عاجل.. ترامب يضرب المنشآت النووية الإيرانية قبل تركه للبيت الأبيض
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طرح على مستشاريه فكرة توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.
وضم اللقاء نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، ووزير الخارجية مايك بومبيو، العديد من كبار مساعدي ترامب، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
ووفق الصحيفة فإن «ترامب سأل مستشاريه الخميس الماضي عن إمكانية توجيه ضربة عسكرية لإيران خلال الأسابيع المقبلة لكن مستشاريه حذروه من خطورة اتخاذ تلك الخطوة»، في المقابل لم يؤكد البيت الأبيض أو مجلس الأمن القومي الأمريكي المعلومة أو ينفيها.
وأتى ذلك الاجتماع بالتزامن مع تقرير نشرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكر أن «كمية اليورانيوم المنخفض التخصيب تجاوز 12 ضعفاً الحدّ المسموح به وفق الاتفاق النووي الإيراني».
في المقابل، حذّر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، على ربيعي، من رد قوي حال مضى «ترامب» قدما في خططه، قائلاً في تصريحات بثها على موقع حكومي «أي عمل ضد الأمة الإيرانية سيواجه بالتأكيد ردا ساحقا».
ويرى خبراء في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن «ترامب أضاع العديد من الفرص، فيما قبل لتوجيه ضربة عسكرية لإيران لم يكن ليُلام عليها، كما أن ترامب الآن لا يملك القوة الكافية لاتخاذ مثل هذا القرار الخطير».
واستبعد محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إمكانية توجيه أي ضربة عسكرية للمنشآت الإيرانية في الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن «قرار الهجوم لا يتوقف على ترامب فقط، بل يشاركه فيه وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون.
وأشار «أبوالنور» إلى أن هناك اختلافات مع القادة العسكريين مع ترامب بشأن العديد من القضايا والسياسات المتبعة في الشرق الأوسط، وفي الأسبوع الماضي أقال «ترامب» وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك إسبر، الامر الذي قال عنه «إسبر» أنه كان يتوقعه.
سبب آخر يسرده رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية لصعوبة إجراء عمل عسكري أنه «لم يتم الاعتياد في السياسة الأمريكية على تنفيذ عمليات عسكرية خطيرة في فترة توصف بأنها فترة»البطة العرجاء«، أي الرئيس الأمريكي في وضع لا يسمح له اتخاذ قرار استراتيجي، يتحمل مسؤوليته فيما بعد، لافتاً إلى أنه»حتى الآن فترامب خاسر في الانتخابات«.
وتابع «أبوالنور» أنه في «منتصف ديسمبر سيتم البت رسميا في مسألة الانتخابات الأمريكية، وحال تأكيد خسارة ترامب للانتخابات فإنه سيترك السلطة في يناير المقبل».
وذكر أن «ترامب إضاع عدد من الفرص المهمة، لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، لم يكن ليلومها أحد عليها، عندما اسقطت طائرة مسيرة أمريكية، أو حين هاجمت إيران قاعدتين «عين الأسد» و«اربيل» عقب حادث اغتيال القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، مشيرا إلى أنه لم يسبق لدولة أخرى أن وجهت ضربة عسكرية لقواعد أمريكية منذ هجوم اليابان على «بيرل هاربر» في الحرب العالمية الثانية عام 1941.
وأضاف أنه «خلال فترة حكم ترامب وللمرة الثانية في التاريخ، قامت إيران باقتحام أحدى السفارة الأمريكية، وقتل امريكيين علناً، ورغم ذلك لم تتخذ واشنطن قرار»، في إشارة لاقتحام السفارة الامريكية ببغداد في ختام العام الماضي.
وتساءل ما الذي يدعو الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران حالياً؟، مجيبًا أنه «لا شئ»
ورغم ذلك لفت «أبوالنور» إلى أن «ترامب لا يمكن توقعه، لكنه رجح أن تلك المساعي للدعايا السياسية وللضغط على إدارة جو بايدن«، مشيرًا إلى أن»ترامب لا يريد لبايدن الانخراط في علاقات موسعة مع طهران«.
وأنبه «أبوالنور» إلى أن «هناك منتدى غربي امريكي اوروبي، للحوار مع إيران سيبدأ في منتصف ديسمبر المقبل يبحث الشراكة التجارية والعلاقات الاقتصادية مع إيران».
ويتفق معه في الرأي هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، أن «توجهات ترامب ما هي إلا محاولة لحفظ ماء الوجه بعد أن تأكد خسارته للسباق الرئاسي الأمريكي».
وأضاف «سليمان» في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن «الرئيس الأمريكي يحاول أن يخرج من الباب الكبير بأن يكون أوفى بتعهداته تجاه إيران، ويرضي غرورة»، مشيرًا إلى أن «ترامب يحاول استعاده نفسه وتحقيق مجد شخصي لفترته، عبر سعيه لتوجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية أو الإعلان عن الوصول للقاح لفيروس كورونا، حتى لا يقفز الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن على إنجازاته».
وأشار إلى أن «ترامب كان يتوقع إكمال فترة رئاسية ثانية، وبالتالي كان يسير وفق استراتيجية ثابتة تجاه إيران متمثلة في العقوبات الاقتصادية والعزلة السياسية».
ويتفق «سليمان» مع «أبوالنور» حول أن «ترامب يشعر بالندم جراء تفويت حوالى ثلاث فرص حقيقة، لتوجيه ضربة لإيران، خلال فترة ولايته، كانت ستحظى بتأييد دولي، كان اولها إسقاط الطائرة الأمريكية في الخليج العربي، واعتراض حاملات النفط في الخليج، وتأتي تلك المناسبات كان في التصعيد الذي شهدته الساحة العراقية في مطلع العام الحالي، بعد اقتحام السفارة الأمريكية ببغداد، علاوة على هجمات الحوثيين -حلفاء طهران- المتكررة على المنشآت النفطية السعودية».
واختتم «سليمان» تعليقه أن «الهجوم العسكري مستبعد لكنه يظل احتمال قائم».
يذكر أن نتائج الانتخابات الأمريكية التي أجريت مؤخرًا أسفرت عن فوز المرشح الديمقراطي جو بادين بالسباق الرئاسي، لكن ترامب يشكك في نزاهة الانتخابات، لكن حال تأكد فوز بايدن فإن ترامب سيترك السلطة في 20 يناير المقبل.