب رب والعبد عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق.
وليست الإشارة في قوله الله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ من قبيل ضمير المذكر الذي هو مقابل ضمير المؤنث، وإنما مراد الآية الكريمة أن تدل الخلق على الله تعالى بما تفهمه أذهانهم وليس المراد الذكورة المقابلة للأنوثة مطلقًا؛ لأن استعمال ضمير الغائب "هو" للإشارة إلى المفرد المذكر وضمير الغائبة "هي" للإشارة إلى المفردة المؤنثة هذا كله من خواص اللغة المتعلقة بخطاب الآدميين، لكن اللغة في التعريف بالله تعالى لا تنطبق عليها هذه الخواص.
والله أعلم