مدهون بالذهب ومضاد للرصاص.. القطار الملكي.. سر من أسرار الدولة البريطانية
من بين أسرار العائلة المالكة في بريطانيا أنهم كانوا يملكون قطار سري تم إنشاؤه عام 1842 ولم يكن يعلم به أي إنسان سوي أمن العائلة وأفرادها فقط ولم يتم الإعلان عن وجوده للشعب البريطاني إلا بعد الحرب العالمية الثانية.
قطار العائلة البريطانية الملكي بدأ إنشاؤه عام 1842 بناءً على طلب من الملكة فيكتوريا، ملكة بريطانيا في هذا الوقت من التاريخ، فهي لم تكن تحب السفر في العربات، ولذلك تم تصميم القطار ليبدو وكأنه "قصر ملكي يمشي على عجلات".
وكان القطار الملكي مهماً للغاية في عهد فيكتوريا، إذ رأت أن السفر في البلاد هو واجبها، في الوقت الذي لم يفكر الملوك بذلك من قبل، إذ كانوا سعداء بالجلوس في قصورهم وعدم الذهاب في جولات، لكن الملكة فيكتوريا كان لديها موقف مختلف تماماً، لشعورها بأن وظيفتها هي السفر في أنحاء بريطانيا بقدر ما تستطيع، لذا فإن القطار الملكي كان يسهل عليها الأمر".
وبتكلفة 700 جنيه إسترليني من مالها الخاص آنذاك أو ما يعادل حوالي 60 ألف دولار اليوم، تم طلاء سيارات القطار بطلاء ذهبي عيار 23 قيراطاً وتزيينه بالحرير والساتان، وعلى مر السنين، استخدم فيه أحدث التقنيات الحديثة مثل الإضاءة الكهربائية في تسعينيات القرن الـ19، ومرحاض على متنه.
خلال الحرب العالمية الأولى، استخدم الملك جورج الخامس، جد الملكة إليزابيث الثانية، القطار الملكي ليس فقط للسفر في جميع أنحاء البلاد ولكن أيضاً كسكن، إذ شعر أنه من غير المناسب أن يطلب من رعاياه ترتيب أماكن إقامة له خلال تلك الأوقات التي تعاني من ضائقة الموارد، وبالمثل استخدمه ابنه الملك جورج السادس لزيارة مناطق من البلاد كانت تتعرض للقصف من قبل الألمان خلال الحرب العالمية الثانية.
ولذلك تم تجديد كبير للقطار لأسباب أمنية، واستبدال السيارات الخشبية ذات الأسطح البيضاء بنسخة مطلية بالدروع تزن 56 طناً ومليئة بالإجراءات الأمنية، بما في ذلك خزانات خاصة لتخزين المستندات عالية السرية، ولم يتم الكشف عن وجود القطار للجمهور إلا بعد نهاية الحرب.
وأما قدمت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، فقد أدخلت تحديثات علي القطار الملكي، ففي الثمانينيات، تمت إضافة وسائل دفاعات ضد نيران المدافع الرشاشة والصواريخ والقنابل.
ومن ضمن التحديثات التي أضيفت للقطار الملكي خلال عصرنا هذا غرف نوم ضخمة وغرفة تدخين وحمامات بتصميمات ملكية وغرفة معيشة وغرفة طعام.
ومن ضمن بروتوكول عمل القطار هو السير بسرعة محددة وضعتها العائلة الملكية ففي الوقت الذى تسير القطارات الأخرى في المملكة المتحدة بسرعة حوالي 200 ميل في الساعة، يسير القطار الملكي بسرعة حوالي 70 ميلا في الساعة.
ولا يحق لأي إنسان كائنا من كان أو شخصيته أورتبته في بريطانيا أن يستقل القطار فهذا القطار الملكي مخصص فقط لكبار أعضاء العائلة المالكة، مثل الملكة إليزابيث الثانية، والأمير فيليب، دوق إدنبرة، والأمير تشارلز، أمير ويلز وولي عهد المملكة المتحدة، وزوجته كاميلا، دوقة كورنوال، في حين أن أفراد العائلة المالكة والضيوف الآخرين يمكنهم السفر بالقطار الملكي، بناءً على دعوة من كبار أفراد العائلة المالكة فقط.